بين «تويتر» ومفسر الأحلام

أزمة انعدام الثقة الدائرة بين جماهير النصر والإدارة لا جديد ولا غرابة فيها سوى أنها جاءت مبكرة هذا الموسم على غير العادة، ويبدو لي أن جماهير الوفاء رفعت راية الاستسلام النهائي وغير المشروط استنادا إلى البداية الضعيفة للفريق في مستهل مشواره في دوري زين، بعد أن كانت في السنوات الماضية تملأ المدرجات في بداية اللقاءات، ثم يبدأ الحد الائتماني في العد التنازلي، بناء على انخفاض مستوى النصر واليأس من تحفيز فريق بات خلال عقد مضى يخذل عشاقه دائما وأبدا، لافتقاد أدوات النصر ومتطلبات الفوز!
إرهاصات هذه الأزمة تتمحور في الخطوة المترددة التي أقدم عليها رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي عندما قرر رفع راية الانسحاب من عالم ''تويتر''، ثم العودة إليه، وهو الذي كان يعلم تماما أنه الميدان الذي تغيب عنه عين الرقيب، فهل كان مجرد تعادل مع الفيصلي مبرراً مشروعا لذلك؟ وماذا ستكون النتيجة لو تلتها خسائر أخرى؟
أعتقد أن النتيجة ستعني رفع الراية مرة أخرى، للهرب من استفسارات ونداءات واقتراحات جماهير العالمي المتحسرة على أداء الفريق السيئ، وبين رايتي الجماهير والرئيس تكمن المشكلة وتزداد الفجوة وتتعمق.
أمر آخر منطقي يعزز هذه النظرة السوداوية من قبل جماهير النصر، ألا وهو الرؤى والأحلام التي تناقلتها وسائل الإعلام بشأن مستقبل النصر الذي سيكون في ''خيبة'' على حد تعبير مفسر الأحلام، ومما زاد الأمر تعقيدا في قلوب جماهير النصر أن للمفسر تعبيرا آخر صحيحا العام الماضي، ردا على مشجع هلالي رأى ياسر القحطاني رافعا كأس الأندية الآسيوية، فكانت النتيجة مخالفة لرؤيته وما يتمناه، بخروج الهلال أمام الاتحاد في دوري آسيا!
لكن السؤال الذي أرى أنه جدير بالطرح: لماذا ظلت جماهير النصر هذه المرة أسيرة لرايتي مغادرة الرئيس عالم ''تويتر'' وفقدانها الأمل مبكرا؟ وما سر تمسكها بهذه النظرة التشاؤمية وهي الجماهير التي ظلت وفية لفريقها في أحلك الظروف، فكيف هان عليها أن تتخلى عنه الآن بعد أن بات يملك أدوات ربما كانت أفضل من السابق؟
الواضح أن الجماهير فهمت درس وعود الإدارة المتكررة وصيغ التفضيل الآسيوية وتصاعد الفرق الأخرى فأقدمت على النقد اللاذع للإدارة التي أقفلت طريق هذه الردود الإلكترونية أمامها، ويبدو لي أن الفجوة ستتسع بين الإدارة والجماهير، كما هي بين الرئيس ونائبه وإدارة الكرة، والإدارة والمتحدث الإعلامي، وبين النصر والإعلام واللجان، ومع كل هذه الفجوات فقد الفريق شخصيته وصوته وتأثيره وروحه، لدرجة أن علي كميخ ترك مهمته المتمثلة في التنسيق والدعم الفني بعدما شعر بهذه الهوة الصريحة، ليمسك راية مراقبة تحركات الحكام وسكناتهم، بل رفع شعار ''النصر ليس جداراً قصيراً'' أمام نائب رئيس لجنة الحكام!
إذن بعد كل هذه الفجوات والرايات المتضادة.. لماذا لا يغتنم النصراويون في هذا التوقيت بالذات، الفرصة لقطف ثمار نجاحات المجلس الشرفي المتلاحقة والاستفادة منها عبر دعم إدارة الأمير فيصل بن تركي، والوقوف إلى جانبها قولاً وفعلاً، مادياً ومعنوياً، والاستفادة من خبرة الأمير ممدوح بن عبد الرحمن في الإشراف على الفريق الأول، وتميز الأمير طلال بن بدر في هيكلة البيت النصراوي إدارياً وتنظيمياً، فهذه الأمور أرى أنها ستسهم في ردم كل تلك الفجوات، وإحياء صوت النصر الغائب منذ وفاة الرمز الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود، رحمه الله، وإعادة العالمي لمكانه الطبيعي، أما غير ذلك فإنه سيزعزع الثقة بالفريق، وسيظل النصر كما هو الآن بين رايتي ''تويتر'' و''مفسر الأحلام''!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي