البنوك واغتصاب البيانات!

حدّث بياناتك.. العبارة الشهيرة التي تطل علينا بين الحين والآخر من قبل البنوك، أي مشكلة تحدث لك في حسابك أول سؤال يقوم موظف البنك بسؤاله هل حدّثت بياناتك؟! أجهزة الصرف الآلي تعتدي عليك وتغتصب بطاقة الصراف الخاصة بك بحجة عدم تحديث بياناتك! حتى لو كان جهاز صرف خاصا ببنك آخر، ولكن هذه الأجهزة تتعاضد وتشد ظهر أجهزة البنوك الأخرى نظراً لأن الموضوع يخص تحديث البيانات وهو ما يعتبر جريمة الإرهاب في عالم البنوك السعودية فقط!
وهذه الأجهزة للصرف الآلي تصبح شرسة عند نهاية كل شهر وفي الإجازات والأعياد، فتطردك ذليلا إذا لم تكن من أحد عملاء البنك الذي يغذيها ويملكها وكأنك لا تملك تأشيرة دخول لدولة هذا البنك أو ذاك بحجة أن البنوك لا تتقاضى رسوما من العملاء مقابل السحب وبالتالي فلها الحق في ذلنا ولا نعلم بأي حق تصادر هذه الأجهزة بطاقاتنا وهي كل ما نملك في معظم الأوقات للتواصل مع حساباتنا سواء كان جهاز بنكك أو غيره .. هل حدثت بياناتك؟ السؤال الشهير الذي أصبح يطاردنا صباح مساء برسالة جوال، بالدخول لحسابك أون لاين، بالاتصال بالهاتف المصرفي، أو بزيارتك لأي فرع، حتى اللصوص أدركوا ما يسببه تحديث البيانات من إرباك وقاموا باستغلال ذلك عن طريق الاتصال بك والادعاء بتحديث البيانات ومن ثم السطو على حسابك!
هذا بخلاف العبارة الشهيرة الأخرى "آسف حسابك تم تجميده" لماذا يتم تجميد حساباتنا؟ عديد منا يقوم بإيداع مبالغ في البنك وذلك للحفاظ عليها من السرقة ولا يتقاضى أي مبالغ من البنك مقابل هذه الإيداعات فبعضها بعشرات ومئات الآلاف وقد تصل للملايين ولا يقوم بأي سحب أو إيداع فيتم تجميد حسابه لماذا؟ للحفاظ على هذه الأموال من اعتداءات بعض موظفي البنوك أنفسهم! وهذا ما يتنافى مع عمل البنوك الأساسي كمكان يتم الحفاظ فيه على الأموال، ولكن عندنا أصبح مكانا لتحديث البيانات أو التجميد إن سلمت من الأول فلن تسلم من الثاني، شئت أم أبيت ويصبح همك الرئيس التعامل مع أفخاخ البنوك.
بينما نجد أن مخترعي هذه الأنظمة المالية لمحاربة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب بعد سبتمبر الشهير لا يقومون بذلك لا التجميد ولا التحديث وهذه تجربة شخصية في حساب لدي منذ أن كنت أعمل في بريطانيا ورصيده 50 جنيها استرلينيا منذ 20 عاما والحساب منتظم ويصلني كشف الحساب بشكل شهري ولم أجرِ عليه أي عملية ولم يطالبني أحد بالتحديث ولم أهدد بعصا التجميد ولم تصله تهديدات واصل بعدم الوصول ولم يتعرض للخطف أو النهب أو السرقة ولم تمتد إليه يد بعض موظفي البنك.
مع الأسف البنوك لم تقم بتحديث خدماتها قبل أن تطلب منا تحديث بياناتنا لأنها هي المتحكمة في أموالنا وحساباتنا ويكفي حصول أي مشكلة لك مع أي بنك حتى تجد الإجابة الواحدة وهي سنقوم بالرفع للإدارة، وما ذنب من تسحب بطاقته ـ وهو في زيارة لمدينة أخرى في إجازة نهاية الأسبوع ومعه عائلته ـ من جهاز صراف نقدي لبنك آخر أو تعطيه مبلغا خلاف المسحوب عليه أو تخصم عليه دون أن تعطيه المبلغ أو أي خطأ مع أي بنك "ويا ليل ما أطولك" ولا تجد من يفيدك في الوصول لأموالك وكله بسبب أن العميل ليس له أي قيمة مهما ادعوا أو قالوا ويا ويلك ويا سواد ليلك لو ما حدثت بياناتك، وطالما العميل ليس له من يحميه فأنصحكم بالدعاء والله معنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي