الهلاليون الجدد

منذ أن بدأ عصر الاحتراف لدينا 1413هـ حتى وقتنا الحالي لم يكن هناك تطبيق فعلي له من قبل الأندية الكبيرة فهي تشتري ولا تبيع، باستثناء صفقات محدودة تسويقية للأندية الصغيرة.
أما أن تسوّق الأندية الكبيرة نجومها المؤثرين للاستفادة من عقودهم فهذا نادرا ما يحدث، وإن حدث فهو على استحياء وللاعبين فقدوا بريقهم وضلوا نجوميتهم وأصبحوا عبئا ثقيلا على أنديتهم كما في إعارة ياسر القحطاني للعين الإماراتي، ومالك معاذ للنصر.
من واقع الساحة الرياضية الآن أعتقد أن لدينا نموذجا في طريقه لكسر قاعدة التمسك بالنجوم، التي ظلت تحاصر الأندية الكبيرة وتحيط بها في السابق، فالهلال مقبل على نقلة احترافية جديدة تتمثل في انتقال النجوم لا أشباه النجوم، وتغيير سياسة ظلت مترسخة في أذهان الهلاليين منذ زمن ألا وهي ولاء لاعبي الزعيم لناديهم ولا غير، لدرجة أن مسؤولين هلاليين سابقين وصفوا من يريد أن ينتقل من لاعبيهم إلى فريق آخر غير الهلال بالابن العاق، فالتوقيع على بياض كان سمة وبصمة هلالية فريدة من نوعها باستثناء صفقة خميس العويران الذي انتقل للاتحاد بعد استغلال لائحة المسطرة التي تسوغ للاعب الانتقال بعد أن يتجاوز 28 عاما دون الرجوع لناديه، وحتى الصفقات المهاجرة للهلال فقد انضمت لهذا الولاء المطلق، مفضلة عرض الزعيم الأقل على عروض الأندية الأخرى الأعلى، ولنا في صفقتي ياسر القحطاني وعيسى المحياني، وصفقة ياسر الشهراني التي لم تحسم، خير دليل على هذا الفكر الذي تشربه القادمون من خارج الهلال، ناهيك عن لاعبيه الذين ترعرعوا فيه!
لكن، ما الذي يحدث في الهلال هذا الموسم؟ وهل دشن نجوم الزعيم مرحلة ربيع الاحتراف الكروي؟ وهل سيستمر الهلاليون في إطلاق مسمى ''الابن العاق'' على كل لاعب هلالي يبدي رغبته في الاحتراف الخارجي، أو تفضيل العرض الأعلى محليا؟ وماذا عن البيئة الهلالية الحالية، هل أصبحت طاردة بعد أن كانت جاذبة؟
يبدو لي أن لاعبي الهلال استوعبوا ثقافة الاحتراف جيدا، ولم يقتنعوا بسياسة السقف الأعلى الجديد الذي أعلنته الإدارة، وفهموا أيضاً درس لاعبهم الكبير سامي الجابر الذي كان خير مثال للابن الهلالي البار، قبل أن يتحول إلى ابن عاق في نظرهم عندما خاض أقصر فترة تجربة احترافية خارجية، وبعد أن لبى رغبات الهلاليين في العودة لم يتسلم حقوقه في آخر عقد تم توقيعه إبان إدارة الأمير محمد بن فيصل طبقا لتصريحات اللاعب الفضائية، ولا ننسى كذلك النجم محمد الدعيع الذي وقع هو الآخر في مأزق التوقيع على بياض.. هذه المرحلة أصبحت ماضيا في نظر نجوم الهلال الجدد، ونتائجها السلبية أجبرتهم على تأسيس واقع جديد لا مفر منه يضمن توفير مستقبل اللاعب، فياسر الذي كان النجم الهلالي الأبرز لم يجد ردا جميلا لتضحيته بالعرض الاتحادي الأعلى، فأعير إلى العين فما كان منه إلا أن نفى الشائعات التي توقعت عودته للهلال في يناير، كمقدمة لمرحلة احترافية جديدة قد تكون خارج أسوار الزعيم.
هذه المعطيات القديمة والجديدة قرأها أيضاً النجمان أسامة هوساوي وأحمد الفريدي بعناية كبيرة فأبدى الأول تلهفه وإصراره على الرحيل والاحتراف خارجيا، أما الآخر فقد فجر قنبلة العرض الأعلى في مؤشر على قرب انتقاله، ثم بدأت علامات الرحيل تلوح في سماء الهلال بعد توقيعه عقدا مع سلطان البلوي مدير أعماله الجديد.
إذن بعد كل هذه النماذج والمعطيات والثقافة الهلالية الجديدة.. هل نستطيع أن نقول إن مرحلة التوقيع على بياض والابن البار التي كان الهلال يتميز بها، حتى بعد بدء عصر الاحتراف قد ولت إلى غير رجعة في زمن هؤلاء النجوم الجدد، وهل تنعكس بالتالي على المهاجرين إلى الهلال فتختفي أسطوانة أريد الزعيم وإن كان عرضه الأقل؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي