التعليم والمواطنة بين التنظير والتطبيق

التعليم هو قاطرة التقدم، والدول التي صنعت تقدمها إنما صنعته بالتعليم، ولعلنا نذكر أن الرئيس الأمريكي أوباما في أول بيان له أمام الأمريكيين عشية انتخابه رئيسا أنه قال إنه جاء لإصلاح التعليم .. ومن المؤكد أن سمو الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم، وضع هذا الشعار أمامه وهو يلقي محاضرته القيمة في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالتعاون مع مؤسسة كانيجرا للسلام الدولي .. وأضاف سموه إلى التعليم الجناح الثاني للتقدم وهو المواطنة التي جعلها ضرورية ضمن مناهج التعليم وفقا لمتطلبات العصر وبما يتوافق مع القيم الحضارية للعصر الذي نعيش فيه .. وأوضح سمو الوزير في محاضرته أن من أهم أهداف التربية الوطنية في مدارسنا بناء المواطن الصالح الذي يؤمن بدينه ويعمل من أجل وطنه وولي أمره، ويتناغم مع مجتمعه، مبينا أن القيمة تكمن في تطبيق ذلك وليس التنظير له فحسب .. ولعل هذا بيت القصيد في رأيي في محاضرة سمو الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم، حيث إن الواقع في بعض مدارسنا يختلف عما ذكره سمو الوزير عن التعليم للمواطنة، حيث نلاحظ اختفاء الأنشطة التي لها علاقة بالوطن والمواطنة، بل تمنع في المناسبات الوطنية على المدارس إذاعة الأغاني الوطنية، التي تلهب حماس الشباب والشابات وتوصل رسائل حب الوطن للأطفال، والتغني به لحب الطلبة والطالبات في هذا العمر للموسيقى والغناء عموما، كذلك تقاعس بعض المدرسين والمدرسات عن تنفيذ الأنشطة الموسيقية والأنشطة الوطنية تكاسلا من البعض وتحفظا من البعض الآخر على هذه الأنشطة الفنية .. لذلك يجب على الوزارة تأصيل المواطنة في نفوس المعلمين والمعلمات حتى يمكنهم توصيل ذلك إلى الطلبة والطالبات. كذلك على المدرسين والمدرسات تعريف الطلبة والطالبات بحقوقهم المشروعة ومن ضمنها حق معرفة ماهية المواطنة والتغني بها والاحتفال بها والابتهاج بوطننا الغالي، وهذا يتم بالمراقبة والمتابعة والمحاسبة من قبل وزارة التربية والتعليم لمن يتقاعسون عن نشر ثقافة المواطنة الحقة بين طلبة المدارس في كل المراحل التعليمية. إنها قضية عليا لا يجب التهاون فيها، ولا يجب السماح لمن يتعمدون تجاهل هذه الحقائق المهمة تجاه الوطن ومنجزاته لتأصيل روح المواطنة عند الطلاب والطالبات، وهذا يتم عن طريق تأهيل المعلم وصدقه وأمانته في نقل هذه الحقائق عن الوطن الغالي إلى الطلبة والطالبات .. وعندما يتحقق تأهيل المدرس والمدرسة عندها سوف تنتشر وتتعمق في مدارسنا ثقافة ومعنى المواطنة الحقة، والاعتزاز بهذا الوطن الغالي الذي أرسى قواعد وحدته المباركة جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ طيب الله ثراه ـ واليوم نحن في أمس الحاجة إلى التذكير صباحا ومساء بهذه الوحدة التي نعيش ونتمتع في ظلالها المجيدة .. إننا نثمن هذه المحاضرة الرائعة التي هي طريق لبناء المستقبل الحضاري لدولتنا "السعودية" وللعرب أجمعين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي