أبطال العالم عندنا غير ..!
أن تكون بطلا للعالم، فهذا إنجاز قد يستحيل على الآخرين الحصول عليه بسهولة، وإن حصلوا عليه فسيعطون هذا الحدث ما يستحق من الاهتمام، وإن كان عند البعض يعلمون بأنه مهما عملوا من تكريم، فهو أقل من الإنجاز بكثير.
أتذكر في إحدى الدول العربية قاموا بتسمية شارع لرياضي أهداهم ميدالية ذهبية في الأولمبياد، وهناك من عمل تمثالا لآخر استطاع أن يعمل ما لم تعمله وزارات لديهم من نشر اسم بلدهم بميدالية رياضية، وآخرون صرفوا الكثير فقط من أجل المشاركة، وهم يعلمون أهمية المشاركة، أما هنا فمع الأسف هناك منتخب توج بطلا للعالم مرتين متتاليتين، وعملوا ما لم يعمله غيرهم ومع ذلك تم تكريمهم بالوعود، بل جعلوهم يبحثون عن التكريم من خلال الأحلام، حتى أتى السؤال المخجل من هداف أبطال العالم عمر الكسار (أنا متندم وكرهت الكورة ليش يعملون معانا كذا)، لأنه يشاهد كيف يقدر صاحب الإنجاز هناك وكيف تم تقديره وتقدير زملائه هنا.
يعلمون أيضا بأن فرحة التكريم إن لم تكن في أجواء الفرح، فإنها لن تكون بأثر رجعي وإن لم تكن تقديرا واستحقاقا مقابل الإنجاز، فإنها لن تكون من أجل (إسكات) الإعلام والتغطية على خطأ لا يغتفر يا هؤلاء، لماذا أنتم لا تقدرون؟ ولماذا أنتم دائما تعملون على انتقاص الأفراح؟ ولماذا تجعلوننا ننظر لكم بعين التقصير؟ ولماذا لا تلتفتون إلى من هم حولكم وأمامكم وأيضا خلفكم وترون كيف يعاملون روادهم وأبطالهم ليس كما تعاملون أبطالكم أبطالا لكأس العالم ويتنقلون من قناة إلى قناة ومن تصريح إلى آخر يتساءلون
ويبحثون متى تكرموننا؟
أتذكر جيدا بأن الفلاشات التي لاحقت أبطال العالم عند وصولهم كانت كثيرة، مكثفة، والكاميرات التلفزيونية لم تكن بالقليلة، الأخبار الصحافية كانت أكثر، ولكن لم تكن للاعبين بل كانت لمستقبليهم، وكأنهم هم أصحاب الإنجاز حتى إن اللاعبين اعتقدوا بأنهم سيكونون من المشاهير، اكتشفوا لاحقا بأنهم اشتهروا ولكن على طريقة شوفوا حالنا!
خرج علينا من خرج بعد أن أثار الإعلام موضوع تأخر تسليم هؤلاء الأبطال مكافآتهم، وليتهم لم يخرجوا، ليتهم بقوا خلف ستار التأويلات علنا نجد لهم ما يبرر سقطتهم وإن كانت هذه الكلمة يجدونها قاسية بحقهم، فهي لن تكون أقسى من وعد قدم لفئة احترموهم فقط من خلال الكلام ويختلف عن كلامهم فعلهم، فهم من خلال عملهم معاهم لم يحترموا عملهم وإنجازهم ونحن نريد أن نحترم أشخاصهم قبل إنجازهم.
خاتمة
الاستغباء أمام الأذكياء ذكاء.