اللجان (أبخص)..
شاهدت كما شاهد الكل بيانات ومداخلات مسؤولي اللجان ورئيسهم بما يتعلق بقرار الخبرة والشكوك الذي رمى بنادي الوحدة إلى دهاليز دوري الدرجة الأولي، وأخرج التعاون من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال من غير أن يقنعوا أحدا بصحة قرارهم أو على الأقل بخطواته.
لن أقول إن ما حدث في المباراة طبيعي وأذهب مع من نادى بأحقية الناديين إلى اللعب لمصلحتهم واتخاذهم ما يرونه مناسبا، بل على العكس طالبت كما طالب الغالبية بعمل تحقيق من أجل الحفاظ على سمعة وهيبة دوري بدأت تتساقط أوراق قوته كتساقط أوراق خريف الرياض الدائم، حتى إن مشاكله لا تعد ولا تحصى، لا يوازي كثرتها إلا مداخلات مسيري الاتحاد السعودي ومدحهم للذات وأنهم هم ولا غيرهم الفاهمون، بل أصحاب الصوت العالي، متخذين من سياسة ''خذوهم بالصوت'' منهج تطوير وتقدم، وتناسوا أن هذه السياسة قد انقرضت ولا يوجد لها مكان إلا داخل عقولهم المنشغلة بأشيائهم وغير المبالية بأشياء فرضتها عليهم مناصبهم وكراسيهم المعنونة بديباجة ''ممنوع اللمس'' وهي ميزة يحصل عليها كل من كان لهم أقرب بشرط بعده عن الواقع، وأيضا من أهم شروط قبوله امتلاكه صوتا عاليا من أجل الرد، حتى وإن كان لا يستطيع ذلك أو بالأصح لا يملك ما يرد عليه.
بالعودة إلى قرار الخبرة، لماذا لم يتم تزويدنا بمسبباته ونتائج تحقيقهم، وكيف اكتشفوا التلاعب، ولماذا لم يتخذوا العقوبة الصحيحة إذا كان هناك تلاعب، ولماذا أخفوا أسماء أشخاص كالمراقب الإداري ومسؤول الملعب ومندوب هيئة دوري المحترفين من هذه القصة، وجعلوهم كضيوف شرف، ولماذا أخفوا أخطاء قامت بها الهيئة من غير أن يكون لها ذكر لا من قريب أو بعيد؟، كثرت كلمة لماذا، فأردت ألا أكثر من علامة الاستفهام وأن أضع واحدة لعلها توصل مدى أهمية هذه الاستفسارات؛ فالملاحظ خلال الفترة الأخيرة وجود علامة الاستفهام بكثرة مطلقة وفي كل مكان وداخل عقول كتاب ومحللين ونقاد حتى إنهم اعتقدوا أن أهميتها قد تتلاشى مع الوقت، وكأن لجان الاتحاد السعودي تختبر صبر الإعلام من أجل جعلهم يحذفون استفهاماتهم ويبحثون عن أشياء أخرى.
وصل الحال بسبب علامات الاستفهام الوفيرة داخل رياضتنا بين الإعلاميين والمعدين وأصحاب برامج ''الشو'' إلى محاولة التقليل من إظهار السلبيات الكثيرة التي أصبحت تتكاثر في كل الاتجاهات؛ نظرا لعدم الجدوى من إظهارها وأيضا لحالة ''الخجل'' التي تعتري أشكالنا، ونحن نتلقى الاستفسارات من الزملاء الخليجيين، والسؤال المباشر ''صحيح اللي قاعدين نشوفه''؟ فتكون الإجابة بأن العين لا تكذب ما تراه ولأن عيون ''أصحابنا'' يستطيعون التحكم بها بإغلاقها حين يكون نقدا وفتحها حين المدح، فإن على الإعلام المحافظة على أشكالنا أمام الآخرين بعدم فتح أعينهم علينا.
خاتمة
من يخافك حاضرا يكرهك غائبا