ما زالت الكرة في ملعبهم

في مقال سابق كان بعنوان: "كل الكرة السعودية في ملعبهم" كناية عن حال كورتنا، حين كانت تدلل من قبل قناة سعودية وعنوان ديباجتهم: "كل الكرة السعودية في ملعبك" تم الاستعراض لواقع رياضة أصبحت تتقدم للخلف بسبب تفريطنا، وعدم دراسة مستقبل رياضة يشكل الإعلام الحلقة الأقوى في منظومتها، حيث الأغلب كان يعلم بمدى أهمية أن تكون التغطية بطريقة تشبع رغبات المتتبعين لكل صغيرة وكبيرة تحصل وإن شئت سوف تحصل بمحيط رياضتنا لسبب واحد وهو حبهم لمتنفسهم الأوحد والمهم وهو كرة القدم، ولكن بعد انتقالها من ملعبنا إلى ملعبهم أصبحنا نعرف كيف كنا وكيف يجب علينا أن نكون، وحتى الآن التباشير "المحبطة" تتوالى بطول مدة بقاء الكرة في ملعبهم، وعليه علينا البقاء لموسم آخر على الأقل للمتابعة من خلال قناة ليس عليها أدنى مسؤولية من هذا الإحباط الحاصل، وإنما المسؤولية توجه في المقام الأول والأخير لمن لا يعرفون مدى أهمية هذه الخطوة من قبل أن يشتركوا برمي الكرة في ملعبهم.
ما دعاني إلى العودة مرة أخرى للحديث عن ملعبنا وملعبهم هو الاعتراف غير المعلن من قبل القائمين على ملف بيع الدوري السعودي، أو بالأصح بيع منافسات الرياضة السعودية بأن الوقت لن يسمح للتسويق، ولن يسمح لمن أراد الدخول للتجهيز ولن يسمح لنا بالتفاؤل على الأقل من خلال المداخلة في برنامج "الجولة"، وانكشاف حال التضارب بالأفكار بين مسؤول التسويق الحالي وبين المدير السابق للملف وصاحب كل الكرة السعودية في ملعبك، فقد انكشف على الملأ ضعف حجتهم وإقناعهم وكأنهم لا يزالون يعيشون في عصور قد مسحت من ذاكرة الزمن الحديث، ومع ذلك يريدون لنا التصديق من خلال "التنظير" فقط لا غير، في السابق كنا نصدق، أما الآن فلن نصدق حتى نرى العمل هو لغتهم وليس الكلام، فلقد مللنا من لغة العيون ولغة الكلام الجميل، نريد الأعمال هي ما تقومون به، نريد أخذكم في الحسبان بمدى مواقعكم، فأنتم لستم موجودين هناك من أجل الكلام فقط وأنتم لستم من يحدد على عقولنا تصديق دراساتكم الملأى بكل شيء ما عدا شيئا واحدا وهو تطبيقها على أرض الواقع.
ولأن الحديث لا يختلف ولا يبتعد عن حال لجنة شكلت أخيرا من أجل الخصخصة والاستثمار، فحبذا أن لو كان مقر اجتماعاتهم ودراساتهم واختيار خططهم تكون بعيدة بالمسافة وطرق العمل عن لجان أخذت من الوقت كفايته ولم تعط لنا ما نستحق، فالخوف من أن تكون لغة الخطاب وسياسة الكلام هي فقط ما تخرج به دراساتهم، فتفاءلنا ببدايته فلا تتسببوا فينا بتغييره إلى عكس ما نريد وأيضا ما تريدون، اعملوا لنا واتركوا أنفسكم لنا من أجل أن نحكم على عملكم، فأمامكم الكثير وأمامكم المهم وأمامكم تطلعاتنا من أجل أن تعود الكرة إلى ملعبنا ولكن بشكلها الجميل.

خاتمة
يقول مارتن لوثر :لا يستطيع أحد ركوب ظهرك، إلا إذا كنت منحنياً.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي