اللعب مع الكبار
ميسي، كرستيانو رونالدو، مارادونا، وروني وغيرهم من نجوم كرة القدم عانقوا النجومية والشهرة معا وهم تحت سن الـ 20 عاما، بل إن نجوم الفرق الأوروبية الشهيرة حاليا لا يكادون أن يتخطوا سن الـ 23، على المستوى المحلي يظل النجوم السابقون محيسن الجمعان، فهد الغشيان، وسامي الجابر من أبرز النجوم المحليين الذين برزوا قبل سن الـ 20، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا غابت المواهب في ملاعبنا خلال الأعوام العشرة الماضية؟
لو نظرنا إلى تشكيلة المنتخب السعودي في نهائيات كأس آسيا الأخيرة نجدها خالية من المواهب، بل إن معدل أعمار اللاعبين مرتفع، مقارنة بمنتخبات عالمية وآسيوية ذات سمعة كروية، وتنافس على البطولات.
عندما طرحت فكرة المشاركة في كأس الأمير فيصل بن فهد لمن هم دون الـ 23 عاما كان الهدف من الفكرة هو اكتشاف المواهب وتقديمها إلى المنتخبات الوطنية، ولكن المشكلة هي أن لاعبي الفئات السنية يصلون إلى سن الـ 23 دون أن تتاح لهم الفرصة للمشاركة مع الفريق الأول ومن ثم الدخول في عالم الاحتراف والتعود على اللعب تحت الضغط الجماهيري والإعلامي، ما يسبب تأخرا في النضج الكروي للاعب السعودي وعدم قدرته على تقديم نفسه بشكل مميز منذ سن مبكرة.
أحد الحلول من وجهة نظري هو إتاحة الفرصة للاعب الذي تجاوز سن الـ 18 للدخول في عالم الاحتراف، بتقديمه خطابا يطلب فيه تحويله إلى لاعب محترف، ويعطى النادي مدة لا تقل عن عام من تاريخ تقديم الطلب لإبرام عقد يحدد سقفه من لجنة الاحتراف، وإذا لم يرغب النادي في التوقيع مع اللاعب يصبح اللاعب حر الانتقال ويحصل النادي فقط على بدل تدريب، بحيث إن الأندية الكبرى التي تكدس لاعبيها وتقوم بتنسيق معظمهم بعد أن يصابوا بالإحباط تبقي فقط على اللاعب الذي تحتاج إليه، أو ينتقل اللاعب إلى ناد آخر يجد فيه فرصة لمقارعة النجوم (الكبار)، الذين كانوا حجر عثرة في طريق انطلاقته.
على سبيل المثال لاعب مثل فهد الجهني في الهلال أو عبد الإله النصار في النصر يستطيع المشاركة كأساسي في فرق الوسط والمؤخرة، ولكنه من الصعب مشاركته في ظل وجود لاعبين مثل ياسر أو أحمد علي أو المحياني، فلو عرض عليه نادي الرائد أو نجران مبلغ مليون ريال للموسم الواحد مع دفع بدل تدريب لناديه الأصلي لعمت الفائدة للأطراف الثلاثة حتى لو كان الانتقال عن طريق الإعارة لمدة لا تزيد على ثلاثة مواسم، يعود بعدها إلى ناديه الأصلي، وبذلك نضمن مشاركة اللاعب مع ناديه الجديد.
إذا لم تتح فرصة للاعبين الموهوبين في أندية المقدمة للمشاركة بسبب وجود نجوم كبار، فلا بد من إعطائهم الفرصة للانتقال حتى ولو كان عن طريق الإعارة المشروطة، وبذلك تستفيد أندية الوسط والمؤخرة (فنيا)، وفي الوقت ذاته يتم إقحام اللاعب في منافسات الكبار منذ وقت مبكر، إضافة إلى زيادة وعي اللاعب ووضعه على طريق الاحتراف، الذي سيكون السبب المباشر في تفجير موهبة اللاعب الصاعد.
تألق محيسن الجمعان في تصفيات لوس أنجلس ونهائيات كأس أمم آسيا 1984، وهو لم يصل الـ 17، فما الذي يؤخر تألق اللاعبين في ملاعبنا؟ إنهم فقط يريدون (اللعب مع الكبار)!
نقطة توقف
ـــ هناك قانون في الأرجنتين يسمح للاعبين الذين يصلون سن الـ 15 بالانتقال إلى الأكاديميات في أوروبا، وبذلك تفوقت على البرازيل في تصدير اللاعبين.
ـــ الاهتمام بالقاعدة ووضع الحلول لاكتشاف المواهب ومشاركتهم في المنافسات الجماهيرية منذ سن مبكرة هو السبيل الوحيد لتطوير المنتخبات واكتشاف المواهب.
ـــ لو جلبنا مدربا عالميا للمنتخب الأول فلن يستطيع تقديم أي جديد، لأن الأدوات، اللاعبين، هم أنفسهم الذين فشلوا في التأهل إلى كأس العالم وهم (ذاتهم) الذين تسببوا في نكسة آسيا 2011.
ـــ الفرق الأولمبية للأندية أصبحت مقبرة للاعبين الموهوبين، وعذر الأندية لتكديسهم.
ـــ من أراد معرفة حقيقة المواهب فليقارن بين أسماء لاعبي الاتحاد حاليا وما قبل خمسة أعوام أو حتى أكثر، سيجد أن النتيجة لم يتغير أحد عدا هزازي!
ـــ إذا كنا نخطط لمنتخب قوي لكأس العالم 2014، و2018 فيجب الاهتمام أكثر باللاعبين (تحت 23 عاما) الحاليين والبحث عن طرق تقديمهم إلى ساحة الرياضة في سن مبكرة عن طريق الاحتراف والتدوير.