الغرور والمتعة ...!
كان في الماضي من المتفوقين على أبناء جيله، ومن أصحاب الرأي والفكر السديد، وأحد من يشار لهم بالبنان ويضرب به المثل حتى ''أخذته'' العزة بالإثم فاعتقد بقوته التي لا تغلب وبفكره الذي لم يتطور وبنفسه المغرورة الملزمة له بعدم الالتفات لرؤية من هم خلفه، وبماذا يفكرون، وماذا يعملون، وألزمته بعدم رؤية من هم أمامه، وكيف له أن يكون أمامهم وألزمته بعدم احترام من يعمل واعتقاده بفشلهم، وألزمته بعدم السماع لمن يتكلم وينصح وأجبرته بعد (ضياعه) وجلوسه في الخلف على أن يحاول تنشيط ما يستطيع من قدراته على الأقل للحاق لمن كانوا خلفه واعترفت وبغرور بخطأ وتركت باقي الأخطاء وحاولت هذه الأمارة بالسوء اللعب بأي حال وكيفما اتفقت وكيفما اختلفت حتى نجحت ولكن بمساعدة الآخرين تارة ومساعدة دعاء والديه بمناسبات أكثر وضعف من حوله أحيانا ليست بالقليلة، فرجعت نفسه مرة أخرى إلى نشر غرورها في كامل أنحاء جسده المترهل فحصل له ما كان الخوف من حصوله؛ فذهب إلى البحث عن من يستطيع إقناع غروره بصحة غروره وإلى من يستطيع مدح جسمه الممتلئ بالأمراض التي كانت قابلة للعلاج وإلى من كانوا بسنين عمره الجميلة من أجل أن يسمع كلامهم المليء بتكبير الصغير وتصغير الكبير وإلى كل من يستطيع قول الحقيقة، ولكن بطريقة تكون مليئة بالأكاذيب وإلى كل من يرى بعين واحدة فهو لا يحب من يرى بفكره وإلى كل من يملك قول أي شيء حتى وإن كان لا يوجد شيء وإلى قول كل شيء من أجل خلق أشياء لا يراها إلا هو، ومن ثم تكون الجبهات مفتوحة للبحث عن من لديه الاستعداد على بيع عقله من أجل الانضمام إلى هذه الأشياء المختلقة من تلقاء (عواجيز أفكارهم) وليست بناتها؛ فلم يجدوا من يقنعونه فذهبوا إلي جيلهم القديم بكل شي، على عكس من حولهم يبحث عن الجديد وينشد التقدم بالفكر والعمل؛ لأن أجسادهم تمرض وتعالج، ومن ثم تكون الأفضل ولأنه لا يوجد غرور ينتشر في أنحاء الجسد من أجل أن يقتله؛ فهم يملكون أجسادا وعقولا سليمة من أجل أن يكون نجاحهم مضمونا ومتوقعا ولا يتخلله مساعدة أو استعانة بصديق، فحتي الأصدقاء أحيانا يتركونك ضائعا بين أوهامك وغرورك حين يصل الحال بهم إلى مرحلة اليأس من فكرك المغلق أمام الحقائق، ولأن أنفسهم لا تأمرهم بعمل كل ما يخالف عقولهم تجدهم يتابعونك من بعيد ولا يملكون إلا الدعاء لك بالخلاص من داء الغرور البغيض والقوي؛ حتى جعل عقلك يعيش بخيال من صنع نفسك الكارهة للنجاح.
حال من كان في الماضي يشار له بالبنان هو اليوم يشار إليه بالعطف على تحول لا يشعر به إلا من كان شاهد عصر على مسلسل تحول شبيه بحاله .. لا أقصد هنا حال أنديتنا ومنتخباتنا ولا أقصد نقادنا ومحللي كورتنا، ولا أقصد تخطيطنا لرياضتنا الجميل شكلا والمرفوض موضوعا، ولا أقصد إدارات أنديتنا العاجزة عن تحديد ما تريد، ولا أقصد برامجنا الرياضية الممتدة لساعات طوال وهم يبحثون موضوع (جمهورنا أكثر من جمهوركم)، ولا أقصد عمل المخططين و(تسويفهم) ومشاريعهم الجميلة والمتواجدة على أسطح مكاتبهم وداخل أدراجها ولا أقصد بعض اللجان التي تعمل (على قد حالها)، و لا أقصد بعض ملاعبنا التي لا تنفع للاستخدام (الآدمي)، ولا أقصد من يبحث عن نوع دهن العود ولون المشلح على البحث عن ما يتطلبه الكرسي القاطن عليه والمتمسك به لكني قصدت من كان في الماضي من المتفوقين فلقد سمح لي بالكتابة عنه بعد شرط إجابتي عن سؤال أراد مني الصراحة وقول الواقع، فلم أتخيل قوة سؤاله ولم أكن إلا من هؤلاء الآخذين بشهيق عميق قبل الإجابة عن سؤال وقعه على ليس بالسهل صاحبنا يسأل بأن سبب حب مئات الملايين حول العالم لكرة القدم هو المتعة .. هل يوجد لدينا متعة بكورتنا؟
خاتمة
يقول نابليون: أفضل وسيلة للبر بالوعد ألا تعد.