بعد أن عاد حنين بخفيه إلى إيران.. ألا تجب تسمية الأشياء بأسمائها؟!

أرادت إيران من خلال ما يسمى بثورة حنين زعزعة أمن المملكة العربية السعودية أو على الأقل إشغالها به ليخلو لها الجو ويسهل عليها قلب نظام الحكم في البحرين وتنصيب نظام معمم يخدم المشروع التوسعي الفارسي من داخل دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن هذا المخطط فشل في السعودية والبحرين ـــ والحمد لله ـــ .. لنتخيل قليلاً ماذا كانت تريد إيران.. بعد قلب نظام الحكم في البحرين كانت إيران تريد أن يحكم البحرين معمم يتبع لها من داخل الجغرافيا الخليجية وعلى بعد كيلو مترات قليلة منها, أرادت أن يجلس هذا الشخص المعمم على طاولة قادة دول مجلس التعاون عند اجتماعهم ليضرب مشروع وحدتهم من الداخل وربما إحراج دول المجلس لاستبعاد البحرين بسبب نظامها الجديد التابع لإيران وبذلك أيضاً تكون وجهت ضربة مزدوجة لمجلس التعاون وستكون بذلك البحرين قاعدة متقدمة لإيران لتنفيذ أجندتها في الخليج ومنها يسهل أيضاً إسقاط الكويت المرشح الثاني في السلسلة وذلك لأن جغرافيا الكويت تؤهلها لتكون المرشح الثاني بسبب قربها من العراق الخاضع للنفوذ الفارسي وقربها من إيران نفسها. والكويت على كل حال هي مكان الحدث القادم إن لم تتخذ احتياطاتها وتضرب بيد من حديد كل من لديه أجندة فارسية وأن تقوم بحل مشكلاتها الاجتماعية مثل مشكلة البدون ومشكلة مجلس الأمة لأن ذلك سيكون إحدى وسائل الاستقرار الاجتماعي والوحدة الوطنية.
نحن في دول المجلس ليس لدينا مشكلة تعايش مع الشيعة ولا مع عقلائهم ومعتدليهم ولكن لدينا مشكلة كبرى مع من يساند المشروع الفارسي التوسعي من الموالين له دون دولهم من أي مذهب أو جنسية نحن لدينا مشكلة مع رفع شعارات في البحرين تهلل لإيران وتنسلخ من عروبتها.. لدينا مشكلة مع من رفع في ساحة مجلس التعاون لافتات "لا للعربي الخوان تحيا تحيا إيران".. نحن لدينا مشكلة مع من يعلقون صور الرموز الإيرانية في بيوتهم دون قادة دولهم في دول الخليج.
المخطط الفارسي لا أفشي سره هنا فهو مكشوف في الكواليس السياسية ولدى المطلعين.. ولذا: ألم يحن الوقت لتسمية الأشياء بأسمائها من قبل دول الخليج وإعلامها؟ أقول ألم يحن تسمية إيران والمشروع التوسعي الفارسي بعدوٍ مبين لأمن المملكة ودول الخليج؟.. فإلى متى تبقى الدبلوماسية تحاول بناء الجسور بنية صادقة؟.. فطوال خمسة عشر عاماً، إن لم يكن أكثر، حاولت كل دول الخليج بناء جسور دبلوماسية مع إيران واحتواءها دون جدوى، بل إن المحاولات الصادقة كانت من قادة المجلس أنفسهم بزيارة إيران واستضافة قادتها هنا، وذلك لمحاولة بناء الجسور المقامة على الاحترام المتبادل لسيادة جميع الأطراف وأمن دولهم وسلامة أراضيهم وحدودهم، ولكن ماذا جنينا من محاولاتنا؟! لم نجنِ إلا الكذب علينا والتطاول على أمننا وحدودنا.. ألم تعمل إيران ورتبت لإحداث انفجار في المنطقة الشرقية وزعزعة أمن الحج عدة مرات؟ ألم تتعرض سفارة خادم الحرمين للهجوم والتخريب عدة مرات؟ مما أسفر عن خسائر في الأرواح سابقاً، ألم تتدخل إيران في العراق وتقتل أهل السنة وتهمشهم سياسياً؟ ألم يعبثوا بلبنان وأمنه؟ ألم يحتلوا جزر الإمارات, ويطاح بشبكات استخبارتية لإيران في الكويت أكثر من مرة ؟ ألم تدعم سفهاء لندن مثل الفقيه والمسعري وعطوان وغيرهم؟ ألم تدعم تنظيم القاعدة في كل مكان؟ بل وتستضيف كثيرا من قيادته وعائلاتهم على أراضيها، ألم يعتدوا على حدودنا الجنوبية باستخدام الحوثيين؟ ألم يحاولوا زعزعة أمن المملكة باختراع من عندهم اسمه "ثورة حنين"؟ ماذا نريد لنسمي الأمور بأسمائها ونتحرك أليس هذا كافيا؟ بل ما خفي كان أعظم.
هل ننتظر امتلاك إيران السلاح النووي أو ننتظر سقوط إحدى دول المجلس بيدها؟!
من هنا أُذكر بأن مجلس التعاون الخليجي أنشئ بسبب المشروع التوسعي الفارسي وعليه أن يعمل مشروعاً مضاداً يعمل في العمق الإيراني وعلى أراضيها بل وأُذكر دول المجلس بأن عدم تسمية الأشياء بأسمائها لن يجدي ومحاولة المهادنة لا تنفع, فكلها جربت.. كذلك أذكر إحدى دول المجلس بأن منع بعض الشخصيات من دخول أراضيها مثل الشيخ د. محمد العريفي بسبب دفاعه عن بلده ثم إتاحة الفرصة لمن لهم أجندة فارسية في تلك الدولة نفسها بالتطاول على السعودية ودول الخليج دون تحريك ساكن لن ينفع.
على دول المجلس العمل على القطع الكامل للعلاقات الدبلوماسية مع إيران وعدم الاكتفاء بسحب السفراء فقط لأنه من الشكليات المستهلكة سياسياً فيجب عليها العمل على مساندة ودعم القوميات والمذاهب الدينية المكونة للنسيج الإيراني، عليها العمل على مساندة حقوق العرب من شيعة وسنة الأحواز وحقهم في تقرير المصير والاستقلال بدولة عربية تكون على الجانب الشرقي للخليج العربي لتنضم هذه الدولة المحررة للمنظمات الإسلامية ولجامعة الدول العربية ولمنظمة أوبك بل وتضم لمجلس التعاون نفسه وذلك للتقارب الجغرافي والعرقي والمذهبي والاقتصادي وبذلك يصبح الخليج العربي اسماً على مسمى لأنه محاط بدول عربية من جميع الجهات كما كان سابقاً. الأحواز في حالة دخولها لمجلس التعاون ستصبح الدولة الثانية بعد السعودية من حيث المساحة وتعداد السكان والاقتصاد خصوصاً إذا عرفنا أن الأحواز مساحتها 324 ألف كيلو متر مربع وعدد سكانها العرب أكثر من ثمانية ملايين من السنة والشيعة وتساهم حاليا بنحو 80 في المائة من صادرات إيران وتساهم بنصف الناتج المحلي الإيراني وهي غنية بالبترول والغاز والزراعة، وكانت هناك علاقات متبادلة بين الأحواز وعدة دول منها المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبد العزيز ـــ رحمه الله. يجب العمل على دعم المنظمات التي تعمل على الأرض لتحريرها مثل المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز والجبهة الديمقراطية الشعبية للأحواز وغيرهما. ليس في ذلك شيء، فهم يعملون للتوسع غير المشروع ونحن نعمل لتحرير دولة مغتصبة.. هم يعملون باطلا ونحن خلف الحق.
على دول المجلس استصدار قرار من مجلس الأمن يسترد جزر الإمارات بالقوة العسكرية كما يجب عزل إيران سياسياً واقتصاديا وكذلك حلفائها من بعض الدول.
55 في المائة من سكان إيران ليسوا من القومية الفارسية كما يعانون التمييز العنصري وهذه القوميات لديها مشاريعها الانفصالية مثل العرب والأكراد والبلوش والتركمان والأذريين وغيرهم، هؤلاء يجب إسنادهم بالدعم الاستخباري واللوجستي والسياسي.. رغم أن إيران كشرت عن أنيابها إلا أن الوقت الحالي هو أنسب وقت لتحريك أجندتنا ضدها وذلك لأنها تعاني حركات انفصالية وتعاني رفضا لنظامها من القومية الفارسية والشيعة أنفسهم وتعاني حصارا اقتصاديا خانقا، فالزمن مناسب جداً لتنفيذ مشروع الأمن الوطني الخليجي العربي. كما أدعو أن يكون أول بند في هذا المشروع أن تسمى الأشياء بأسمائها قبل أن يعود حنين إلينا ومعه أشياء أخرى غير خفية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي