جماهير العالمي.. هل حان الفرح؟
الأمير عبد الرحمن بن سعود، رحمه الله، رمز النصر وباني أمجاده له مقولة مشهورة في جماهير العالمي، فهو كان يؤكد دائما أنها ''اللاعب رقم واحد''، إيمانا منه بدورها المشهود والمؤثر في جميع البطولات التي حققها النصر، وكان يردد هذه المقولة نظريا ويترجمها تطبيقيا عبر تهيئة الفريق من جميع النواحي، ولست بصدد تفصيل ما فعله الرمز الراحل، أو مقارنته بمن فشل بعده، أو في معرض التطرق لشعبية النصر الجارفة التي لن نأتي فيها بجديد، لكن اللافت أن جماهير الشمس تأبى إلا أن تشرق فرحا في كل عام سواء في استقبالات اللاعبين الأجانب أو المدربين أو الحضور للمدرجات في تمارين الفريق أو مبارياته رغم غياب النصر في العقد الماضي عن منصات التتويج.
جماهير العالمي لم تكتف بالتشجيع فحسب، بل امتدت أدوارها إلى الدعم المادي عبر افتتاح حسابات لتكريم اللاعبين المعتزلين، أو التصويت في الجوائز التشجيعية لمصلحة الفريق واللاعبين.. كل هذه السلسلة من الدعم والتحفيز في ظني ليست مطلبا مفروضا على جماهير أي فريق كائنا ما كان، فلماذا أصبحت حكرا على جماهير الوفاء التي أبت إلا أن تجعل منها ظاهرة استثنائية، دون أن تستثير الطرف الآخر والمعني بإسعادها؟
وفق قناعتي الشخصية ما زلت متحفظا على ما تفعله جماهير النصر، ما دامت لا ترى إنجازات وبطولات وأسماء على أرض الواقع، بل إن الجماهير افتقدت حتى المستوى والروح، فما الذي يجبرها إذن على الفرح عند استقبال اللاعبين أو المدرب وتضخيم شأنهم وهم لم يقدموا بعد شيئا للفريق؟ وما الذي يحفزها لتقديم الغالي والنفيس والإدارة '' لا حس ولا خبر''؟! وما الذي يجعلها تتمسك بأمثال الحارثي وهو الذي لم يقدم لها أي شيء يذكر؟
إنني لا أنكر أهمية التحفيز وشحذ الهمم، ولست ممن يدعو الجماهير إلى التخلي عن الفريق والابتعاد عن تشجيعه أو إبراز نجومه إذا أحست الإدارة بهمومهم، لكن الفريق الذي يخذل عشاقه كما حدث في الأعوام الماضية ليس جديرا بهذه الظاهرة الجماهيرية، إلا في حالة وجود منظومة عمل متميزة وملموسة تشفع لها ذلك، كما أود أن أطرح أسئلة واقعية يتعين على إدارة النصر أن تجيب عنها بكل شفافية ومصداقية، ومن شأنها إعادة هيبة العالمي المفقودة: ما الذي قدمته الإدارة الآن لإسعاد هذه الجماهير الوفية؟ وهل تناست سقف الأحلام الذي حلق يوما ما ـ وفق رؤيتها - لينصب النصر أفضل فريق في آسيا؟ وماذا عن اللاعبين المحليين الذين تعاقدت معهم الإدارة أيعدون منتهى الطموح؟ وهل اكتفت بهم؟ وأين اللاعب الأجنبي الذي يحدث الفارق ويصقل شخصية الفريق ويرجح كفته؟ ولماذا فضلت الإدارة استشارة المدرب في الأجانب، عدا الجزائري عنتر والأرجنتيني مارسير؟ ولماذا لم تقتد بالإدارة الهلالية عندما ضحت بمهاجم كياسر القحطاني أو بالمتألق ويلهامسون رغم شعبيتهما الجارفة، وجلب أسماء قادرة على تحقيق أمنية جماهير الهلال؟
على خلفية هذه التساؤلات أرى أن أول خطوة ينبغي أن تبادر بها الإدارة النصراوية لإسعاد جماهيرها هي ألا تضع ملف بقية الأجانب بيد المدرب الأرجنتيني الذي صرح في مؤتمر صحافي أنه سيبحث مع الإدارة ملف بقية الأجانب الذين تنوي الإدارة التعاقد معهم، إذ ربما غيّب شمس النصر في غياهب السمسرة التي ظل الفريق يعانيها من زينقا حتى الآن، كما أنه ليس من المنطقي أن يظل ملف الأجانب معلقا بمدى انتهاء إجراءات عودة بدر المطوع إلى عمله العسكري في الكويت، ليفكر بعدها بالرد على عرض النصر، وهذا ليس تقليلا من شأن المطوع، لكن ما المانع من استغلال الوقت باستقطاب مهاجم آسيوي صريح وبارز مع التعاقد مع صانع ألعاب متميز يعيدان مع المجموعة المتبقية الفرحة للجماهير المتعطشة لسماء البطولات؟
لقد قدمت جماهير فارس نجد كل ما تملك من حب ودعم وتشجيع، وفي رأيي أن الكرة لا ''الكره'' باتت على عاتق إدارة النصر وأعضاء شرفه لإذابة الخلافات ودعم خزانة النادي في الاجتماع المنتظر في هذا الشهر الفضيل، وركل الكرة باتجاه تسديد الديون، وصوب الصفقات المفرحة، وكل ما يعلي شأن الفريق، فهل يحققون الهدف ويفرحون جماهير الوفاء؟