عندما تتجرد المرأة من الرحمة!

لا أدري كيف وقعت في أرضنا الطيبة جريمة تتجاوز كل وصف .. جريمة قتل طفل .. وهي تفوق كل الوصف، لأن القاتل هنا امرأة .. والقتيل طفل في الرابعة من عمره - يا قلبي عليه وعلى أمه وأبيه.
القاتل في هذه الجريمة تلحق به نون النسوة .. أو تاء التأنيث .. فنقول قاتلة .. ويا لها من صفة .. ويا له من نعت .. ويا لها من جريمة.
المرأة منذ أمنا حواء تتصف أساساً بالرحمة .. والرقة .. واللطف .. والحنان والحب .. وكل الصفات التي تجعلها أم الفضائل الإنسانية .. ولكن هذه المرأة تجردت من كل هذه العواطف النبيلة وتحولت إلى وحش كاسر يضرب الطفل المسكين بالأرض حتى الموت.
والحادث معروف ونشرته الصحف .. ولكن بالنسبة لي فإن هذا الحادث البشع يفتح ملف الوصايا على مصراعيه .. إنني أطالب وأظن غيري كثيرون يطالبون بتغيير قانون الوصايا وتسريع البث في قضية الحضانة .. لأن تأخير المحاكم في نظر قضايا الحضانة والنفقة معروف .. فبعض هذه القضايا تستغرق سنوات للبت فيها .. وخلال سنوات التأخير يذهب آلاف الأطفال ضحايا لا ذنب لهم وربما ينضمون إلى صفوف اللصوص والمجرمين والمنحرفين.
إن أي تشريع .. أو قانون .. يجب أن يضع مصلحة الأطفال في المقام الأول .. فالطفل القتيل ''أحمد'' ليس أول طفل يقتل على يد زوجة أبيه .. فمنذ عامين فقط لقيت الطفلة ''غصون'' المصير نفسه!!
لقد نصت الشريعة السمحة بشكل واضح وصريح على أن ولاية الطفل للأصلح من الوالدين .. وهذا الفرز بين الصالح والطالح يجب ألا يستغرق كل هذا الوقت أمام المحاكم .. وتحري الحقيقة في الفوارق بين الأم والأب .. يمكن نظره في جلسة واحدة متى ما توافرت البيانات اللازمة لإقناع القاضي .. ونحن نشيد دائماً بعدالة القضاء .. ولعلنا نستكمل هذه العدالة بالنظر السريع في قانون الحضانة إنقاذاً لآلاف الأطفال من مصير مجهول.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي