إيران .. تصدير أزمة أم تنفيس عن شريك؟

وراء كل محنة منحة .. قول ينطبق على أمور كثيرة، وهو قول نجده ينطبق على ما تشهده بلادنا من استنكار شعبي عن جميع أطياف المجتمع وطوائفه، استنكارٌ يؤكد الحرص على أمن الوطن، وعدم القبول، أو تبرير أي عمل يسعى إلى زعزعة هذا الأمن، مهما كان من قام به، أو من حرّض عليه.
ردود الفعل الشعبية المستنكرة لأية محاولة للإخلال بالأمن، دليلٌ على أن مجتمعنا يدرك خطورة ما يحاك من مؤامرات، كما يدرك أهداف من يحرك هذه المؤامرات ويسعى إلى توظيفها لخدمة طموحاته التوسعية في المنطقة، هذه الطموحات التي وقفت لها المملكة بالمرصاد حينما أبطلت مخططات كانت تهدف إلى زعزعة أمن مملكة البحرين، فأصابت هذه الطموحات والأحلام في مقتل.
النظام الإيراني يحاول التغطية على أهدافه وتحركاته بمعسول كلام بعض مسؤوليه، وبإعلام ومحللين يتقافزون بين القنوات الفضائية للدفاع عن هذا النظام، وتبرير تحركاته، بل والهجوم على كل من يقف في وجهه، وبشكل خاص المملكة.
هذا النظام سعى ومنذ سنوات للتوسع على الأرض العربية، ساعة باسم المقاومة، وساعة باسم دعم القضية الفلسطينية، ولم يترك الإعلام دون أن يخترقه في مواطن عديدة من عالمنا العربي، فزرع عددا كبيرا من مناصريه، وأقام لهم مراكز تسمى تجاوزا مراكز أبحاث، وهدفها الهجوم على المملكة، ودعم صحف تسوق لأطماعه، وتشن الحملات نيابة عنه، بل وتستبق قراراته وتصريحاته بالترويج لها قبل الصدور، حتى لو كانت رفض انضمام فلسطين إلى عضوية الأمم المتحدة.
هذه التحركات استطاعت أن تخدع كثيرا من العرب، فتصوروا أن تحرير فلسطين سيكون على أيدي زعماء إيران وتابعيهم، حتى جاءت الانتفاضة السورية، وأوغل النظام السوري في قتل شعبه، وتكشف دور حزب الله والحرس الثوري الإيراني في مساندة هذا النظام، فزالت تلك الهالة التي صنعها النظام الإيراني حول نفسه، وأدرك أن أحلامه تتهاوى، وأن أحد أهم حلفائه غارق في مشكلاته، فسعى إلى التنفيس عن أزمته وأزمة حليفه، بفتح جبهة يُحدث فيها فتنة، تلهو بها وسائل الإعلام عن جرائم الشريك، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل، كما باءت محاولات سابقة مثلها.
النظام الإيراني يُدرك أن في داخله أوضاعا قابلة للانفجار، وأن ما تعيشه طوائف من الشعب الإيراني من معاناة، قد تنفجر في أية لحظة، ولهذا فهو يسعى إلى تصدير أزماته إلى الدول المجاورة، مثلما يسعى إلى إعطاء انطباع بالقوة، عبر بيانات عن سلاح ينتج كل يوم، وتهديدات توزع يمنة ويسرة.
لقد مرت ببلادنا أحداثٌ جسام، وعانت من إرهاب القاعدة سنوات طوالا، واستطاعت أن تواجه هذا الإرهاب بحزم وحكمة كانت محل تقدير الجميع، وهي قادرة بإذن الله أن تواجه كل عمل إرهابي مهما كان من يقف خلفه، بالقوة نفسها، وستكون يقظة أجهزة الأمن ووعي المواطن السعودي ووحدتنا الوطنية، صخرة تتهاوى عندها أطماع أية قوى لا تريد ببلادنا خيرا.

المزيد من مقالات الرأي