الإعلام الإيراني .. صفوي بامتياز ويعمل في خدمة ولاية الفقيه

لكل جهاز إعلامي مرتكزات ثابتة ومرنة يعمل على تنفيذها بغلاف من الشيكولاتة المهنية ضمن نظرية وضع السم في الدسم طبعا، وهذه المرتكزات تتغير تبعا لتغير الأهداف والحالة والظرف السياسي، لكنها لا تغيب نهائيا لأنها تعبير أصيل عن العقيدة والاستراتيجية ومنطلقات الدولة أو للجهة المشرفة عليها، وبالتالي لا يعني اختفاؤها أن ثمة تغييرا جوهريا قد حدث، وإنما تعاد صياغتها ضمن تركيبة جديدة ومع ذلك تبقى تعمل وفقا لتلك العقيدة مع اختلاف الأساليب، واليوم الإعلام يعمل كمؤسسة قابلة للتعاون الشامل ليس مع دولة ومنظمة وشركة فقط، وإنما يعمل وفقا لقواعد سياسية وأمنية واقتصادية واستثمارية داخلية وخارجية فثمة شركاء ومصالح، وبالتالي يمكن توظيف بعضه لخدمة الهدف؛ لذلك تطغى عليه مفردات الاستخدام السياسي، ولكن مهنية العملية الإعلامية في حدودها الدنيا وفي حدودها العليا في بعض البرامج تستطيع من خلالها أن تبني علاقة من الثقة والتأثير والقدرة على التغيير في عقول المشاهدين، وهنا نتوقف عند كيفية استهداف الإعلام الإيراني للأمن القومي لدول الخليج العربية، كيف يحاول الاصطياد في المياه العكرة، كأن يقدم حدثا سياسيا بمهنية عالية، لكنه يتبعه بخبر ذي ملامح طائفية.

عقيدة الإعلام الإيراني
ينطلق الإعلام الإيراني من عقيدة استراتيجية تؤمن بأن إيران دولة قوية وتمتلك القدرة لأن يكون لها نفوذها الخارجي، وتؤمن أن لديها جميع الأسباب للقيام بذلك الفكرية والسياسية والدينية التاريخية والمستقبلية، وحتى الإلهية، ولهذا فإن عقيدة الدولة السياسية تؤمن بتسخير جميع إمكاناتها المتاحة في خدمة الهدف الخارجي، ولخدمة الهدف الخارجي لا بد من أدوات عديدة تدعمه، ولعل إيران تعتمد على الوسائل الرسمية، السفارات وأجهزة الاستخبارات والكتل الشيعية في العالم في إطار رؤية دينية تعتقد إيران من خلالها أنها المدافع الرئيس عن الشيعة في العالم كالفاتيكان ورؤيته المسيحية، وأن هذه الرؤية تؤهل إيران وتمنحها الحق في التدخل، معتبرة ذلك ليس تدخلا طالما أن الشيعية يرجعون بالمحصلة للمرجعية الإيرانية، ويتوسع الخطاب السياسي أكثر للدفاع عن العالم الإسلامي ووحدته، وأنها تطرح مشروعا إسلاميا عالميا بقيادتها، وأن مشروعها ثوري وعلى تناقض والمشروع الأمريكي ومشروعها يقف وأصحاب الحقوق المشروعة والمستضعفين في الأرض، وبالتالي فهي تدعم المقاومة على اختلافها السنية والشيعية والمسيحية في إطار مجابهة المشروع الأمريكي، لكنها في الوقت نفسه، وفي إطار العقيدة السياسية لها، لا تمانع من عقد التفاهمات والصفقات الحيوية مع كلا الطرفين المقاومة أو مع الإدارات الأمريكية أو الإسرائيلية إن كان هذا يشكل في إطاره العام خدمة لأهدافها الاستراتيجية، وبالتالي لا يعد هذا عملا محرما؛ كونه بالمحصلة يخدم التوجه القومي الفارسي ويخدم الإطار الدعائي الديني والإسلامي، ولعل ما كشفه الصحافي الإيراني نادر كريمي عن العلاقات السرية الإيرانية - الإسرائيلية هذا العام يكشف النقاب حول المزاعم الإيرانية وازدواجيتها السياسية، ولربما مساهمتها في عمليات التفتيت العربية.
وعليه، فإن إيران تتحدث عن الوحدة الإسلامية ومقاومة المشروع الأمريكي والصهيونية، لكنها في الوقت ذاته تنكل بالسنة المسلمين في إيران وفي العراق وتعتبرهم عملاء لأمريكا، ولا تثق إيران أيضا حتى في الشيعة العرب، وتحتقرهم في إطارها التعصبي القومي الفارسي، وترى أنهم خونة ولا يمكن الوثوق فيهم، لكنها لا تؤكد هذا في ممارساتها، بل تعمل على توظيفهم لخدمتها من خلال إثارة النعرات الطائفية، وكيف تكون الإثارة الطائفية بالطبع تكون من خلال إعلاء عوامل الصدام الطائفي بالشحن العالي، ومسخ الإرادة واختزالها، لتصبح هذه المجتمعات أدوات في خدمة الهدف السياسي الإيراني، ناهيك عن العوامل المادية التي تسهم في تعديل المواقف والسلوكيات والانتماءات السياسية.
وبما أن إيران تطرح نفسها كدولة صاحبة رسالة ومشروع سياسي، وبما أنها تستند إلى مستندين مهمين، هما ولاية الفقيه جامع الشرائط، ورسالتها في تصدير الثورة للعالم الإسلامي، فإن هذين العاملين يعتبران من العوامل المتقاطعة أصلا وأي منظومة فكرية وسياسية سواء كانت دينية أو قومية؛ ولهذا تقاطعت إيران منذ ثورتها بالمذهب السني وجعلت من الوهابية كتلة ضخمة وهدفا مركزيا، ليس لأن الوهابية كذلك، بل لأن سيادة المشروع الإيراني الصفوي والفارسي الغائي يتعارض وأي فكر له خصوصية، ولا يؤمن إلا بالفكر الذي يخدم المصالح الإيرانية؛ ولهذا كانت الحرب الإيرانية على العراق؛ لكون العراق آنذاك كانت شعاراته قومية تتقاطع والمصالح الإيرانية والأمريكية والإسرائيلية، فبدأ الصدام والعراق على هذا الأساس، وأيضا لأن الخمينية السياسية كانت تعتقد أن توظيف الفكر الديني الثوري سيسهم في الحضور الفاعل والمؤثر في منطقة الفكر الديني الساكن والرسمي والسلفي، وهي الصفة المأخوذة عن الفكر السني؛ ولهذا فإن حركية الفكر التي أرادتها إيران مقابل سكونية الفكر المقابل هي حركة حلولية سياسية ومذهبية اعتقدت طهران توافر البيئة الخصبة لها، رافق ذلك أن الثورة الإيرانية استفزت الجانب السلفي (السني) الذي وجد نفسه مضطرا لهذه المواجهة للدفاع عن نفسه أولا وعن دوله ومشروعه السياسي والديني، فانتشر المد السلفي التقليدي في مختلف الدول السنية بسبب الخطاب الإيراني، ونتج منه ظهور السلفية الراديكالية والجهادية التي تتقاطع كلية والمشروع الإيراني؛ ولهذا يلتقي التيار القومي المتعصب عربيا في الأهداف من إيران وأمريكا والتيار السلفي الجهادي مع الاختلاف في نقاط عديدة.
في ظل هذه الصدامات تنبهت إيران لحركة المصالح العالمية وبدأت مرحلة الغزل السياسي، وبات هناك ثمة ازدواجية في السلوك السياسي الإيراني، فهي ضد أمريكا ومع حرية الشعوب، لكنها لا تعترف عمليا بالمكونات السياسية والقومية والدينية في إيران، وهي مع حق الشعوب، لكنها إيران الإسلامية أكثر تعصبا من نظام الشاهنشاه فيما يتعلق بموضوع الجزر الإماراتية المحتلة، وبموضوع الادعاءات في البحرين، وعدم الاختلاف ما بين نظام الشاه وبين منظومة الثورة الإيرانية اليوم هو في الجانب الشكلي للنظام فقط، بينما المضمون الفارسي كمحرك لكلا الطرفان فهو واحد، فقد كان الشاه يعتبر نفسه وكيلا للغرب في الخليج وشرطي الخليج، بينما تعتبر إيران (الإسلامية) نفسها دولة إقليمية ذات نفوذ في المنطقة؛ ولهذا فهي تتدخل في شؤونه وأمنه السياسي، وترى أن بعضا من هذا التدخل تفرضه واجبات دينية على مواطنين خليجيين، وأنها تفاوضت مع أوروبا وأمريكا على الاعتراف بالنفوذ والدور الإقليمي.
والمختلف أن إيران اليوم تجير جميع إمكاناتها ووحداتها السياسية والأمنية والمالية والدينية والإعلامية والثقافية لخدمة الهدف السياسي، لكن في إطار ومسحة إسلامية، رغم أنه من الناحية العملية يبدو أكثر خطورة من الماضي؛ لأن نظام الشاه في تلك الفترة كان انفتاحيا على الغرب، ولا يميل للقضية الدينية باعتبارها من تركيبته السياسية، على العكس مما يجري اليوم، ولهذا تدفع إيران اليوم بجميع جهودها لخدمة الهدف الخارجي (استخبارات، وعلاقات مع قوى إرهابية متطرفة، وتوظيف للتشيع، وعلاقات رسمية ومصالح، وتشيع ثقافي وسياسي وإعلامي، وإغراءات مالية مختلفة)، لكن هذا الفعل على المستوى الخارجي يظل مرتبطا بمدى عوامل الاستقرار أو التوتر الداخلي.

الشعور بالقلق والمحاصرة الداخلية
كل المؤشرات التحليلية والمعلومات المتعلقة بالسياسة الإيرانية ترى أن الاندفاع إيراني الخارجي لدرجة الاحتكاك المباشر، والاندفاع المؤذي والتخريبي أحيانا يعكس حالة من الشعور بالقلق والمحاصرة الداخلية، ويقيس البعض على أن الحرب مع العراق لم تكن بسبب سلوك صدام حسين السياسي، وإنما جاءت أولا بسبب الخوف من الخطاب القومي للعراق، وثانيا بسبب الرغبة في تصدير الثورة، وثالثا رغبة في إبعاد الجيش الإيراني عن صناعة القرار السياسي الداخلي، ورابعا وجود صلة وعلاقة خفية بين طهران وواشنطن تهدف إلى تحطيم قوة العراق العسكرية والمالية ونهب ثرواته النفطية، وهو ما عكسه الاحتلال للعراق، وأيضا ما أبدته طهران من تعاون والإدارات الأمريكية في أفغانستان للإطاحة بنظام طالبان، ليس لأن ثمة هدفا مشتركا دينيا وقوميا لدى إيران فكلا النظامين يشكلان هاجسا وضاغطا على إيران وصدى لمعالم نفوذها ومخططها الخارجي؛ ولذلك تعاونت مع أمريكا بالعمل ما أمكن على انهيار النظامين، لا بل إنها سعت للعمل الفعلي للمساهمة في صناعة المعادلة السياسية في كليهما أيضا.
والمخطط الإيراني مع المقاومة في لبنان وفي فلسطين ضد إسرائيل ومع مقاومة المشروع الأمريكي في المنطقة، لكن إيران لم تدعم المقاومة العراقية، رغم أنها ضد أمريكا أيضا لسبب بسيط أنها ترغب في تثبت المعادلة الطائفية في العراق لصالحها، وهذا الأمر تم الاتفاق عليه والإدارة الأمريكية وكشفته الانتخابات الأخيرة والمظاهرات الأخيرة في العراق، فالمرشد الإيراني يدفع المراجع الشيعية في العراق لتحريم التظاهر ومنعه ويعتبره فتنة، بينما يعلن نفسه عن دعمه للثورات العربية في تونس ومصر وليبيا ويدعم (ثورة) البحرين ويتبنى (ثورة) حنين سياسيا وإعلاميا وأمنيا وماليا وتقنيا.

مخطط أكبر سياسي واستراتيجي
لكن كيف يعمل إعلاميا؛ فالعمل الإعلامي هو نتيجة لمخطط أكبر سياسي واستراتيجي، وهو عمل دبلوماسي في البداية وتوجيهي فيما بعد وتعبوي، وأخيرا مرحلة التبني والتوحد والالتصاق بالفكرة الاستراتيجية، وهذه المرحلة من التوحد تعكس وجود سببين مهمين، الأول وجود ضغط كبير داخل النظام السياسي يدفع به لزيادة جرعة حركة المتغيرات الإقليمية؛ لأن غبارها تسمح له باستخدامها وتوظيفها لخدمة سياسيا، وتعمل أيضا على منحه إطارا تعبويا كدعم المقاومة والشعوب المظلومة، وتدعمه أيضا كمدافع عن حقوق الشيعة أيضا، وتمنحه الإمكانية لقمع الداخل بحجة وجود مؤامرات خارجية ضد مشروعه الديني، وهو ما حدث الجمعة الماضية عندما أخرج بالقوة المتظاهرين بحجة دعم الشعوب الثائرة، لكنه في الوقت ذاته كان يهدف من هذه التظاهرات التغطية على تظاهرات مضادة في الشارع الإيراني، ولهذا نقرأ ما جرى في البحرين تحديدا على أنه كان مخططا له ليس لأن هناك حقوقا مهدرة، وليس لأن الشيعة مغيبون عن التمثيل السياسي، وإنما لأن الثورة في البحرين تحدث ارتباكا في المنطقة يدفعها الاهتمام بها ويؤجل احتمالية دعمها في إيران، وهذا السر وراء ارتفاع سقف المطالب في البحرين لدرجة المطالبة بإقامة جمهورية إسلامية.
في هذا الإطار، نلحظ كيف وظف الإعلام الإيراني الرسمي والأهلي والمرتبط الذي يتحدث بلسان عربي، وكيف ربطت الأدوات السياسية والثقافية والدينية ووظفت إعلاميا لخدمة الهدف السياسي داخل البحرين، ولخدمة الهدف السياسي الإيراني البعيد، ولعل التوظيف الإعلامي المخطط له جيدا لم يكن وليد الحالة والظرف الراهن، وإنما جاء وفقا لعمل مهني واستراتيجي منذ فترة طويلة وعلى أشكال عدة، ثقافي ودعوي وتعبوي وسياسي، وبرامج أطفال وإنتاج مسلسلات تاريخية حالة متكاملة هيوليود إيرانية متكاملة لخدمة الهدف الاستراتيجي، رافقها أيضا استهداف ممنهج وبتخطيط مبرمج للشأن الداخلي في دول الخليج العربية تحديدا، وحديث عن الثورة واستضافة معارضين بعد لقاءات استخباراتية تمت بين هذه الأطراف، وتخصيص عمليات رصد ومتابعة إعلامية واستخبارية متكاملة للشأن الخليجي، ونقل العديد منها إلى مستوى الخبر والتقرير والمتابعة الميدانية عبر جنود مجهولين، وقيام وحدة التشتيت والتضليل والدعاية في الاستخبارات الإيرانية بعمليات المونتاج الدقيقة بهدف الإساءة لدول الخليج، وقد برع حزب الله في هذا الجانب سابقا مع إسرائيل، وقد استخدم هذا النمط إعلاميا فيما يتعلق بالبحرين.
وعلى المستوى الثقافي السياسي، حاولت القنوات ذات التابعية الإيرانية استهداف الدول السنية المركزية مصر والسعودية ضمن خطاب منهجي والتعرض لدورهما السياسي ومكانتهما الإقليمية، وقد ظهر ذلك جليا في الاستقطاب العربي المقاومة والممانعة ودول الاعتدال؛ لأن الاعتدال السياسي هو منهج سياسي واقعي يعي حالة توازن القوي في المنطقة وحركة المصالح العالمية، وبين تيار المقاومة والممانعة وهو تيار يقف على أرضية التهييج والمغامرة والمقامرة السياسية؛ كونه لا يضع في الحسبان هموم المواطن واحتياجاته التنموية، بل يجير الأرض والإنسان لخدمة الهدف الاستراتيجي، ويختزل إرادته لصالح المقاومة، ويعيش الإنسان في ظل خطاب العسكرة الدائم، فأي خروج هو تخادم والصهيونية العالمية والمخابرات الأمريكية، وهو خطاب نقيض للأمن والاستقرار والتنمية والتحديث المدني والسياسي.
وتشير كثير من التقارير والمعلومات إلى أن خطاب المقاومة والمعارضة يختبئ تحته خطاب المصالح والمنافع وربما التخادم أيضا، فكثيرة هي التقارير التي تكشف التعاون الاستخباري الإيراني الأمريكي، والتعاون الاستخباري لدى حزب الله والمخابرات الألمانية، والتفاهم الاستخباري في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا، وإذا كانت طهران على خلاف حقيقي مع واشنطن فإن هذا لا ينفي أيضا أنها تتخادم والسياسة الأمريكية في المنطقة من خلال توظيف المتناقضات لخدمتها كمحاولتها المستميتة لإنشاء جيب صفوي إيراني في صعدة، ومن خلال وجودها العسكري والاستخباري في ميناء عصب ومصوع لتهديد الأمن السعودي والمصري تحديدا، وتهديدها للأمن الإقليمي ودعمها لحالة القرصنة في البحر الأحمر بهدف خلط الأوراق وشد الأطراف.

كوهين «فارس» ودوره الإعلامي
تقترب إيران من المنهجية اليهودية في السيطرة على وسائل المال والإعلام وعالم النشر والثقافة والمعلومات، فلها سيطرة على بعض المؤسسات المالية والإعلامية في الدول العربية، وإطلاق العديد من الفضائيات ودعمها وكذلك المواقع الإلكترونية، وتدريب طواقم مؤهلة للعمل في هذه المؤسسات وفي الوقت ذاته تعمل هذه الطواقم كأداة استخباراتية متقدمة، فهناك ارتباط بين العمل الإعلامي المؤدلج سياسيا والعمل الأمني، ولعل قناة العالم تحديدا تشكل الذراع الإعلامية التي تحاول إثارة الشارع الخليجي والتلاعب بالعقول وخلق حالة من الفتنة الداخلية، وتشكيك الجمهور بنخبه ورموزه الدينية والسياسية، ولعل ما قامت به مجموعة محمود حيدر الإعلامية (الكويتية) والمعروف بـ (كوهين الخليج) تدخل في إطار خدمة الأهداف السياسية الإيرانية وتضم مجموعة محمود حيدر الإعلامية والذي يشاع بأنها (ممولة من الاستخبارات الإيرانية) جريدة الدار، وقناة العدالة وقناة فنون والمختلف وسوالف وأوتار والمشكاة وخدمة برلماني وشريك مؤثر في قناة سكوب، ومن المؤسسات يمتلك حيدر بنك الخليج وبنك الكويت الدولي وشركة لؤلؤة ومجموعته العقارية، وشركة الزمردة وشركة u4 للاتصالات، والمتحدة للخدمات الطبية، وشريك في شركة القرين وبنك بي بي كي وبنك الكويت والشرق الأوسط وحصة كبيرة في بنك برقان، علما أنه متجنس عام 1974 ومن أصول إيرانية وأنه بدأ عمله في الكويت كقارئ لعدادات الكهرباء، ويتبع إيران ما لا يقل عن 40 قناة فضائية تعمل في العراق ولبنان وبعضها موجه لدول الخليج ويعمل فيها خليجيون أيضا، وجميع مؤسسات الإعلام الخارجي ذات الصلة الاستخباراتية مرتبطة بمرجعية إعلامية خاصة للتنسيق والإدارة وهذه المرجعية هي منظمة يطلق عليها (هابيليان) وهي القسم الخاص بالتخطيط الإعلامي الخارجي في المخابرات الإيرانية، ومقرها مدينة مشهد قريبة من مرقد الإمام الرضا لأسباب تتعلق بالبعد الطائفي، وتبدو كمؤسسة إعلامية مستقلة ذات طابع إسلامي بحت، وفي الغالب تتم زيارتها من قبل الوفود العربية والإسلامية، وهي تعنى بالإعلام بكامل مفرداته من الإنتاج إلى النشر إلى الخبر، وهي ماكينة إعلامية هائلة، وتعتبر نفسها، وفقا لتعريفها، منظمة ثقافية غير حكومية وأسست بهدف إيضاح ملف الإرهاب في إيران، وأن الإرهاب المقصود به جميع الحركات الاحتجاجية ضد إيران، ويشير الكاتب العراقي علي الكاش إلى أن مناشطها تتضمن تسعة محاور ما عدا المحور الاستخباري الذي لم تعلنه! أولهما: دور الخميني في إبطال مؤامرات الأعداء. ثانيا: مخاطر الإرهاب على العالم الإسلامي والثورة الإسلامية. ثالثا: الانتخابات والأحداث الجارية. رابعا: خطر الوهابية على الإسلام. خامسا: خطر الصهيونية على الإسلام. سادسا: الصدى العالمي للثورة الإسلامية. سابعا: الحرب الناعمة والحرب النفسية. ثامنا: أمريكا الشيطان الأكبر. والأخير: الطائفية، ومن المثير كما يقول الكاش (أنها وزعت بالتعاون ووزارة الدفاع الإيرانية 300 ألف نسخة CD وبيانات مصورة وكراريس مكلفة على الزوار، ولا شك أن وزارة دفاع أية دولة في العالم الثالث لا تتعاون مع منظمة إنسانية هامشية لوجه الله، وإنما ضمن تنسيق خاص لها علاقة به، وأهداف مشتركة ذات طابع أمني)، ويشغل محمد جواد هاشمي نجاد الأمين العام لمنظمة هابيليان.
ولأن الإعلام كان دائما وسيلة لخدمة الأهداف السياسية، ولأن التضليل والتشتيت الاستراتيجي من أبرز وسائله لتحقيق أهدافه، ولأن الإعلام الجديد يضرب بالأمن الوطني للدول والمجتمعات وينخر فيها من الداخل ويستهدف حصانتها الوطنية والدينية، فإن السؤال يطرح على دول مجلس التعاون الخليجي لوضع ضوابط للإعلام المتسلل إلى أمنها القومي أولا والعمل على رفع كفاءة الإعلام الخليجي لمستويات مهنية عالية تمكنه من التعرض والمواجهة والتدخل وكشف التلاعب الإعلامي وإفشاله إعلاميا قبل إفشاله على الأرض!! وعليه، فإن وجود 40 فضائية صفوية تأتمر بأمر طهران وتعمل لخدمتها من أراض عربية يعد هتكا للأمن العربي تجب محاصرته وتعريته ومنعه أيضا!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي