التنافس من أجل الإبداع والابتكار

(الاقتصاد يجب أن يقود السياسة) كان هذا عنوان المقالة السابقة، حيث أكملنا ما ذكره الأستاذ: محمد كركوتي في مقالته في «الاقتصادية» الصادرة في 19/1/2011 على هامش القمة الاقتصادية العربية في شرم الشيخ، مؤكدا أن الاقتصاد يجب أن يقود السياسة العربية، وأن الغرب يطبق هذا المبدأ مع أن هناك قليلا جدا من الدول الغربية التي حاولت أن تفرض سياستها ومفاهيمها على بقية الدول، لكنها أسرعت في العودة لبقية الدول الأوروبية متنازلة عن أفكارها ولو لم تقم بذلك لكانت هي الخاسرة الأولى في المجال الاقتصادي، كما أكد الكركوتي أهمية مشروع الربط الكهربائي العربي وضرورة وجود صندوق لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة وقطاع النقل البحري ومشروع الغاز بجانب محاربة الفقر والبطالة والاهتمام بالأمن الغذائي وتحسين التعليم والاهتمام باقتصاد المعرفة والبحث العلمي، وقبل أن نسدل الستار على أهم ما دار في اجتماع القمة الاقتصادية العربية في شرم الشيخ - أقترح أن يكون من ضمن فعاليات اجتماع القمة الاقتصادية العربية (الثالثة) والتي ستعقد في المملكة العربية السعودية، أن يتم مناقشة اتفاقية العهد الدولي لحقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي أصدرتها الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وقد وقعتها بعض الدول والبعض الآخر لم يوقعها متحفظا على بعض مواد العهد المذكور، فمن المفيد جدا وخاصة والموضوعات التي ستناقش على مستوى الدول العربية فسيكون من المفيد معرفة مدى اهتمام الدول العربية بحقوق الإنسان العربي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وما تم إنجازه وما زال معطلا كل ذلك سيؤدي إلى زيادة معدلات التنمية المستدامة في الدول العربية وزيادة الاهتمام بالإنسان الذي هو المركز أو النواة التي يدور حوله الاقتصاد والتنمية، بل والحياة كلها.
فعاليات منتدى التنافسية الخامس
من النشاطات والتحركات الفكرية المهمة في المجال الاقتصادي خاصة - وما يرتبط بها من أنشطة استثمارية واجتماعية وصحية وتعليم وتقنية معلومات - هي انطلاق فعالية منتدى التنافسية الدولي صباح يوم الأحد 19/2/1432هـ - 23/1/2011م في دورته الخامسة، الذي دشنه - نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام في فندق الفورسيزونز في الرياض، وشهد المنتدى لأول مرة 120 متحدثا من 29 دولة، إضافة إلى شخصيات مهمة لها قامتها الطويلة في التحدث عن الاقتصاد والاستثمار وما يتبعه من مسائل اجتماعية وثقافية وصحية وتعليمية وتقنية معلومات، كما شهد المنتدى عددا كبيرا من الرؤساء التنفيذيين للشركات العالمية شكلوا نحو 50 في المائة من مجموع الحضور، كما جاء في الملحق الاقتصادي لصحيفة «الرياض» الصادرة في 19/2/1432هـ - 23/1/2001م، وأهم ما ناقشه المنتدى (الإبداع والابتكار من أجل تنافسية مستدامة) عبر 25 جلسة، واللافت للانتباه أنه لم يعلن توصيات محددة، لكن المنتدى يطلق مبادرات محددة لرفع تنافسية الأفراد والقطاعين الحكومي والخاص في المملكة ليتم تنفيذها في العام التالي، ومن أهم تلك المبادرات الجديدة - مبادرة الشباب الأكثر تنافسية في المملكة والتي تنظمها مجموعة من الشركات بإشراف الهيئة العامة للاستثمار مثل شركة سيسكو ومايكروسوفت، وتستهدف الفئة العمرية 15-24 سنة من خلال ثلاثة أنواع من التنافس، هي: تنافسية التقنية وتنافسية الابتكار، ثم تنافسية الفنون لتضاف إلى المبادرات التي ستعلن نتائجها في المنتدى الخامس، وهي: مؤشر التنافسية المسؤولة وجائزة الملك خالد التنافسية المسؤولة وقائمة الشركات المائة السعودية الأسرع نموا وبرنامج السعودية - أكسفورد للقيادة والإدارة المتقدمة ثم تكريم أكبر 100 شركة مستثمرة في المملكة. وفي الحلقة الـ 165 القادمة نكمل الحديث عن جائزة الملك خالد التي تسعى حثيثا لتأهيل التنافسية المسؤولة في المملكة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي