أحلام صيفية

يحلو للكثير في مجتمعنا الرغبة في تغيير نمط الحياة والخروج عن المألوف في الإجازة الصيفية، سواء قضاها فوق جبال الألب أو وسط نفود الزلفي، وبغض النظر إن كان هذا حقيقة أو حلما، ووسطنا الرياضي جزء من هذا المجتمع يحب أن يتنقل بين الحقيقة والحلم، ومن يتسنى له متابعة الأجواء الرياضية الصيفية يلمس ذلك من كثب، فإدارة ناد تسرب أنهم أصبحوا على بعد خطوة من التوقيع مع اللاعب العالمي الفلاني الذي صال وجال في الدوري الإنجليزي والإسباني وآخر عضو في مجلس الإدارة يسأله أصدقاؤه ما صفقاتكم للموسم القادم؟ ويخجل من قول الحقيقة أنه لا يعلم أو بالأحرى لم يُستشر في مواضيع كهذه، فيبدأ بالسوالف والسباحين هذا خلصنا معه وهذاك ننتظر رده ومعسكرنا أعددنا له العدة وصفقاتنا المحلية منتهية، ولكن اللاعب ووكيله (ضيعوا) وهما في طريقهما للنادي لعقد المؤتمر، فاضطررنا لتأجيله وأنتم تعرفون شوارع الرياض وجدة تضيع!، فرأى الزملاء في الإدارة إرجاء التوقيع حتى العودة من الإجازة، أما الإعلام وفي ظل عدم الشفافية فيضطر للبحث هنا وهناك ما بين سفارات ومنتديات للبحث عن الحقيقة أو جزء منها للانفراد بالخبر، لذا تجد عشرات المفاوضات والصفقات ومن ثم قصاصة عنوانها كما أشارت الصحيفة مع الثناء على المصادر الخاصة، كما أن لبعض المواقع وفي ظل شح الأخبار دورا في هذه الأخبار الصيفية، فتبدأ بنشر خبر ومن ثم التعليق عليه كما لو كان حقيقة فيتصدى شباب يسهر ليلا ليؤيد هذه الصفقة يقابلهم آخرون يعارضون الطرف الأول ويقولون هذا مصاب والآخر مستواه في هبوط وذاك عصبي، وتعرفون حكامنا وهات يا نقاشات على موضوع لم يتم ولن يتم، ينجلي الصيف وتظهر الحقيقة فتأتي المبررات كنا على وشك التوقيع مع رونالدينو، ولكن تمسك اللاعب بأصدقائه على شواطئ كبا كبانا منعنا من إتمام الصفقة، أما سواريز نجم الأوروجواي فقد أجبرته جماهير ليفربول على البقاء حين قابلوه صدفة في أحد المقاهي وأقنعوه بالبقاء مع الريدز ورددوا أمامه النشيد الليفربولي الخالد لن تمشي وحيدا بعد اليوم فدمعت عيناه وقرر البقاء معهم ولم يلتزم بالاتفاق المبدئي، أما روني فوضعه مختلف فقد كان قريبا جدا من التوقيع إلا أن التزامه الأدبي وتعاطفه مع بنت الجيران التي لم تجد من يحن عليها ويوصلها صباحا إلى المدرسة، بالمناسبة قد يكون روني يستغل وقت فراغه ويقوم بإيصال الطالبات للمدارس كعمل إنساني يشكره الكثير عليه وينتقده مسؤولو النادي المفاوض!، ومن أطرف ما سمعت من الأحلام الصيفية (خبر) يقول إن زين الدين زيدان قد يحضر لأحد فرق زين كمدير للفريق وسيكون مبرر عدم التوصل معه للاتفاق سهلا هذه المرة فزوجته الإسبانية رفضت وفرضت بقاءه في ريال مدريد رغم أن زيزو حاول لعشقه للنادي بعد أن اطلع عبر الشبكة العنكبوتية على منشآت النادي وبطولاته وتعرف على لاعبيه وأشاد بقدراتهم وبُهر بجماهيره التي كانت المحفز الأول لرغبته، لكن تسلط الزوجة هداها الله فرضت رفض العرض!، هي في النهاية لا تعدو كونها أحلاما صيفية تُقذف ككرة ثلج بين أطراف عدة فتذيبها حقيقة حرارة شمسنا ودورينا ويجب أن نعترف بأنه لن يأتينا لاعب يجد موطئ قدم في الدوريات الأوروبية الكبيرة أو حتى الفرق الكبيرة في الدوري التركي أو اليوناني، ونحمد الله أن الموسم القادم سيكون توقف الدوري والإجازة الصيفية جلها في رمضان وقد نلهوا حينها بمباريات ومنافسات (حواري) يشارك فيها محترفون فرغوا تواً من المنافسات وإرهاق موسم طويل وينسونا هرطقات صيف لنعيش واقعا قد يجعلنا أكثر مصداقية بعيدا عن سراب أحلام أو أفلام الصيف.
اعذرني عزيزي القارئ فقد قضت زوجة زيدان وبنت جيران روني على المساحة المخصصة لهطرشة وقد تعود الأسبوع القادم.

خاتمة
قيل في الأثر: ''اجعل الصدق مطيتك، والحق سيفك والله تعالى غاية طلبك''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي