الشباب وتقدير الذات في ضوء فكرة (البحث عن عمل)!
البحث عن عمل هو هدف وهاجس كل شاب وشابة، بل إن الرغبة في تحقيق هذا الهدف ربما تكون مصحوبة بالاكتئاب في كثير من الأحيان وقد لا يكون ذلك من انعدام وجود العمل، ولكن ذلك الاكتئاب يأتي نتيجة لارتفاع طموح بعض الشباب إلى الرغبة في الالتحاق بأعمال لها نوع من المكانة الاجتماعية كعمل في مرتبة مدير قسم أو مدير شركة أو مدير مؤسسة، وعندما لا تتوافر تلك الآمال الصعبة يصاب الإنسان بنوع من الاكتئاب والإحباط، ولعل البعد عن الواقع يخلف أقسى وأصعب المشاعر على نفس الإنسان لأنه يعتقد أنه يواجه طريقا مسدودا لا يستطيع تجاوزه، وبالتالي يحسب ضمن إحصائيات البطالة.
إن العمل وحده أيا كان هو يعطي للإنسان مردودا من الرضا عن النفس، خاصة عندما يكون الفرد متمتعا بالصحة النفسية وخاصة عندما يتلمس نتائجه الإيجابية ويعيش بإيجابية في جو العمل، حيث إن البيئة التي يحتويها مجال العمل لا بد أن تكون بيئة هادئة دافعة للعمل بعيدة عن الشجار والمنافسات السلبية التي يتخذ فيها البعض طريقه للنجاح من خلال تحطيم الآخرين، وبالتالي فإن مناخ العمل له دور أساسي ومهم في ارتفاع الإنتاجية أو انخفاضها، بل إن من أهم علامات عدم الراحة النفسية في العمل هو ارتفاع معدل الغياب عن العمل وكثرة المشكلات والمشاحنات التي تجعل شيئا من عدم الراحة النفسية في مجال العمل، بل إن بعض من هم من حولنا نراهم وهم يذهبون لأعمالهم في وسط التوتر والضغط النفسي ربما لمحيط العمل وأحيانا لعدم الرضا عن العمل، أي الاعتقاد بأن الإدارة دائما هي الحل الوحيد للنجاح أو أن العمل الخاص هو الحل الأمثل لتحقيق الذات وتحقيق كل الأمنيات، لا نستطيع أن نقول إن الجميع سوف ينجح في مجال معين، بل لا بد أن نعرف أن هناك فروقا فردية، فمن ينجح في مجال ربما لا ينجح في مجال آخر ولكن هناك أولويات لعل من أهمها، أهمية الالتحاق بعمل أو لأكن أكثر دقة فأقول أهمية البحث الجاد عن عمل والابتعاد عن الأمنيات التي لا مبرر لها في كثير من الأحيان، فعادة ما يبدأ مشوار النجاح بخطوة وعلى الشباب أن يكونوا واقعيين من خلال بذل المحاولات المستمرة والإيمان الحقيقي بأن العمل فعليا يحتاج إلى مجهود حقيقي وليس فقط الركض خلف حلم إصدار الأوامر والاستقلال بمكتب خاص، وهناك مثل غربي يقول: «إن النجاح لا يحتاج إلى مكتب كبير» فهناك كثير من الشباب الذين أثبتوا أنفسهم بل إن أولئك الذين ممن هم في مناصب عليا هم لم يصلوا إلى تلك المناصب إلا بجهودهم، ولكن البعض يجعل من مبرر الواسطة قتلا لمستقبله، فالأمر ليس بتلك الصورة السيئة بل إن هناك من الشباب ممن أتوا من قرى صغيرة ليست فيها أي محفزات للتعليم ولكن دافعهم هو الطموح واجتياز الصعاب وها هم في وظائف عليا يستحقون من مجتمعهم التقدير، يجب ألا يكون (جزءا) من واقع سلبي هو الشماعة التي يعلق الإنسان عليها (كل) فشله، فهناك في المقابل قنوات إيجابية عديدة يجب أن نعبر من خلالها.