كتاب ماجد
يبدو أن النجم الكبير ماجد عبد الله سيكون المحرِّك الأول لمشروع الخصخصة الذي تعمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب جاهدة على تحقيقه لتطوير الرياضة السعودية، فقد ذكرت في مقالي السابق أن هناك تسويقاً غائباً عن مسيِّري كرة القدم لدينا يتمثل في إهمالنا قناة استثمارية مهمة تتضمن من جهة تسويق الأندية لبطولاتها وتاريخها، ومن جهة أخرى ترويج اللاعبين لنجوميتهم ومنجزاتهم عبر إصدار سير أو كتب أو أفلام وثائقية ترصد مسيرة هذا النادي وبطولاته أو تنطق بمجد ذاك اللاعب وتاريخه، وما إن انتهيت من فكرة هذا المقال حتى تحققت مبادرتان في غاية الأهمية، ولا سيما أننا على أعتاب مرحلة الخصخصة.
المبادرة الأولى جاءت مع إطلالة ماجد عبد الله في برنامج المدرج السعودي على قناة ''دبي الرياضية'' الأسبوع الماضي، عندما أعلن أنه اتفق مع الكاتب عبد الله ثابت على تأليف كتاب يوثِّق تاريخ الأسطورة، ويروي ظمأ الأجيال العاشقة لمرحلة الإبداع الماجدية، وهذه الفكرة الاستثمارية من ماجد تزامنت كذلك مع المبادرة الأخرى الأهم وهي توقيع الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع شركتي ''ديتلويت'' و''إس إن آر دنتون'' لدراسة عملية خصخصة الأندية الرياضية السعودية، إضافة إلى تأسيس شركة تتولى تسويق جميع بضائع الأندية وتوزيع النسب عليها.
في تصوري لن تجد هذه الشركة تجربة تسويقية رابحة ومضمونة مقدماً يمكن أن تكون بذرة لأفكار ترويجية أخرى، ودفعة قوية للخصخصة التي نحن بصددها مثل تسويق منتج هذه الفكرة الماجدية التي أراها تأخرت كثيراً، وكان من المفترض أن ترى النور بعد اعتزال ماجد مباشرة، إلا أنها ظلت رهينة للاجتهادات الشخصية، كما في بعض الكتيبات التي لم تكن بالشكل الذي يليق بحجم ماجد ونصاعة تاريخه، فلا اللاعب بادر، ولا النادي الذي يعيش أزمة مالية خانقة وخطة تقشفية فكَّر هو الآخر في تسويق مالي منعش كهذا!
وما دامت الفكرة قد نضجت وحان قطافها فما المانع من تعميق الشراكة بين اللاعب والنادي، فماجد المستفيد الأول، والنادي شريك عندما يوقع اتفاقية يستقطع بموجبها حصته لتسويق المنتج في المتاجر الخاصة بالنادي، واستثمار غيرها من المناسبات الجماهيرية والتسويقية المتعلقة بالنادي؟
هذه هي الأفكار الاستثمارية التي يمكن أن نحرِّك بها عجلة الخصخصة التي ستكون بطيئة في البداية كما هو معتاد، وبالطبع لن تكون الوحيدة، فهناك عمل استثماري ضخم أهم على صعيد الأندية ومالكيها المستثمرين الجدد، لكن وبما أن الفكرة على أشدها وفي طور التفاهم والترتيب بين ماجد والكاتب فهل من الممكن أيضاً أن تطرأ على اللاعب فكرة تسويق مؤلَّفه الذي يروي خلاصة تجربته الرياضية الثرية بالإبداع الكروي والأخلاق الرياضية العالية في معرض الرياض الدولي للكتاب العام القادم، ليكون أول رياضي يوقع كتابه على منصات المعرض، ونوائم بذلك بين الرياضة والثقافة عبر جدولة مثل هذه التجربة الاستثمارية الثرية التي تخدم مشروعنا الرياضي القادم ضمن الندوات المصاحبة للمعرض، وتناولها في الإعلام بدلا من لغة الإقصاء والقمع والتسفيه المسيطرة على بعض وسائل الإعلام، وبالتالي يتحقق الأهم وهو إيجاد دليل استثماري يسير على دربه نجوم الرياضة المتألقون فنرى سير النعيمة والهريفي والثنيان وعبد الجواد وجميل وصالح خليفة، ونطّلع على رصد توثيقي يتناول تاريخ العالمي والمونديالي والزعيم والراقي.