الإنترنت صديقا وعدوا!

في الدراسة التي أجريت بتكليف من الحكومة البريطانية تؤكد الاستشارية النفسية الدكتورة ''تانيا بايرون'' أن الاستخدام المفرط وغير الرشيد للإنترنت والألعاب الإلكترونية يؤدي إلى أضرار عديدة تصيب الأطفال، مشيرة إلى أن أي تقنية حديثة بدءا من التليفون والتليفزيون قد تتسبب في إحداث ضعف أخلاقي؛ لذلك لا بد من تعليم الأطفال محاسن هذه التقنيات ومساوئها على ألا يكون ذلك في شكل أوامر ونواهٍ، وإنما بطريقة يشعر الطفل من خلالها أنه يبتعد عن المناطق المظلمة في الإنترنت برغبته وليس خوفا من أحد.
في رأي الدكتورة بايرون أنه من الضروري أن يكون قلق الآباء والأمهات من التقنيات الحديثة وأضرارها أكبر من قلقهم من أخطاء أخرى قد يصادفها أطفالهم خلال الطريق، مثل حوادث السير والاختطاف وأصدقاء السوء، وتبدي استغرابها من لامبالاة الآباء والأمهات بمخاطر الإنترنت قائلة إنه من المثير للسخرية أننا لا نسمح لأبنائنا بأن يلعبوا خارج المنزل خوفا على سلامتهم، الأمر الذي يدعوهم إلى قضاء أوقات أطول داخل المنزل مع أجهزة الكمبيوتر.
كما تحذر الدكتورة ''تانيا بايرون'' في دراستها المنشورة في صحيفة ''التايمز'' البريطانية من أسلوب الرقابة المشددة على الأطفال دون أن تتم توعيتهم، فتقول: ''الرقابة الصارمة على استخدام الأطفال للإنترنت لن تكون مجدية لضمان سلامتهم ما لم يتعلموا بأنفسهم كيفية التعامل الآمن والمسؤول مع الإنترنت''.
ومن التوصيات التي أنهت بها الباحثة دراستها والتي وجدت قبولا كبيرا، ضرورة وجود استراتيجية قومية للسلامة الإلكترونية يقودها المجلس البريطاني للسلامة الإلكترونية للأطفال الذي يرأسه وزير الداخلية ويتبع رئيس الوزراء مباشرة.
كما تضمنت توصيات الدراسة أيضا ضرورة التأكد من محتويات كل ألعاب الفيديو التي يتعامل معها الأطفال، وأن تقوم جهات مختصة بتصنيف تلك الألعاب بصورة تراعي أعمار الأطفال وتوجهاتهم ورغباتهم.
كما أوصت الدراسة أيضا بضرورة تصنيف الأفلام ذات الطابع العدواني من خلال المجلس البريطاني لتصنيف الأفلام، ودعت المدارس للاهتمام بمعرفة كيفية استخدام الأطفال للإنترنت داخل أسوارها.
ويؤكد ''سيمون فولر'' أحد المعلمين السابقين في مدرسة يتضمن منهجها التعليم بالإنترنت، أن الخطر الأكبر على الأطفال يظل داخل البيوت، حيث يظل الأطفال داخل غرفهم المغلقة مع أجهزتهم وسط غياب والديهم.. في حين استخدام الأطفال للإنترنت في المدارس يحدث في كثير من الأحيان في بيئة مفتوحة مع معلميهم.
وينصح ''فولر'' بأهمية أن يعلم الأطفال أنه كما للإنترنت فوائد ومحاسن فإن له أيضا أخطاراً تفوق هذه المحاسن والفوائد، وأن يهتم الآباء والأمهات بتعليم أطفالهم الاستخدام الأمثل للإنترنت.. تماما كما يهتمون بتعليمهم كيفية عبور الطريق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي