الحرب على العنف الأسري .. متى تعلن؟!
.. ويستمر مسلسل العنف الأسري، وآخر جرائم هذا العنف ما حدث صباح الأربعاء الماضي، حيث أقدم مجرم عاق على طعن والدته تسع طعنات بسكين، كما وجّه طعنات مماثلة إلى شقيقته الحامل، حدث هذا العمل المحزن في مكة المكرّمة، حيث أزعجت هذه الجريمة كل أنحاء مدينة مكة المكرّمة.. إلخ.
وكتبنا وطالبنا مراراً وتكراراً وكتب غيرنا ونكرر المطالبة اليوم وغداً بسرعة إجراء الدراسات الشاملة للعنف الأسري المستمر والمتزايد، هل هو بسبب انتشار الأمراض النفسية، والشكوى من ضعف وسائل العلاج النفسي، نقص في الأطباء، نقص في الأدوية، نقص في المستشفيات، وعدم إعطاء المريض النفسي الأهمية اللازمة للمرضى النفسيين الهائمين على وجوههم في شوارع "الطائف" خاصة.
كما طالبنا بتسريع إحالة مجرمي العنف الأسري إلى القضاء، وتدريب القضاة ورجالات الأمن والتحقيق على كيفية سرعة النظر في قضايا العنف الأسري المتشابكة والمعقدة في أحيان كبيرة، بسبب أواصر القربى بين الجناة والضحايا.. ما يستدعي الدقة في التحقيق ونوع الجزاء.
أسعدني ما قضت به المحكمة الجزئية في منطقة "نجران" بحبس مواطن وزوجته شهرا مع وقف التنفيذ وجلدهما 30 جلدة بسبب تعرض طفلة "عشرة أعوام" لتعنيف من زوجة والدها.. ويتوقف تنفيذ حكم السجن في حال حفظ جزء "عم وتبارك" خلال عام. جريدة "الحياة" في 28/11/2011.
بداية جيدة لتدخل القضاء، حيث إن هناك اعتقادا عند بعض أولياء الأمور بأن لا دخل لأي سلطة عليهم مهما عنفوا أطفالهم، ولهذا يجب نشر ثقافة عامة إذا كنا جادين في محاربة العنف الأسري، وتطوير إمكانات مواجهة كل التحديات في هذا المجال وتطبيق المعايير الدولية في هذا الشأن.. إضافة إلى الرحمة التي يوصينا بها ديننا الحنيف.
إنني مندهش ماذا حدث في بلدنا.. ما هذا العنف كله!