زلة لسان !

اللسان نعمة وهبها الله ليجعل الإنسان كاملاً مكملاً و أتم نعمته بانشاء الاف الخلايا التي تساعد على تمييز مذاق مايدخل إلى جوفه . ولكن الله جعل قلب الإنسان وعقله من يتحكم باللسان فإما يصونوا اللسان ويشكروا نعمة الله أو يخونوه و ينكروا نعمة الله . فعندما يكتسي القلب بالطيبة والصفاء يجعل اللسان يظهر اجمل ما لديه من كلمات وعبارات تفرض على الجميع الاحترام المتبادل و المحبة و التآلف . و لكن عندما يمتلئ القلب بالأحقاد و الكبر و الظلم و الحسد وجميع الصفات الدنيئة التي لا حصر لها التي تجعل اللسان أن يدخل حرب مع الأبرياء يكون أحد من السيف البتار مستندا على الصورة المرسومة في قلبك " كخطة حرب " .

قصة حدثت قبل عدة ايام في منطقتنا ذكرتها لي احدى الأقارب ، كان هناك نساء مجتمعات في مجلس يتسامرن كعادتهن وكانت من بينهن امرأة حضرت مع طفلتها.

امرأة حضرت مع طفلتها إلى إحدى المجالس التي تجتمع فيه النساء في ضحى اليوم كعادتهن طيلة ايام الاسبوع ، ماهي الا دقائق إلا هاجمت احدى الحاضرات المرأة متهمةَ طفلتها بسرقة حذائها أمام مرأى الجميع ، الأم حاولت انقاذ الموقف بتهدئة الأخرى ولكن لم تتمكن بعد ان اشعل اللسان الحرب ، ارتدت الأم عبائتها لتغادر إلى المنزل مع طفلتها بعد وطيس الحرب ولكن تسبب لها الحرب بجلطة بإحد شرايين القلب الرئيسية مما استدعى إلى تدخل عاجل لانقاذ المرأة . صاحبة حذاء السندريلا وجدت حذائها في احد زوايا الممر ولكن ايجادها للحذاء لم ينقذ الموقف !

قد يكون جرح اللسان اعمق من جرح السكين للقلب ، كما أن جرح السكين لابد أن يلتئم مع مرور الأيام ، و ايضا جرح اللسان قد يلتئم ولكن قد يطول التائمه و ستبقى الأثار تدلل عليه .

أترك اثرا طيبا في تعاملك مع الأخرين و لا تترك اثرا سيئا واحداً في افئدتهم ، فمن يعامل الناس بحسن اخلاقه يعاملونه بحسن اخلاقهم و تذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام " عليك بحٌسن الخلق ، وطول الصمت ، فا والذي نفسي بيده ، ماتجمل الخلائق بمثلهما ".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي