لا بد من فحص عاجل
مع أنك لن تجازف أبدا باستخدام إطارات مغشوشة لسيارتك أو السير بها لمسافات طويلة دون القيام بفحص دوري شامل وتفقد صلاحية الإطارات وجودتها، إلا أن العديد ما زال يستخدم في سيره اليومي في مشوار الحياة إطارات متآكلة تجعل سيره بطيئا، والبعض الآخر ما زال رغم وقوعه في حوادث ومطبات كثيرة مصرّا على عدم تبديل إطاراته الفكرية المهترئة، فهل أنت واثق بأن إطاراتك صالحة للسير لمسافات طويلة وفي طرق وعرة؟
إننا ندرك العالم عبر حواسنا الخمس.. ثم نقوم بإضفاء المعنى على هذه المعلومات التي تلقيناها ونتصرف بناء على ذلك، وبغض النظر عن الاحتمالات النهائية في العالم الخارجي، فإننا نعيش في واقعنا الخاص المؤلف من إدراكنا الانتقائي عبر مرشحات حواسنا وتجاربنا الذاتية الخاصة ونتصرف بناء على خريطتنا الشخصية التي تحدد طبيعة العالم الذي نعيشه، فالمعتقدات الضيقة تجعل العالم فقيرا ومملا مع أنه غني وممتع لآخرين في الحدث والموقف نفسه، والفرق ليس في العالم بل في المرشحات والإطارات التي نضع فيها الأحداث، وهذه التي يهمنا جدا أن نتأكد من جودتها وصلاحيتها حتى نمنعها من السير بنا في طريق مليء بالعثرات والحفر، وأن نصر على استبدالها بأطر إدراك قوية صالحة لاستيعاب مختلف الظروف.
يتمثل الإطار الأول في التوجه نحو النتائج عوضا عن الدوران في فلك المشكلة، وهذا يعني تحديد ما تريده ثم معرفة مصادرك المتاحة واستخدامها للوصول إلى هدفك، وأن تحذر استخدام أسئلة مثل: لماذا لدي هذه المشكلة؟ كيف تعوقني عما أريده؟ من السبب في ذلك؟ فمثل هذه الأسئلة تزيد الأمور سوءاً فضلا عن أنها لا تحل المشكلة، أما الإطار الثاني فهو في استعمال صيغة ''كيف'' أكثر من ''لماذا'' لأن أسئلة (كيف) ستوصلك إلى فهم جذور الموقف في حين أن أسئلة (لماذا) تبحث في التبريرات والأسباب دون تغييرها، ويمكنك الإطار الثالث من التمتع بقوة النقد البناء أو الشجاعة في استقبال التغذية الراجعة Feedback، فلا يوجد لديك معنى للفشل بل كل محاولاتك هي عبارة عن نتائج تجرى عليها تغذية راجعة للتصحيح والتطوير وفي ذلك فرصة رائعة لتعلم ما لم تكن قد لاحظته من قبل واستعمال النتائج لإعادة توجيه جهودك، فالتغذية الراجعة تجعل الهدف حيا في حين أن الفشل يعني النهاية، ومع أنهما كلمتان تصفان الحالة نفسها لكنهما تمثلان طريقتي تفكير متباينتين جدا عن بعضهما، ولو وددت الكشف عن صلاحية الإطار الرابع فهو في التركيز على الإمكانات لا الحتميات، ويستلزم ذلك تدريبا مكثفا في نقل وجهة التركيز، حيث يحتاج منك ذلك إلى أن تدرب نفسك على التركيز على ما يمكنك فعله والخيارات المتاحة لديك واستثمار الكروت المتوافرة في يدك بدلا من الوقوع تحت ضغط الموقف لأن العوائق غالبا ما تكون أصغر مما تبدو.
وأخيرا ضع معك إطارا احتياطيا تحسبا لأي طارئ، وهو إطار الفضول والمتعة فله تأثيرات مهمة في مشوار النجاح في الحياة، حيث يتعلم الصغار بسرعة عبر فضولهم، فهم لا يعرفون هذا، ولا يفهمون سبب ذلك، لكنهم يسألون ولا يخجلون ولا يهمهم أن يقال إنهم جهلة إن سألوا، وبقي لدي إطار ضروري جدا لا أعلم أين يمكنك تخزينه لكنني حريصة على توضيحه لك وهو: تصرف دوما كما لو أنك تملك كل المصادر الداخلية الكافية لتحقيق أهدافك، فأنت تنجح إن تصرفت على أساس حسن الظن بالله ثم بقانون الوفرة أكثر مما لو اعتقدت العكس.