تطلعات الشباب
تتميز السعودية بمميزات كثيرة أنعم الله بها عليها، فهي مهبط الوحي، ومستقر آخر الرسالات التي مرت على الحياة البشرية كلها. كما أن موقعها الجغرافي المهم إقليميا وعالميا جعل لها تأثيرا كبيرا، هذا إضافة إلى أنها تحوي أهم وأكبر مخزون للطاقة عالميا.
وقد يتناسى كثير من المحللين أحد أهم الميزات التنافسية لمملكتنا الحبيبة، ألا وهي مخزون الطاقة البشرية، فستون في المائة من تعداد السكان في المملكة أعمارهم أقل من 30 عاما، وهذا يعطي مؤشرا حيويا بأن هذه الدولة ما زالت فتية، وأن هذه الطاقة إذا استغلت بالشكل الصحيح يمكن أن تتحول لمورد تنموي مهم في خريطة الاقتصاد الوطني.
غير أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه هذا الجيل الصاعد لعل من أهمها توافر الوظائف التي يمكن للمواطن من خلالها أن يبدأ حياته العملية والعائلية، ويضع له موضعا اجتماعيا بين الناس. أما التحدي الآخر الذي قد يواجهه المواطن السعودي فهو توافر السكن الملائم الذي تأوي إليه الأسرة السعودية. وقد لمس كثير من الناس اهتمام القيادة الكريمة بهذين الموضوعين بتوفير البعثات للطلاب، وإيجاد بعض البرامج المحفزة للسعودة، إضافة إلى الأوامر الملكية لاستحداث وظائف جديدة.
ولعل الناظر في السنوات الأخيرة يجد حراكا غير مسبوق من الشباب نحو المشاركة في الحياة العامة، ويتجلى هذا عندما تحدث الكوارث والأزمات المفاجئة مثلما حدث في كارثة سيول جدة وأمطار الرياض وغيرهما، وقد ظهرت هذه الإنجازات بروح وطنية عالية تجلت في كثير من المشاريع العلمية والعملية والتطوعية. ولعل الروح الشبابية الطموحة هي التي تستطيع مواجهة كل هذه التحديات، وهي التي تستطيع أن تصنع المستقبل المشرق لبلدنا. والناظر في الواقع الشبابي يجد علامات كثيرة تشهد بتطور وتقدم الشاب السعودي سواء من الناحية العلمية والفكرية، أو الناحية من العملية، فالانفتاح الذي حصل خلال السنوات العشر الأخيرة قد أدى إلى تغيير كثير من الأفكار والرؤى في ذهنية الشاب السعودي.
خلال الأسابيع الأخيرة، تابعت اهتمام الشباب بالانتخابات البلدية المزمع إقامتها خلال الأشهر المقبلة، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كان بعض الشباب غير متحمس لها لسبب أو لآخر، فإني وجدت كثيرا من الشباب يتطلع لأن تكون النتائج المرجوة من هذه الانتخابات أكبر من الدورة السابقة لها، بل يتطلعون لأن يمثلهم شباب في المجلس البلدي يستطيعون إضفاء الحيوية على أعماله وبرامجه، وقد واكب هذا اهتمام إعلامي واسع سواء محليا أو دوليا. من يدري لعل المشهد السعودي سيشهد رسمة جديدة على جبينه يكون رواده شباب هذا الوطن الغالي.
متخصص في توطين الوظائف