النصر وذوب.. شروق أم غروب؟
أشرت في المقال الماضي إلى تخبطات دراجان التي لن تنتهي إلا بإقالته، وها هو يمارس العبث ذاته في مباراة الاتحاد الماضية فيردي الفريق في متاهات الضياع، ويعيده إلى سنوات الحرمان، ويقوده إلى مركز لا يليق به، وبنتيجة مؤلمة لأنصاره وسط صمت إداري غريب، إزاء مسرحية صاغ المدرب فصولها المؤلمة، ورسم تفاصيلها المحزنة، وختم بصمته الفريدة على أحداثها الموجعة، التي باتت عقدتها مستعصية لا حل لها، فجنى الفريق معه الشوك، ولم يجن العنب، وأي ثمرة يمكن أن يقطفها النصر مع مدرب لا يحسن الاختيار، ولا يجيد اقتناص فرص أتته تباعا لكنه لم يستفد منها، ولم يبادر باستغلالها؟
لقد وقع المدرب في أخطاء بدائية خلال فترة إشرافه على الفريق، ويبدو ذلك بجلاء في مباراة الاتحاد الماضية التي قطع فيها دراجان قول كل محلل، وأجهز فيها على آمال كل منتم للأصفر، بتشكيلة غريبة، وتغييرات غير منطقية، وكان اللاعبون خير عون له على طريقته السيئة، وأفضل سند لمنهجيته الضعيفة، بروح مهزوزة، بقيادة القائد عبد الغني الذي توج خلاصة تجربته في الملاعب، وصفوة مسيرته في المستطيل الأخضر، بعصبية غير مبررة، وتوتر غير مسبوق مما أسهم في بث الاضطراب بين اللاعبين.
ويحق لمحبي النصر وعشاقه، بل آن لهم أن يمدوا أرجلهم ليس على طريقة أبي حنيفة، رحمه الله، وإنما طمعا في راحة بال، وسعة صحة، جراء سلسلة من الإخفاقات المتراكمة المتمثلة في روح اللاعبين المعدومة، والغياب الإداري المستمر، والخلل الفني الذي لا ينقطع، رغم الدعم والتشجيع والتحفيز والتأييد التي لا تهدأ من عشاق تعلقوا بالكيان، ومحبين تدثروا بحب فارس نجد، ومتيمين بناد أينما حل وارتحل، إلا أن طموحهم ظل يصطدم بالعقبات تلو العقبات، فواجهوا ذلك بالعشق والهيام رغم السهام التي كسروها نصلا تلو آخر.
وكان بإمكان الإدارة النصراوية انتشال الفريق من العثرات والهزات التي وقع فيها هذا الموسم، غير أنها لم تحرك ساكنا، وغطت في سبات عميق، بدءا بسوء الاختيار للعنصر الأجنبي، واستقطاب العواجيز، والتغاضي عن الخلل الإداري الواضح، ومباركة خطوات المدرب المفلس، رغم وضوح الخلل، وتجلي المشكلة، فالثغرة الدفاعية قوبلت بالاستغناء عن لاعبين مهمين، رغم عدم وجود البديل، والتهيئة النفسية مفقودة ما أجبر الفريق على خوض معظم المباريات دون لاعبيه المؤثرين بسبب الإيقافات، والمفاوض النصراوي أربك الفريق بعدم إنهاء تجديد العقود في الوقت المناسب، ولاعبو الخبرة خذلوا الفريق، ويبدو ذلك في مشاكل عبد الغني، وسلبية الدوخي، ومزاجية الحارثي! كما أن التردد في إقالة دراجان أضحى القشة القاصمة لظهر النصر.
وبما أن الموسم شارف على نهايته دون تحقيق المأمول، وبلوغ الطموح، فقد حان الوقت لمراجعة متأنية لسلبيات الأصفر، وقراءة هادئة لمشاكله تمهيدا لعمل منظم ونقلة احترافية يعيدان شروق شمس النصر من جديد، وهذا لن يتأتى إلا بالتفاتة شرفية عاجلة، وتعيين طاقم إداري خبير، واستقطاب مدرب عالمي قدير، وتشكيل لجنة فنية من أبرز الكفاءات النصراوية تتولى ملف الأجانب واختيار اللاعبين المحليين، وتحدد الاحتياجات بدقة، ومواصلة العمل في قطاعي الناشئين والشباب.
واليوم يضع أنصار النصر أيديهم على قلوبهم خلال مواجهة الفريق الآسيوية أمام ذوب آهن في أصفهان الإيرانية، حيث تلعب الظروف لمصلحة الفريق الإيراني، فهل يقفل النصر أبواب الآسيوية إلى إشعار آخر، وتغرب شمس النصر أم يبقي لاعبو النصر الباب مشرعا، للإشراق من جديد، ومحو صورة الفريق الباهتة، ومصالحة جماهيرهم، وإنقاذ الإدارة من أخطائها المتراكمة؟
مداد بإيجاز
- كيف تصدر لجنة الانضباط قرارا حاسما ومصيريا يتعلق بهبوط فريق وبقاء آخر، وتعديل قرعة مسابقة استنادا إلى شكوك قوية، واعتمادا على خبرة وتجربة؟!
- معظم قرارات اللجان هذا الموسم أحدثت ردود أفعال عاصفة فهل الخلل في اللوائح أم في الفهم الخاطئ والتفسير الانتقائي؟!
- الإدارة الاتفاقية الخبيرة استقطبت أجانب مؤثرين، وعملت دون ضجيج، فنجحت هذا الموسم بامتياز.
- كل الأمنيات للفريق الشبابي في مهمته اليوم أمام السد، ليكتمل عقد فرق السعودية الثلاثة في دور الثمانية بمشيئة الله.