حفظك الله ورعاك أبا متعب وأبقاك لنا ذخرًا
في وقت خرجت شعوب ثائرة على حكّامها؛ استقبل الشعب السعودي، مليكه، وقائده، وزعيمه، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، متّعه الله بالصحة والعافية، بعد عودته المظفّرة من رحلته العلاجية، محمولاً في القلوب بفرحة وطنه، وكان، حفظه الله، دائما كعادته معهم على الموعد، فبادلهم وفاء بمحبة، وتقديرا بعطاء؛ فأصدر قرارات سامية كريمة، صبّت في مصلحة المواطنين، عجزت الألسن عن وصفها، الجوارح عن التعبير عن عظم السعادة بها.. التي تسكن قلب كل مواطن ووجدانه..
حتى عندما لاكت بعض الألسن المغرّر بها، الدعوة إلى إحداث شقاق بين أبناء الوطن الواحد، عبر محاولة تقليد غير بريئة للأحداث والفعاليات الإقليمية ــ جاء الرد قاسيا من الشعب، الذي أكّد أن المملكة غير؛ فرأينا التفافا غير مسبوق حول قيادتنا الحكيمة، وبلادنا العزيزة، في استفتاء وطني صامت على تجديد الولاء لهم، والذود عن حياضهم..؛ وأعطى خادم الحرمين مرة أخرى خلال أقل من شهر المثل في الوفاء لشعبه، وما كلمته الضافية، حفظه الله، التي انطوت على مشاعر إنسانية نبيلة وصادقة، من قلبه الكبير المتلمس لحاجاتهم والساعي لما يسعدهم ويعينهم على تكاليف الحياة، وشكَّلت في مجملها، صورة تعبيرية للوفاء والصدق وعبّرت عن الحب المتبادل بين القائد وشعبه.. وتوج، حفظه الله، هذه الكلمة السامية، بإصدار عشرين أمرا ملكيا تاريخيا، تستهدف نهضة الوطن ورفاهية المواطن، وتواكب تطلعات المواطنين، تشكّل في مجملها ثورة إدارية، شملت جميع أركان الحياة وجميع فئات الشعب؛ مركّزة على احتياجات المواطنين من الطبقتين المتوسطة وما دونها، وجاءت داعمة لمشاريع الإسكان, ومساعدة في حلحلة مشكلة البطالة، وتقديم المعونات المادية؛ وصرف راتب شهرين لموظفي الدولة من مدنيين وعسكرين، ومثلهما لأبنائه الطلاب، الطالبات وتحديد الحد الأدنى للرواتب؛ ودعم واسع النطاق للقطاع الصحي وبما يلبي احتياجات المواطنين؛ وصيانة الفقه وتشجيع الاجتهاد، وحماية علماء الأمّة ومفكريها؛ ورفع الوظائف العسكرية المعتمدة للسنة الحالية التي يشغلها مستحقو الترقية وترقيتهم إلى الرتبة التالية، بما يشكّل إضافة مهمة وحلا جذريا لمشكلات تأخر الترقيات التي ظل يعانيها شاغلو القطاعات العسكرية لسنوات؛ وإحداث هيئة وطنية لمكافحة الفساد، تتبعه شخصيا لا تستثني أيا مَنْ كان من المساءلة، فضلاً عن تعيين موظفين لرقابة الأسواق وحماية المستهلك، وغيرها من القرارات السامية، المعبّرة عن حرص خادم الحرمين الشريفين على استمرار مسيرة النهضة وإرساء معالم التقدم والازدهار؛ ليتأكّد لنا، حقيقة مهمة: أن الله تعالى قد حبا هذا الوطن المعطاء بقيادة حكيمة مخلصة بحجم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي لا يألو جهدا في إتمام مسيرة نهضتهم، بمشاريع تنموية وبنائية استراتيجية للوطن..، وهو مَنْ هو.. القائد الذي حمل هموم شعبه وآمالهم معه في رحلته العلاجية؛ فكان، حفظه الله، دائم السؤال عنهم وعن أحوالهم، ضاربا المثل في العطاء وهو في محنة المرض ــ بسخاء في سبيل توفير كل أسباب النماء والبناء والازدهار والرخاء لوطنه وأبنائه وإكمال نسق بنائهم الحضاري، على خطى الملك المؤسّس الملك عبد العزيز آل سعود، طيّب الله ثراه، مواصلا عطاء إخوانه الملوك، رحمهم الله، مستعينا بالله تعالى ثم بولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية، حفظهما الله..، مؤكدين أن تفكيرنا بالإنسان السعودي لا يفارق مخيّلتهم لحظة، ولا أمر تنميته ورفاهيته، يقف عند حد معين ..
وما إن تم الإعلان عن قرارات الخير والعطاء، لتعم وطن الخير، حتى خرجت الآلاف من أبناء الشعب السعودي في مسيرات فرح، في الميادين وطافت شوارع مدن المملكة ومحافظاتها وقراها، معبّرة عن السعادة، عبّروا خلالها عن فرحتهم لصدور هذه القرارات التي آزرت من وضعهم، ورفعت قدرهم الوظيفي، وحسّنت من وضعهم الحياتي، ورفعت روحهم المعنوية كثيرا وأثبتت، وهو الأهم، في رأيي، تماسك اللُحمة بين القيادة والشعب.. هذا التلاحم وهذا التعاضد، الذي كان سببا في إفشال كل المحاولات البائسة، والذليلة للنيل من استقرار بلادنا وتماسكها، والوقوف كحائط صد، إزاء جميع محاولات التخريب والزعزعة والهادفة إلى إحداث الفوضى والقلاقل فيها .. إنّ ما سطّره الأب القائد من قرارات، وأوامر تنموية، تجسِّد النظرة الثاقبة لقيادتنا الحكيمة، التي تستهدف رفاهية الشعب؛ لينعم في أمن وأمان واستقرار؛ وتدحض، في الوقت نفسه، كل ما يُحاك بليل لهذا الوطن المعطاء ووحدته؛ ما يدعونا جميعًا أن نكون صفا واحدا نحو تحديث وطننا الشامخ وتطويره، والعمل على تنميته وتقدمه وازدهاره.
نسأل الله تعالى أن يجزل الأجر والمثوبة لخادم الحرمين الشريفين، وأن يُطيل في عمره على طاعته، وأن يحفظه، ويرعاه، ذخرا لشعبه الوفي، ويلبسه ثياب الصحة والعافية ليواصل مسيرة التنمية الشاملة لوطنه ومواطنيه وأمته والإنسانية أجمع، وأن يديم على مملكتنا الغالية نعمة الأمن والاستقرار والرخاء؛ ، ليظل الوطن شامخا بكيانه العالي بفضل لله ثم بجهود مليكنا ومتابعة أخويه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام؛ وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ــ حفظهم الله ــ والشعب الوفي المخلص.