ظواهر مرورية مرشحة لموسوعة جينس للأرقام القياسية!
في ظل تقاعس وضعف جهاز المرور حيال بعض سلوكيات القيادة، تتنوع أشكال الخروقات التي يقوم بها بعض الشباب السعوديين لأنظمة المرور، التي جاءت في الأصل لتحافظ على حقوق العامة من تصرفات بعض الأشخاص. فللإنسان حرية في الانطلاق، ولكن تلك الحرية تقف عندما تصطدم بحريات الآخرين، بل أحيانا تهدد حياتهم. فالطرق العامة تعد حقا عاما لكل الناس؛ ولذلك وضعت العقوبات لمن يعتدي عليها، ولا يمكن لأحد أن يتساهل فيها، فمن التجاوزات المرورية التي قد وصلت إلى أرقام قياسية في شوارعنا ما يلي:
1) ظاهرة التفحيط القاتلة التي يرفض جهاز المرور والمشرعون في وضع وتطبيق أحكام بخصوصها، وبدل ذلك لجأوا لحلول بدائية. فلا تكاد ترى حارة إلا وفيها مئات المطبات الصناعية، والسبب هو عدم وجود رادع قوي لكبح جماح أولئك المستهترين. حل كأنه وضع لمعاقبة الجميع وإتلاف سياراتهم وتعكير مزاجهم. وهو كذلك أسلوب عقيم (ومتخلف) لمنع فئة غير مسؤولة، نشأت وترعرعت من ضعف وهشاشة المحافظين على الحق العام، من التعدي على الآخرين. إن الحل يا سادة بسيط جدا، وهو فقط مصادرة أي سيارة مفحط داخل المدينة، وغرامات مالية.
2) ومن الأرقام القياسية والتي ما زلنا نتربع على عرشها عالميا، في قيادتنا للمركبة، الانقضاض من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، بل وحتى الدوران للاتجاه المعاكس. هذا التصرف غير الحضاري، قد يعد من أحد أهم أسباب الاختناقات المرورية في الإشارات في المملكة. الحل كما أراه بسيط جدا: وهو أن توضع لوحة إرشادية للتنبيه على عدم السماح بذلك التصرف، ومن ثم تقوم دورية بموجب برنامج حاسوبي بتسجيل المخالفات على المخالف، وهو على العكس من نظام ساهر برنامج غير مكلف.
3) ومن الظواهر التي يندر مشاهدتها في أي بلد، ووصلت أرقاما قياسية عندنا: هي أن الطريق الأيمن في الطرق السريعة، بل وحتى الخدمية أصبح من أهم طرق التجاوز، وهذا يعد تصرفا غير حضاري وتسبب في حصول الكثير من الحوادث، كما أنها من منغصات قيادة المركبة في هذا البلد.
4) وهناك تصرفات قلما تشاهدها في أي بلد، وهي إغلاق الطرق بوقوف سيارتين لشباب يتبادلون الحديث ولا يلقون بالا لمن خلفهم، بل وقد لا يسلم من يعاتبهم أو يناصحهم من الأذى والشتم على ذلك التصرف غير اللائق، وهذا يتنافى مع مبدأ الإسلام في "أعطوا الطريق حقه".
5) وأخيرا ففي دول ذات شوارع صغيرة جدا لا يسمح فيها إطلاقا بالوقوف على الأرصفة؛ لأنها مخصصة تماما للمشاة، ولكنك تعجب، فعلى الرغم من سعة الشوارع لدينا، صارت الأرصفة مواقف للسيارات، فهذه ظاهرة لم نر لجهاز المرور أي دور في منعها حتى أصبحنا نراها تزداد يوما بعد يوم.
خلاصة القول، إن قيادة المركبة في بلدنا هذا أصبحت مغامرة ومضيعة للوقت، فعلى الرغم من التطور الحضاري والمعماري لهذا البلد لم نر تطورا مماثلا في سلوك القيادة، ولا في تطبيق الأنظمة كما حصل في دول مجاورة، والسبب يكمن في ضعف جهاز المرور وفاعليته في مراقبة المخالف ومعاقبته، ولا يمكن الاعتماد الكلي في حل مشاكل المرور على نظام (ساهر)، فوجود رجل المرور وتثقيفه وفرض هيبته تعد ضرورة وطنية ملحة.