لم أكن أصدق ما قاله طارق الحبيب

قرأت في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية بعض الآراء الغريبة والمستغربة للدكتور طارق الحبيب، فو الله لم أكن أصدق أنه قال مثل ذلك.. وقد قرأت أيضاً اعتذاره لشخص النبي وآل بيته المطهرين، ولكن أرجو أن تكون من منطلق قوله تعالى: "وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا". لذا فهنالك دروس وعبر وتساؤلات لا بد من ذكرها لمنع حصول تلك السقطات:
1) الدرس الأول أن يكون الكاتب أو حتى الطبيب، مُقل في كلامه وتصريحاته، فنحن في زمن العلوم المبنية على الأدلة (بل هو أصل من أصول هذا الدين العظيم) كثيراً ما أرى إكثارا من ظهور بعض المثقفين والدعاة في محطات وقنوات كثيرة، وهو ما يضطر الشخص إلى تكرار المعلومات وأحيانا التحدث في غير مجاله وهو ما يوقعه في الخطأ. لذا وحتى تكون أكثر قبولاً فينبغي أن تكون مقلاً.
2) كثيراً ما تطغى النظريات الفلسفية على أصول ومبادئ ثابتة، فالذي تبين مما قاله الدكتور العزيز طارق أنه طبق إسقاطات وتحليلات فرويد النفسية (من حيث لا يدري) على أطهر الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم. إن شخصيات الأنبياء والرسل يجب أن تكون خطوطا حمراء يجب عدم الخوض بها.
3) سؤال سيد التابعين الحسن البصري في مجلسه العلمي في البصرة عن رأيه في الخلاف الذي حصل بين الخليفة الرابع علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- ومعاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه- (حيث كان شاهداً على ذلك العصر)، فقال كلمة وجيزة ومفيدة (تلك دماء طهر الله أيدينا منها، فلماذا نلوث ألسنتنا بالحديث عنها). فكم نحن بحاجة إلى تجنب اجترار قصص الماضي التي اختلف فيها، فتعجب والله ممن يجعل من مثل تلك المواضيع، التي لا طائل من الخوض فيها، مقالاً أو يؤلف به كتاباً، أو يجعله محاضرة عامة أو نحوها. نحن بحاجة ماسة إلى نشر ثقافة احترام بعضنا البعض، وتجنب الخوض فيما هو موضع جدل وخلاف مما وقع في الماضي.
4) أخيراً وليس آخراً، فإن لدي همسة في أذن أخي وتلميذي ثم زميلي الدكتور طارق الحبيب، بل وكل مواطن ومسؤول، وهي تتعلق بالمعنى الحقيقي للوطنية والمواطنة، فخير تعريف أو ميزان للتعبير عن الوطنية هو: تقديم محبوبات الوطن وأبنائه على محبوبات النفس أو الجماعة, فالوطنية ليست شعاراً بل ممارسة فمن يفضل المصلحة العامة على مصلحته الشخصية، يكون وطنياً حقيقيا!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي