الفيس بوك يتحدث
الأكيد أن مستوى التطلعات أكبر بكثير من واقع مستوى دوري زين السعودي الحالي، وأكبر من فوز فريق على آخر سواء كان الديربي الذي لم يبق له إلا الاسم، أو كلاسيكو افتقد المعني الذي استحق إطلاق هذا اللقب عليه. لا توجد مباراة تستحق متابعتها لمرة أخرى لهبوط المستوى الفني وتحديدا للمباريات التي كانت في الماضي تستحوذ على مشاهدة الجميع، وإن كان من بعض هؤلاء. الجميع يتابعون كرتنا من خارج الوطن، أرغمهم على ذلك متعة فنية أصبحت تختفي منذ فترة الخوف من استمرارها، وبعدها يكون الانتقاد من الخارج، و لهم الحق في ذلك كما كان لهم الحق في الإشادة حين كنا معهم نستمتع بكرة نختلف على من الأفضل من بين اللاعبين وأنديتهم حين كان التركيز على أرض الملعب وحدوده و ليس كما هو حاليا. اللعب أصبح خارج حدود الملعب حتى أن من يريد المتعة الفنية لا يجد له مكانا حاليا لكرة قدم الكلام فيها أكثر من اللعب.
ردة الفعل الخارجة بسرعة ومصداقية مع وقوع الحدث تجعلك تشاهد الأمور بعين الواقع. والواقع حاليا يتبنى رفضا كبيرا للأحداث المتسببة في اختفاء مستوى كرتنا. وهذا الواقع يمكن للجميع الاطلاع عليه من خلال ''أقوى صوت''، وهو ''الفيس بوك'' الذي يكفل للجميع اختيار ما يناسبهم وما يريدون من أجل أن يكونوا كما يريدون لا كما يريد الآخرون الذين ما زالوا عايشين على أمجاد الماضي وما زالوا يعتقدون أن الماضي بإمكانه أن يكون مستقبلا من غير أن يبحثوا عن كيف كان الماضي، وكيف لهم أن يعملوا لمستقبل يطلب الكثير كي يكون مستقبلا باهرا ينسيك الماضي. ومن يذهب حاليا إلى حرية الفيس بوك ومشتركيه الباحثين عن متعة كرة القدم وردودهم على واقعهم الحالي يبعث برسائل كثيرة ومهمة مفادها ''احترموا عقولنا''، واعملوا لنا ما يستحق المتابعة فمنتخباتنا ونتائجها لا تختلف عن أنديتنا، وإداراتهم المختلفة في طرق العمل مع كل تغيير للرئيس ومع كل خروج من بطولة، وأحيانا يكون العمل على حسب تقلب ''مزاج الريس'' فلقد سئمنا من تناقضاتهم وتقلب آرائهم ورميهم لنا تارة إلى اليمين وتارات كثيرة إلى الخلف، حتى أننا نشاهد حاليا من كانوا في الماضي القريب في الخلف ينظرون لنا وهم يستغربون بقاءنا مع أنهم يتقدمون، كما أن الكل يتقدم.
ما يحدث داخل ''أروقة'' الفيس بوك من حوار ونقاش وأيضاً طرح حلول تبشر بأن هناك حالة تغير قادمة تجعل من نتائج منتخباتنا وأنديتنا كما يجب أن تكون، فهؤلاء يملكون من المتابعة لكرة العالم الكثير حتى أن الصغير هناك من الأخبار تجده لديهم بسبب المتابعة للكرة بعشق و متعة. وهؤلاء تستطيع أن تثق بآرائهم لأنك لا تملك إلا أن تحترمها، وهؤلاء هم صوت الجماهير، وهؤلاء من صوتهم الأصدق، وهؤلاء من يرفض التعصب ويعملون حملات لرفضه، فلماذا لا تفتحون قنوات تواصل ليس من أجل أن تسمعوهم فقط، بل من أجل أن تكون آراؤهم محل الاحترام؟
خاتمة:
الصوت العالي دائماً يخسر.