المخدرات.. أم الكوارث!

نحن نعاني من مشاكل كثيرة.. يكفي أن نتذكر حجم البطالة في بلدنا حتى نفزع.. أو نذكر مأساة مجاري جدة حتى نرتعب.. أو نذكر ندرة المياه الحلوة حتى نعطش.. و"بلاوي" أخرى كثيرة.. ثم تظهر ثالثة الأثافي ـــ كما يقول العرب ـــ أي المصيبة الكبرى وهي المخدرات بجميع أنواعها.. وهي مصيبة لأنها تصيب أعز ما نمتلك وهو شبابنا المستهدف من أعداء هذا البلد وحاسديه والطامعين في ثروته.. هذا الشباب الذي هو نصف الحاضر وكل المستقبل.. ومن يقرأ أرقام المضبوطات من مختلف الأنواع يصاب بالذهول.. علما بأن ما يتم مصادرته في الجمارك هو بحسب المقاييس العالمية 1/10 من الكمية.. والباقي يدخل البلاد بطريقة أو بطرق أخرى.. الشهر الماضي أحبطت أجهزة الأمن في "الداخلية" تهريب نصف طن من الحشيش، وتم القبض على 11 شخصا هم 6 من باكستان و5 من إيران، وهذا الشهر تم ضبط مخدرات بمليار و700 مليون ريال، وتم القبض على 681 متهما بالتهريب والنقل والترويج بينهم 96 سعوديا، والبقية من 33 جنسية.
وشهدت عمليات القبض على المتورطين مقاومة مسلحة في أكثر من 43 عملية أصيب خلالها 20 من رجال الأمن.. وشملت المضبوطات أكثر من ستة كيلو جرامات من الهيروين الخام وما يزيد على 10 أطنان من الحشيش، وأكثر من 13 مليون قرص مخدر، وأكثر من 686 كيلو من الكوكايين.
ونحن نشكر أجهزة الأمن ونوجه تحية وتقديرا لرجال الأمن في وزارة الداخلية ويعطيهم العافية.. ولكن بالطبع هذه ليست كل محاولات تهريب المخدرات إلى المملكة.. أكيد هناك كميات تنجح في الدخول، كما يحدث في كل مكان، حيث لا يمكن القضاء على التهريب بالكامل، والله وحده يعلم عن الكميات التي ينجح المهربون في إدخالها.
السؤال الذي طرحناه عشرات المرات.. أين الجامعات من دراسة هذه الظاهرة طالما أن هناك تهريبا بهذه الكميات الكبيرة جدا.. معناه هناك سوق وطلب محلي على هذه المخدرات وبكل أنواعها وهناك مشترون من كل طبقات المجتمع بدليل تعدد أنواع المخدرات المهربة غالية ورخيصة السعر.. لماذا ونحن المجتمع المسلم المحافظ، هل هناك جهات خارجية مثل (إيران) تستهدف شبابنا بتسهيل المخدرات.. شخصيا لا أستبعد ضلوع جهات إيرانية في مثل هذه الجرائم، فالنظام الإيراني يمارس كافة أنواع الجرائم، وكثير من شبكات المخدرات تنطلق من إيران إلى السعودية والخليج.. وهكذا تتجمع الكوارث.. والله المستعان!!