عقوق الأبناء.. كلاكيت عاشر مرة!
يبدو أن مسلسل عقوق الأبناء بات حدثا شبه يومي.. ننام على أحداث حكاية مأساوية مؤلمة.. لنصحو على أخرى أكثر إيلاما.. وللأسف الشديد جميعها تدور في فلك عقوق الأبناء لآبائهم وجحودهم لمن ربى وعلم وسهر الليالي.
منذ أسابيع قليلة استيقظ أهالي محافظة ''بيشة'' على وقع حادثة مؤلمة بطلها شاب في الثلاثين من عمره طعن والده حتى الموت.. وأصاب والدته والعاملة المنزلية أثناء محاولتها الدفاع عن الأب القتيل.. الابن العاق استخدم آلة حادة في طعن والده عدة طعنات في الجانب الأيسر من الصدر.. مزقت شرايين قلبه.. سبق لهذا الابن القاتل أن سجن في قضية عقوق للوالدين. وهو الآن قيد التحقيقات.
ومن بيشة إلى جدة وتحديدا بالقرب من مسجد النور في حي المكرونة.. لعلك سمعت عن رجل سبعيني عجوز يفترش الأرض ليل نهار.. يبدو على ملامحه الانكسار والجوع والإرهاق.. والمرض.. هذا الرجل طرده أبناؤه من البيت وأصبح الشارع ملاذه.. وتحولت سيارته المتهالكة إلى مكان يضع فيه ملابسه الرثة وأشياءه وأدويته.
مرتادو الجامع اقتربوا منه لمعرفة حكايته وتقديم يد العون له.. الرجل في كامل قواه العقلية.. يعاني السكري والضغط.. أولاده طردوه من المنزل ويعاني كدمة فوق إحدى عينيه.. أصحاب القلوب الرحيمة حاولوا التدخل والاتصال بأهله ومخاطبة الجهات المختصة.. أحد المسؤولين في الشؤون الاجتماعية وعد بأنه سيتم نقله من الشارع وتبليغ أبنائه وتحويله لمستشفى للكشف على حالته وإيداعه دار الرعاية الاجتماعية.
بالتأكيد هناك خلل ما في المجتمع يجب دراسته وتحليله وتوضيح معالمه لديهم ما الذي يحدث.. وإن كنت أرى أن العنف يولد العنف ومن ذاق مرارة الظلم والضرب والاضطهاد لن يكون أبدا شخصا سليما نفسيا وعاطفيا واجتماعيا.
على الجهود أن تتكاتف جميعا حتى لا يصل بنا الحال إلى ما وصل إليه.. والشاب الذي يقتل والده كيف وصل به الإجرام حتى يغمد سكينا في قلب والده.. بالتأكيد للمخدرات دور سلبي في التربية والبيئة والمجتمع.. فالتعاطي يجعل الشخص غير مدرك ما يفعل.
نعم.. يقتل وهو خارج عن شعوره، ومهما كلمته لا يستجيب، ومهما ضربته لا يشعر بالضربات الموجهة إليه.
حاربوا المخدرات.. وقعوا العقوبات الرادعة.. نحن أمام موجة إجرامية غير مسبوقة.. أوقفوها .. يا الله .. يا أمان الخائفين.