Author

مشاركات العرب في أولمبياد كرة القدم عبر التاريخ

|
كرة القدم هذه الساحرة المجنونة التي طيّرت عقولنا وعقول كل العقلاء والمجانين لها تاريخها الحافل المملوء بالأفراح والأحزان بالإنجازات والفشل، وتفرعت نشاطاتها ومنافساتها وبدأت تلعب على الشواطئ وداخل الصالات وداخل الأسواق التجارية، وفي المستقبل البعيد ربما تلعب داخل الشقق، ولكن هنالك تاريخاً حافلاً بالإبداعات لكرة القدم في تاريخ الدورات الأولمبية قديمها وحديثها. وهنا نستعرض لمحة تاريخية للدورات الأولمبية، وهذه الدورات أصبحت تظاهرة رائعة، وإذا عدنا إلى تاريخها القديم نجد أن الإغريق هم الذين ابتكروها لأنفسهم، وقدمها نبيل فرنسا البارون "بيير دي فريدي دي كوبرتان"، هدية للعالم بعد أن انتشلها من غياهب النسيان، وأزاح عنها تراكمات السنين، ونزع عنها ثوبها القديم ثوب الوثنية والعنصرية والنزعة القومية، وألبسها الثوب الجديد (ثوب العالمية)، وأصبحت واحة للسلام العالمي بين الشعوب، فهي دورات تشمل جميع ضروب الرياضة بماضيها العريق الذي تمتد جذوره إلى مئات السنين قبل الميلاد، وحاضرها المشرق، والإغريق أخذوا الألعاب الأولمبية عن الفينيقيين سكان الساحل الشرقي للبحر المتوسط هواة الهجرة والترحال الذين شيدوا أول ملعب في العالم، ومزجوا بين الرياضة وإقامة الطقوس الوثنية أي الاحتفال بمهرجانات عقائدية ورياضية معاً، وكان الإغريق يقيمونها في أوليمبيا دائماً وتقام مرة كل أربع سنوات، والغريب أن البرنامج الرياضي للألعاب الأوليمبية القديمة لم يكن يتضمن سوى سباق واحد.. وكان سباق جري بطول الملعب وكان طوله 192 متراً و27 سنتيمتراً، وكان أول فائز أولمبي هو كوربوس الذي كان طاهياً من ولاية إيلليس. وبمرور الأيام والأعوام أضافوا مسابقات أخرى إلى الاستاديوم، مما أضطرهم لمد فترة المهرجان الرياضي الديني إلى خمسة أيام كانت ثابتة الموعد عندما يكتمل القمر في تموز (يوليو)، ولم تشترك النساء في الألعاب الأولمبية عام 1896 لأنها كانت محرمة عليهن وممنوعة، فكانت الرياضة مقتصرة على الرجال الذين كانوا يتبارون عراة، وأول مرة اشتركت فيها المرأة في الدورة الثانية عام 1900 في باريس. تعد الألعاب الأولمبية أشهر الدورات الرياضية في التاريخ القديم، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة أوليمبيا اليونانية، التي كانت مركزاً للعبادة بدأت في عام 776 قبل الميلاد، وكانت تقام كل أربعة أعوام على شرف زوس كبير آلهة اليونان وزوجته هيرا، وتدوم لمدة سبعة أيام. يعتقد أن هرقل أنشأ ست رياضات، بلغ عدد المباريات في القرن الخامس قبل الميلاد 13 مباراة، عشرة منها للكبار والباقي للصغار. الرياضات العشرة هي: أربعة سباقات مختلفة في العدو، المصارعة، الملاكمة، سباق الخيول، سباق العربات، والخماسي. أما بالنسبة للرياضات للصغار فهي: العدو، المصارعة، الملاكمة، كرة القدم، كرة اليد، الطائرة. وكل هذه الرياضات تندرج تحت الألعاب الأولمبية. كانت انطلاقتها الرسمية المنظمة من إغريقيا عام 776 ق. م، كانت بداية وحدة وظهور حضارة عريقة قامت على أكتافها، أما انطلاقتها الثانية من فرنسا، فكانت بداية النهضة الأوروبية. كانت إغريقيا تكرم أبطال أولمبيا تكريم الأبطال الأفذاذ الفاتحين، وكان تكريمهم تكريماً للدورات الأولمبية، التي قامت على الصدق والعدل والنزاهة، ومحاربة الغش، وتمنع الخداع والمنشطات وتمنع من قام بعمل دنيء من الاشتراك فيها. كل هذا يبين لنا عظمة تلك الدورات ودورها في نهضة الفرد والمجتمع، وقيام الحضارات. تحظى الدورات الأولمبية الحديثة بجماهيرية لا مثيل لها بين شعوب العالم أجمع ووصفت بأنها مهرجان عالمي للشباب يلتقي فيه شباب العالم في منافسات شريفة تسود فيها الروح الأولمبية، وتجمعهم مائدة واحدة يطلق عليها القرية الأولمبية، فيتنافسون ويتصادقون على الرغم من اختلافهم في اللغة والبيئة والأشكال، مما يدل على أن العالم يستطيع العيش في سلام ومحبة، وأن الخير في النفوس البشرية أقوى من الشر، ويقام المهرجان الأولمبي مرة كل أربع سنوات، وتتجه إليه الأنظار من كل حدب وصوب من شتى أنحاء المعمورة. ويقول المتطرفون في أحلامهم الوردية، إن أكثر هذه الأحلام جموحاً يتصاعد إلى حد تحقيق الوحدة العالمية بين أبناء آدم بعد تخطي أصعب الموانع، وهي القومية والتعصب الشديد لها. ويعتقد أن الدورات الأولمبية يمكنها أن تفرز السلام العالمي بين شعوب المعمورة. فتسري المحبة والألفة في قلوبهم، وينسون الأحقاد والكراهية التي زرعتها الحروب. وتعتبر الدورات الأولمبية أهم المسابقات الرياضية العالمية على الإطلاق، فهي الأهم، والأكبر، والأعم قديماً وحديثاً، انبثق منها عديد من البطولات العالمية، مثل بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1930، وبطولة العالم لألعاب القوى عام 1983. واستمرت فترة التوقف للدورات الأولمبية نحو 1502عام إلى أن ظهر النبيل الفرنسي كوبرتان الذي قاده علم التاريخ الذي تخصص فيه، بجانب التربية البدنية وعلم النفس إلى عشق التراث الأولمبي، وما يحمله من معانٍ إنسانية وأهدافٍ نبيلة، فدفعه ذلك العشق للنهوض بالدورات الأولمبية من جديد، فظل يكافح ويناضل إلى أن حالفه الحظ في المؤتمر الحاسم للدورات الأولمبية عام 1894 وسلَّط في هذا المؤتمر الأضواء على الدورات الأولمبية الحديثة، وكذلك المحاولات التي سبقت البارون الفرنسي كوبرتان لإقامة دورات أولمبية في أثينا مهد الدورات الأولمبية القديمة، وإلحاح الفكرة الأولمبية وسيطرتها على البارون واستماتته من أجل النهوض بها من جديد والمؤتمر الحاسم للدورات الأولمبية وتأسيس أول لجنة أولمبية دولية حديثة، وأول لجنة للإشراف على دورة أثينا أولى الدورات الأولمبية الحديثة، والعقبات الاقتصادية التي واجهت الدورة الأولى والتغلب عليها عن طريق التبرعات، ومحاولة ملك اليونان جورج الأول تثبيت الدورات الأولمبية في أثينا عاصمة اليونان بإيعاز من أثرياء اليونان وأصدقاء زاباس، الذين أسهموا في تكاليف الدورة الأولمبية، وإصرار البارون على جعلها عالمية. ولكرة القدم كما قلنا تاريخ حافل في هذه الدورات بالرغم من أن كرة القدم كانت من الرياضات الممارسة وقت إقامة أول دورة أولمبية عام 1896 في أثينا إلا أنها لم تدرج ضمن برنامج تلك الدورة، ثم أضيفت اللعبة، ولكنها لم تكن رسمية في دورتي باريس وسانت لويس 1900 و1904 على التوالي، وبدأ وجود كرة القدم بشكل رسمي من دورة لندن 1908. وفي لندن عام 1908 شاركت ست فرق وأقيمت تصفية تمهيدية ففازت إنجلترا على السويد 12/1، والدنمارك على المنتخب الفرنسي (ب) بنتيجة 9/صفر، وفي المربع سحقت الدنمارك منتخب فرنسا (أ) بنتيجة تاريخية 17/1 وفازت إنجلترا على هولندا 4/صفر، وفي النهائي فازت إنجلترا بالذهبية على الدنمارك 2/صفر، ونالت هولندا البرونزية. وفي استكهولم في عام 1912 شاركت 11 دولة وفازت إنجلترا بالذهبية للمرة الثانية على التوالي، وعلى الفريق نفسه الدنمارك 4/2، ونالت هولندا البرونزية أيضاً بسحقها فنلندا 9/صفر. وفي بلجيكا - نفرس - 1920 شارك 12 منتخبا وفازت بها البلد المضيفة بلجيكا على حساب تشيكوسلوفاكيا التي انسحبت في النهائي احتجاجا على تسجيل هدف، ونالت إسبانيا الفضية بفوزها على هولندا 3/1 (وجردت تشيكوسلوفاكيا من الفضية)، وشهدت البطولة مشاركة مصر كأول دولة عربية وإفريقية تحقق هذا الإنجاز، وكانت أيضاً أول دولة عربية تشارك في المونديال عام 1934، وأيضاً كانت مصر أول دولة تشارك في كرة القدم من خارج أوروبا. وفي عام 1924 في باريس شارك 23 منتخبا من بينها الأوروجواي والولايات المتحدة، إضافة إلى المنتخبات الأوروبية ومصر التي حققت أول فوز للعرب في تاريخ كرة القدم في الأولمبياد بفوزها على منتخب المجر العريق 3/صفر، وعلى الذهبية فازت الأوروجواي 3/صفر على سويسرا ونالت السويد البرونزية بفوزها على هولندا 3/1 بعد أن تعادلا بهدف لكل فريق. وفي عام 1928 في أمستردام واصلت مصر مسيرتها في البطولة لنصف النهائي بعد عروض متقلبة ففازت في الدور الأول على تركيا 7/1 ثم فازت على البرتغال 2/1 وفي نصف النهائي خسرت من الأرجنتين 6/صفر وفقدت الفرصة في الحصول على ميدالية بخسارتها على البرونزية من إيطاليا 11/3. وبرز من مصر نجمها محمود مختار وهو من أساطير كرة القدم في مصر ويلقب بالتتش واختير أفضل ساعد هجوم أيسر في الدورة، وحافظت الأوروجواي على ذهبيتها بفوزها في النهائي على جارتها الأرجنتين 2/1. لم تدرج لعبة كرة القدم في الدورة التي أقيمت في لوس أنجلوس في عام 1932، ويعود سبب عدم إدراج اللعبة للاتحاد الدولي لكرة القدم الذي كان قد أطلق كأس العالم عام 1930 في الأوروجواي، ولم يرد تنظيم بطولة أخرى تخطف الأضواء من المسابقة الجديدة، وبالتالي غابت كرة القدم في الألعاب لمدة ثماني سنوات وعادت في أولمبياد برلين عام 1936، وكانت فرحة محبي الأولمبياد كبيرة بعودة نشاط كرة القدم، خصوصاً بعد إقامة بطولة كأس العالم الذي بدأ في عام 1930، وجاءت إيطاليا بطلة العالم 1934 بقوة للأولمبياد وحققت المطلوب بنيلها الذهبية بالفوز على النمسا 2/1 وفازت النرويج بالبرونزية على حساب فنلندا، وشاركت اليابان والصين لأول مرة ليكون الحضور الأول لآسيا في الأولمبياد، ففازت اليابان على السويد 3/2 وخسرت الصين من إنجلترا 2 /صفر ثم خرجت اليابان بالخسارة من إيطاليا 8/صفر، أما مصر فخسرت من النمسا 3/1، ومرة أخرى غابت الألعاب الأولمبية بكاملها ثماني سنوات بسبب الحرب العالمية الثانية، وعادت للظهور في لندن في عام 1948، وفي كرة القدم نالت السويد الذهبية للمرة الأولى بفوزها في النهائي على يوغسلافيا 3/1 ونالت الدنمارك البرونزية بفوزها على إنجلترا 5/3، وشاركت في الدورة دول جديدة كالهند وأفغانستان وخسرت الهند بصعوبة من فرنسا 2/1 وخسرت أفغانستان من لوكسمبورج بستة أهداف، بينما فازت كوريا الجنوبية على المكسيك قبل أن تخسر في الدور التالي من السويد 12/ صفر، ومن النتائج الأُخرى فوز إيطاليا على الولايات المتحدة بتسعة أهداف قبل أن تخسر من الدنمارك بالخمسة، وبدا الشبح المجري بالظهور في هلسنكي في عام 1952 فبرز بصورة لافتة ونال الميدالية الذهبية بفوزه السهل على يوغسلافيا 2/ صفر ونالت السويد البرونزية بفوزها بالنتيجة نفسها على ألمانيا، وشارك في البطولة منتخب مصر ففاز على تشيلي 5/4 ثم خسر من ألمانيا 3/1 وخسرت الهند من يوغسلافيا 10/1 وكررت إيطاليا سحقها للأمريكان ففازت 8/ صفر، ولكنها خرجت على يد المجر بثلاثية نظيفة، وكان ظهور البرازيل لأول مرة ففازت على هولندا 5/1 ثم على لوكسمبورج 2/1 ولكنها خرجت على يد ألمانيا 4/2. غابت الدول العربية عن دورة ملبورن 1956 بسبب العدوان الثلاثي على مصر، وجاء الاتحاد السوفياتي كبطل جديد للأولمبياد عموماً ولكرة القدم بشكل خاص وذلك بفوزها على يوغسلافيا 1/صفر، بينما ذهبت البرونزية لبلغاريا بفوزها على الهند 3/صفر وهي التي فازت في التمهيدي على أستراليا 4/2، وشارك في الدورة أيضاً منتخبا تايلاند وإندونيسيا، وفي روما عام 1960 أقيمت أول بطولة بنظام المجموعات وبترتيب جيد كما هو الوضع اليوم في المونديال، وقسمت الفرق الـ 16 إلى أربع مجموعات ويتأهل بطل كل مجموعة، وفازت بالذهبية يوغسلافيا على الدنمارك 3/1 ونالت المجر البرونزية على إيطاليا 2/1، وشاركت تونس لأول مرة ومعها شاركت مصر ومن آسيا تايون والهند، وخسرت تونس مبارياتها الثلاث من بولندا 6/1 ومن الأرجنتين 2/1 ومن الدنمارك 3/1، بينما تعادلت مصر مع تركيا وخسرت من يوغسلافيا 6/1 ومن بلغاريا بهدفين. وفي طوكيو 1964 شاركت 14 دولة قسمت إلى أربع مجموعات يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة وحققت مصر نتيجة رائعة بحصولها على المركز الرابع للمرة الثانية في تاريخها وحققت تعادلا تاريخيا 1/1 مع بطل العالم آنذاك البرازيل (بطل مونديال تشيلي 1962) ثم خسرت من تشيكوسلوفاكيا 5/1 وفازت على كوريا الجنوبية بنتيجة تاريخية 10/صفر وفي ربع النهائي هزمت نظيرتها الإفريقية غانا 5/صفر، ولكنها عادت للخسائر فخسرت أمام المجر في نصف النهائي 6/صفر، وخسرت التعويض بالبرونزية أمام ألمانيا الشرقية 3/1، كما شاركت المغرب لأول مرة ووقعت في مجموعة صعبة فخسرت من المجر 6/صفر ومن يوغسلافيا 3/1، ومن آسيا شاركت إيران فخسرت من ألمانيا الشرقية ورومانيا وتعادلت مع المكسيك، وعلى الذهبية فازت المجر على تشيكوسلوفاكيا 2/1. وفي المكسيك 1968 واصلت المجر تألقها وحافظت على ذهبيتها بالفوز على بلغاريا 4/1، وحققت اليابان نتيجة مذهلة بالفوز على حساب المكسيك 2/1، ومثل آسيا معها منتخب تايلاند، ومرة أخرى غابت المنتخبات العربية، وفي أولمبياد ميونيخ 1972 شهدت مشاركة السودان لأول مرة وخسر مبارياته الثلاث من المكسيك بهدف ومن الاتحاد السوفياتي 2/1 ومن ميانمار بهدفين نظيفين، كما شاركت المغرب وفازت على ماليزيا 6/صفر وتعادلت مع أمريكا سلبيا وخسرت من ألمانيا بثلاثية نظيفة وتأهلت للدور الثاني الذي أقيم بطريقة المجموعات أيضاً بواقع أربع فرق على مجموعتين وللأسف خسرت المغرب مبارياتها الثلاث وهي على التوالي من روسيا 3/صفر ومن الدنمارك 3/1 ومن بولندا 5/ صفر، وحققت إيران فوزاً تاريخياً يوم 31 آب (أغسطس) 1972 على البرازيل بطل العالم 1970 بهدف نظيف، وحققت بولندا الذهبية بفوزها على المجر 2/1 رغم تأخرها في الشوط الأول بهدف ونالت ألمانيا الشرقية البرونزية. شاركت 13 دولة في مونتريال 1976 قسمت إلى أربع مجموعات بتأهل الأول والثاني للدور ربع النهائي الذي وصلت إليه إيران وكوريا الشمالية، ولكن الأولى خسرت من فرنسا بأربعة والثانية من بولندا بخمسة، ولم يتأهل أي منتخب عربي، وكذلك انسحبت كل دول إفريقيا من المشاركة في هذه الدورة بسبب الاحتجاج على عدم طرد كندا لنيوزلندا من الدورة بسبب مشاركتها في دورة الرجبي في جنوب إفريقيا رغم المقاطعة بسبب التفرقة العنصرية، في الوقت الذي منعت فيه كندا منتخب تايون من المشاركة لسبب مشابه، وفازت ألمانيا الشرقية بالذهبية لأول مرة بعد فوزها على بولندا 3/1 وبقيت العقدة الأولمبية ملازمة للبرازيل حتى في البرونزية التي انتزعها منها الاتحاد السوفياتي بهدفين نظيفين. تعرضت أيضاً دورة موسكو 1980 للمقاطعة بسبب السياسة وغاب كثير من الدول العربية والإسلامية بتحريض أمريكي، ومن أبرز الغائبين مصر عن لعبة القدم رغم تأهلها للنهائيات بعد الفوز على زامبيا في التصفيات الإفريقية المؤهلة لأولمبياد موسكو، وشارك في موسكو 1980 أول منتخب خليجي وعربي من آسيا هو الكويت، إضافة لجاره العراق، وحققت الكويت نتائج مميزة ففازت على نيجيريا 3/1 سجلها هاتريك فيصل الدخيل وتعادلت مع كولومبيا 1/1 سجله الفذ جاسم يعقوب وتعادلت سلبياً مع تشيكوسلوفاكيا، وفي ربع النهائي خسرت من الاتحاد السوفياتي 1/2 وسجل الهدف جاسم يعقوب، أما العراق ففازت على كوستاريكا 3/صفر وتعادلت مع فنلندا سلبياً ومع يوغسلافيا بهدف وخسرت في دور الثمانية أمام حامل اللقب ألمانيا الشرقية برباعية نظيفة. كما تأهلت سورية وعادت بنقطة من تعادل تاريخي مع إسبانيا سلبياً وخسرت من الجزائر 3/صفر ومن ألمانيا الشرقية بخماسية نظيفة، وتأهلت الجزائر للنهائيات ووصلت أيضاً للثمانية بحلولها ثانية في مجموعتها بالفوز على سورية والتعادل بهدف مع إسبانيا والخسارة بهدف من ألمانيا الشرقية. شاركت في المنافسات لوس أنجلوس 1984م 16 دولة قسمت على أربع مجموعات، وتأهلت السعودية للمرة الأولى في تاريخها بعد أن تصدرت مجموعتها في التصفيات التي أقيمت في سنغافورة ففازت على نيوزلندا والكويت وكوريا الجنوبية وتعادلت مع البحرين، وفي النهائيات خسرت مبارياتها الثلاث من البرازيل 3/1 ومن المغرب 1/صفر ومن ألمانيا 6/صفر، وخرجت المغرب من المجموعة بفارق الأهداف عن ألمانيا التي تعادلت معها 2/2 وخسرت من البرازيل بهدفين نظيفين، كذلك تأهلت قطر لأول مرة وعادت بنقطة من تعادل تاريخي مع فرنسا 2/2 وخسرت من تشيلي والنرويج على التوالي بهدف ثم بهدفين، كذلك تأهلت العراق للمرة الثانية على التوالي وحققت نقطة بتعادل مع كندا بهدف وخسارتين من الكاميرون بهدف ومن يوغسلافيا 4/2، فيما كانت مصر أفضل العرب بتأهلها للدور الثاني بثلاث نقاط من فوز على كوستاريكا 4/1 وتعادل مع الولايات المتحدة بهدف وخسارة منطقية من إيطاليا بهدف وودعت الدورة بالخسارة من فرنسا بهدفين نظيفين. وفازت فرنسا على البرازيل 2/صفر ونالت الذهبية، والبرازيل الفضية ويوغسلافيا البرونزية. في أولمبياد سيئول 1988 التي فاز بها الاتحاد السوفياتي على حساب البرازيل بهدفين لهدف في الوقت الإضافي وذهبت البرونزية إلى ألمانيا الغربية بفوزها على إيطاليا بثلاثية نظيفة، فمثل العرب تونس والعراق وتعادلت تونس مع السويد 2/2 والصين سلبياً وخسرت من ألمانيا بأربعة أهداف لهدف، أما العراق فتعادل مع زامبيا 2/2 وفاز على جواتيمالا 3/صفر وخسر من إيطاليا بهدفين. في برشلونة 1992 حققت إسبانيا البلد المضيف الذهبية للمرة الأولى في تاريخها وفي النهائي فازت بصعوبة على بولندا 3/2، بينما حققت البرونزية غانا على حساب أستراليا 1/صفر في نتيجة باهرة لكرة القدم الإفريقية، والجدير بالذكر أن دورة برشلونة كانت الأولى التي تشارك فيها الدول بمنتخباتها الأولمبية وليس الأساسية أو الرسمية، وتأهلت لمنافسات القدم منتخبات مصر وقطر والكويت والمغرب، وحقق العنابي نتيجة رائعة بوصوله لربع النهائي بفوزه على مصر بهدف ثم تعادله مع كولومبيا بهدف وخسارته من إسبانيا بهدفين نظيفين وخسر بذات النتيجة من بولندا في الدور الثاني، أما مصر فبخلاف هزيمتها من قطر فازت على كولومبيا 4/3 وخسرت بهدفين من إسبانيا، أما المغرب فخسرت من السويد 4/صفر ومن باراجواي 3/1 وتعادلت مع كوريا الجنوبية 1/1، وخسرت الكويت مبارياتها الثلاث من بولندا 2/صفر ومن إيطاليا 1/صفر ومن الولايات المتحدة 3/1 وشاركت السعودية للمرة الثانية وخسرت أيضاً مبارياتها الثلاث أمام أستراليا وفرنسا 2/1 ومن إسبانيا بهدف نظيف، كما شاركت تونس وخسرت مرتين من البرتغال والولايات المتحدة 2/صفر وودعت بتعادل طيب مع الأرجنتين بهدف لمثله. فازت نيجيريا بالذهب بعد أن هزمت البرازيل والأرجنتين على التوالي، ونالت الأرجنتين الفضية والبرازيل البرتغال بخماسية نظيفة. وفي سيدني 2000، للتأكيد على أن ذهاب ذهبية أتلانتا لنيجيريا ليست مصادفة فلقد بقيت الذهبية في سيدني أيضاً ملكاً للأفارقة، ولكن هذه المرة للكاميرون التي نالتها بعد مواجهات شرسة بدأتها بفوز صعب على الكويت 3/2 ثم تعادلين مع التشيك والولايات المتحدة ثم واجهت عقبة البرازيل في الثمانية وهزمتها بصعوبة 2/1 بعد وقت إضافي ثم هزمت تشيلي 2/1 وفي النهائي هزمت إسبانيا بركلات الترجيح بعد التعادل 2/2، وهي المرة الأولى في تاريخ الأولمبياد التي تحسم مباراته النهائية بالترجيح، وذهبت البرونزية إلى تشيلي بفوزها على الولايات المتحدة 2/صفر. أما العرب فحققت الكويت الفوز على التشيك 3/2 وخسرت من الولايات المتحدة 3/1، أما المغرب فخسرت مبارياتها الثلاث من تشيلي 4/1 ومن كوريا الجنوبية 1/صفر ومن إسبانيا 2/صفر. حققت الأرجنتين في دورة أثينا 2004 ما عجزت عنه منذ زمن وهو الحلم الذي لا يزال يراود جارتها البرازيل بالجمع بين ذهبية الأولمبياد وكأس العالم، ونال منتخب التانجو الذهبية بفوزه على الباراجوي بهدف، بينما حققت إيطاليا البرونزية على حساب العراق بهدف، وعلى ذكر العراق فلقد حققت أفضل نتيجة للعرب في الأولمبياد على اعتبار أن مشاركات مصر القديمة كانت في دورات لم يكن لها نظام أصعب مثل اليوم، حيث كانت المباريات تأهيلية بخروج الخاسر. وفي الدور التمهيدي تصدرت العراق مجموعتها بفوزين على البرتغال 4/2 وعلى كوستاريكا بهدفين نظيفين وخسرت من المغرب 2/1 وفي دور الثمانية فازت على أستراليا بهدف وخسرت من الباراجوي 3/1 في المربع، أما المغرب فتعادلت مع كوستاريكا سلبياً وخسرت من البرتغال بهدفين لهدف، وشاركت تونس كذلك فتعادلت مع أستراليا بهدف وفازت على صربيا 3/2 وخسرت من الأرجنتين 2/صفر. وغابت المنتخبات العربية عن دورة أولمبياد بكين عام 2008 لكرة القدم، وهي التي لم تنقطع عن أولمبياد القدم لأكثر من 24 عاماً، وتعد دورة أولمبياد بكين 2008 لكرة القدم للرجال هي النسخة 22 في تاريخ هذه المنافسة التي بدأت عام 1908. وبدأت المنتخبات العربية في المنافسات الأولية للتأهل لأولمبياد لندن 2012 ولا بد هذه المرة من أن يتأهل أكبر عدد من المنتخبات العربية، ثم تأتي المهمة الكبرى لتحقيق نتائج إيجابية، لأن الأعذار تذوب أمام الفرصة المتاحة وربما تكون الكفة متساوية مع المنتخبات الكبيرة ذات الشأن وذائعة الصيت في عالم كرة القدم، لذلك يجب على العرب أن يغتنموا هذه الفرصة ويدخلوا في منافسة قوية وتحقيق إنجازات تحسب لهم وتطمئننا على المستقبل القريب لكرتنا العربية، وأنا على ثقة إذا أحسنا التعامل مع الظروف وأعددنا أبناءنا إعداداً بدنياً وفنياً ونفسياً وعقلياً صحيحاً وواقعياً فسيكون العرب هم فرسان لندن، وهذا ليس ببعيد فنيجيريا والكاميرون هزتا الأرض تحت أقدام الكبار وتوشحتا بالذهب. أمنياتنا الطيبة لكل المنتخبات العربية في آسيا وإفريقيا.
إنشرها