«خير جليس» للأمير الدكتور فيصل بن مشعل

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبةً، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة).
وكتاب ''خير جليس'' من المؤلفات القيمة التي صدرت للأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن عبد العزيز نائب أمير منطقة القصيم .. حيث يجد القارئ المتعة والإفادة الدينية والدنيوية، والكتاب فعلا كما أراده الأمير الدكتور فيصل بن مشعل اسم على مسمى، وله من اسمه نصيب ليكون خير جليس للقارئ .. والكتاب يركز على الاستفادة من كمال هذا الدين وعدله فهو دين شامل للحياة كلها، اعتقادا ومساواة ومعاملة ومجتمعاً وعلاقة أفرادا ومجتمعات، يناسب كل الناس في كل زمان ومكان، جعله الله معتدلاً وسطاً لا إفراط فيه ولا تفريط ولا تشدد ولا تسيب، حتى يحصل التوازن وتستقر الحياة.
ولقد اشتمل الكتاب على تسعة فصول في 329 صفحة، ويورد الكتاب في مقدمته أن كلمة خير تكرر ورودها في القرآن الكريم 174 مرة، ومن معاني هذا اللفظ كما فسره علماء التفسير: الوحي والطاعة والصلة والمال وبيان شامل للقليل والكثير من الخير والظفر والغنيمة، ومن معاني الخير أيضا: الصلاح بسماع الحق وأعمال البر، والصلاح والتقى والإيمان والإخلاص والنعمة والصحة والغنى وصلة الرحم ومكارم الأخلاق والأمانة. ومما ورد في الدعاء من الحديث النبوي الشريف، قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك من الخير كله: عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله: عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم».
كما يورد الكتاب جوانب عجيبة من إعجاز القرآن الكريم، حيث يذكر الكتاب أنه كان هناك أستاذ للرياضيات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن اسمه جاري ميلر .. كندي الأصل، ولد في عائلة مسيحية وكان ناشطا في العمل التبشيري المسيحي.. وبعد أن منٌ الله عليه بالإسلام وقف يخطب في الناس قائلاً: ''أيها المسلمون، لو أردتم فضل ما عندكم على ما عند غيركم لحمدتم الله أن أنبتكم من أصلاب مسلمة، ورباكم في محاضن المسلمين، وأنشأكم على هذا الدين العظيم'' ويقول الدكتور ميلر عن أسلوب فريد في القرآن أذهله لإعجازه: دون أدنى شك يوجد في القرآن توجه فريد ومذهل لا يوجد في أي كتاب آخر، وذلك أن القرآن يعطيك معلومات معينة، ويقول لك لم تكن تعلمها من قبل، مثل: '' ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل كريم وما كنت لديهم إذ يختصمون'' آل عمران:44.
ونختتم بدعاء عظيم ورد في الغلاف الأخير من الكتاب.. ''اللهم ما قصر عنه رأيي وضعف عنه عملي وعلمي ولم تبلغه مسألتي من خيري الدنيا والآخرة وقد وعدته أحداً من خلقك أو خيراً أنت معطيه أحداً من عبادك، فإنني أرغب إليك فيه، وأسألك إياه، يا أرحم الراحمين يا رب العالمين يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث''.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي