وليتك تسلم منهم !!
من المعروف عن الملك خالد بن عبد العزيز "رحمه الله" زهده وبساطته وقد قرأت هذه القصة عنه انه وجدت كلمة كتبها بخط يده ووجدت في جيبه بعد وفاته :
سأل الإمام أحمد بن حنبل حاتم الأصم وكان من الحكماء : كيف السبيل إلى السلامة من الناس ؟. فأجاب : تعطيهم من مالك ولا تأخذ من مالهم .. يؤذونك ولا تؤذيهم .. وتقضي مصالحهم ولا تكلفهم بقضاء مصالحك.
قال : إنها صعبة يا حاتم. قال : وليتك تسلم منهم.
يا سبحان الله انظر إلى عظمة هؤلاء العلماء والى حكمتهم .. بالفعل أن الحكمة أمر عظيم فقد يكون الإنسان ذكيا ولكن الحكمة مرتبة أعلى واجل وأعظم .. فالذكي من يرى أمامه ولكن الحكيم من يرى ابعد من ذلك !.
وانظر إلى الملك خالد رحمه الله والى أن هذه الحكمة كانت لها من الأهمية البالغة في حياته وليس أدل على ذلك من انه كتبها بخط يده وكانت برفقته حتى وفاته رحمه الله رحمة واسعة.
ولذلك فان العاقل الواعي الذي لم يأخذه الدوار الذي اخذ البشرية اليوم حيث يراها تتخبط في تصوراتها وعاداتها وتقاليدها وأنظمتها وفلسفتها .. يراها تبحث عن لاشيء وتجري وراء سراب .. يراها تحتضن أقذر ما تملك وتقذف بأثمن ما تملك.
أنها لعنة كالتي تتحدث عنها الأساطير تقتل الإنسان وتحوله إلى آلة .. وتقتل فيه كل مقومات المثل والخلق والجمال والحكمة إلا فيمن رحم الله .. وقليل من عبادي الشكور.
وانظر إلى هؤلاء الأئمة الإعلام وكيف ينظرون إلى الإنسان ومكنونات نفسه والى فهمهم العميق للنفس البشرية .. بل انظر إلى رجل لم يغريه الملك فهو ملك ابن ملك ولكن انظر إلى حجم التواضع وروعة الحكمة وكم الزهد .. وليتك تسلم منهم !!.