إدمان النجاح .. وإدمان الفشل!
عندما ننجح في تشجيع أبنائنا على مداومة النجاح في المدرسة أو الرياضة أو أي مجال .. فإننا نحقق المعنى البسيط لكلمة النجاح، أما المعنى الجميل لها فيتمثل في غرس إيجابيات النجاح أو إدمان النجاح لدى الطفل أو المراهق أو الشاب .. الذي يعتاد النجاح أو يدمنه .. وهذا من شأنه تعزيز السلوكيات الناجحة في حياته .. وهذا الاعتياد يصبح سمة من سمات شخصيته فيحرص على بذل المزيد من الجهد .. والصبر وتحمل المعاناة من تلقاء نفسه ومن ثم يزيد رصيده من الذكاء الاجتماعي الذي يحتل أهمية خاصة في نجاح الإنسان في حياته بصفة عامة، حيث يمثل 50 في المائة من مقومات النجاح في الحياة.
لكن كما هي العادة فإن المبالغة في أي شيء قد تأتي بالسلبيات، لذا يمكن القول إنه من الأخطاء التي يقع فيها الآباء تضخيم الأحداث حتى يشعر الطالب على سبيل المثال بأن عدم تحقيق مستوى معين من الدرجات هو كارثة، وأن أي انتقاص من درجاته هو فشل، وتتحول مخاوفه إلى نوع من الإحباط، وقد يتحول هذا الإحباط بدوره إلى قلق، ولكن ميكانزمات الدفاع النفسي تساعده في التغلب على إحساسه بالعجز.
والحقيقة أن مدمن النجاح لديه صعوبات في التكيف مع المتغيرات .. فنجده يتوتر إذا تغير مكان أوراقه أو كتبه أو أثاث حجرته. والسمات التي تلازم مدمن النجاح تزداد مظاهرها حدة أثناء فترة الامتحانات وترقب النتيجة .. ولذلك يتعين على ولي أمر المدمن للنجاح أن يقدر مدى ما يعانيه وأن يحاول مساعدته على تجاوز متاعبه وتجنب ما يزيد من هذه المتاعب حتى إن كلفه ذلك بعض الجهد وضبط النفس.
إن النجاح لدى مدمن النجاح يصبح وسيلة وغاية، ولذلك مهما تكلف المتاعب التي تصاحب إدمان النجاح إلا أن ما يشفع لهذا الإدمان أنه جزء من الذكاء الاجتماعي المكمل للتفوق الدراسي والعلمي.
انتهى تحليل أساتذة علم النفس لمفهوم النجاح .. فما رأيك؟! وهل في بيتك مدمن نجاح صغير؟.. إن كان لديك فاحرص على استمرار نجاحه ورعايته.