ارحل يا ابن مساعد .. من أجلهم!

أن تكون هنا من أجل أن تعمل بفكرك وأنت من داخلك تكره فكرهم، وتكون هنا من أجل عشقك وخدمة ناديك غير مبال بأنديتهم، وتكون هنا من أجل أن تلعب اللعب المسموح به بقوانين أصحاب اللعبة غير مبال بلعبهم على القوانين، وتكون هنا من أجل إدخال السعادة لقلوب جماهيرك غير مبال بسعادة جماهيرهم أو حزنهم حتى، وإن كنت بداخلك تتمنى سعادتهم من غير حزنك وتكون هنا من غير أن تكون ما تريد لك كما هم ولا كما تفكيرهم، ولا كما معاداتهم لكلمة نجاح، ولا كما بحثهم لاختلاق وافتعال المشكلات، وإدخال كل ما يريدون وكل ما يبحث لهم عن انتصار قد لا يستمر، ولا يتعدى حتى مستوى نظرهم ونظرتهم لكيفية العمل وكيفية لهم أن يكونوا كما يجب عليهم القيام به، بل بسببهم وبوجودهم أصبحنا لا نتحمس لرؤيتهم، وأحيانا لروية كل شيء يدور في فلك تحركاتهم وسكناتهم، وفي محيط عملهم البعيد عن التشبيهه بعملك، حتى إنهم ارتضوا على أنفسهم إيقافك وإيقاف هلالك بأي طريقة وثمن وبأي مكان وزمان، حتى وإن كنت في أراضي أصفهان ذاهب من أجل وطنك أولا.
ومن أجلك وأجل فكرك وأجل أن تبقى كما أنت من غير أن تختلط بفكرهم وشكوكهم ارحل عنهم، وأخبرهم برسالتك لهم بأنك قد كرهت توجيه سهامهم تجاه هلالك، وهو الذي كان ينتظر منهم الافتخار به، وكرهت منهم كرههم للآخر، وكرهت منهم تصدير كل ما هو افتراء وكذب وأحيانا تجن إلى خارج حدودنا من أجل إيقافك والتنزيل من قيمتك وقيمة هلالك، وكرهت منهم اللعب على وتر الوطنية والجماهيرية والشعبية والنفوذ واللجان والحكام وكل كلمة يجدونها أمامهم أو خلفهم لإلصاقها بهلالك، وكرهت منهم استحداث مصطلحات لا توجد إلا في عقولهم، حتى وصفوا بطولات هلالك بالمديح صباحا وبعكسه مساء، فحتى وصفات الدكتور تتطلب أخذها صباحا ومساء، ولكن وصفاتهم تبتعد عن الدكتور كبعدهم عن منصات هلالك وعمل هلالك ولجان هلالك الداخلية الراسمة لخطط عمل لا يمكن لها إلا النجاح، فلا نجاح يكون من غير أن يكون هناك عمل يبدأ كما بدأتم وكما أنجزتم، فكم من حناجر تغنت بكم وبذهبكم، وكم من منصف تمنى أن لو كان هناك من يرشده من صغره إلى مقركم وإلى اتجاهكم من أجل أن يشعر بما تشعرون به من فخر كل ما بحثت البطولات عنكم وعن جماهيركم.
ارحل غير آسف أو متأسف على رياضة تحولت بقدرة عقولهم إلى ''مناوشة''، وبأصوات عالية ومتعبة تحولت أيضا إلى كراهية وتعصب بغيض لا يولد من خلاله إلا الرجوع إلى الخلف وإلى التشكيك، حتى من نظرات العيون فحتى عيونهم تبدأ بالنظر لكل من هو ناجح من الأسفل، وهم لا يعلمون بوجوب ذلك عليهم حين يكون من هو أمامهم عال بمستواه ومكانته عن محيط نظرتهم.
ولكن قبل أن ترحل تأكد بعدم تغيرهم حتى بعد ذهابك، ولكن من أجل أن تجعلهم هذا المرة يذهبون بفكرهم إلى الراحة، فحتى راحتهم لا تجعله خارج خططك، فمساعدة أخيك على السعادة قد تنفرد بها وتضمها إلى تاريخ ناصع بالذهب ومضاف إليه العمل على إسعاد الآخرين، ولكن ليس بالبطولات بل بالابتعاد.
ابتعد وأنت كلك فخر بخروجك، فبسببهم أصبح البقاء هنا مخالفا لأسباب قدومك، ابتعد بعد أن تضيف من كانت حجتهم الجديدة احضر بطولتك القديمة، احضر آسيا إلى مكانها المعتاد، فعقول هؤلاء أصبحت تزيل من التاريخ وتضيف كل حسب لونه المفضل.
ابتعد وضع خلفك ''أعملوا ما بدا لكم إلا الدين فهو خط أحمر ممنوع اللمس''.

خاتمة

يقول فولتير: من تسبب في سعادة إنسان تحققت سعادته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي