عندما يصل العالم إلى سن الشيخوخة!

للأسف الشديد.. الشيخوخة قادمة.. قادمة.. لا مفر منها.. إذا لم تكن قد وصلت بعد.. فلا تتعجل فهي تصيبنا جميعا.. المجتمعات الغنية والفقيرة، والدول المتقدمة والمتخلفة.. على حد سواء.
وقد أطلق على الشيخوخة أسماء متعددة (خريف العمر)، (العمر الذهبي)، (الجيل الثالث) و(العمر الرمادي).
البعض يعتبرهم بركة البيت.. لأنهم مصدر الخير والبركة والخبرة فيحاطون بكل تقدير واحترام. والبعض الآخر يجدهم عبئا ثقيلا يستنزف مواردهم لأنهم بحاجة إلى رعاية صحية ونفسية.. وفي الدول المتقدمة ينظر إليهم بصورة أكثر إشراقا وإنتاجا ونفعا.
وتشير تقارير قسم السكان للشؤون الاقتصادية والاجتماعية في منظمة الأمم المتحدة إلى أن الأشخاص البالغين 60 سنة وما فوق سيشكلون عام 2050 نحو ثلث سكان العالم المتوقع بلوغهم نحو 5.9 مليار نسمة مما يعني أن المسنين سيغيرون المعادلة الديمغرافية ويجعلون مستقبل العالم مرتبطا بهم إلى حد كبير.
ويصف صندوق "الأمم المتحدة" للسكان، هذا الانعطاف الكبير بوصفه أبرز تحول في التركيب السكاني في التاريخ وأن الشيخوخة ستغير ملامح الخريطة الديمغرافية بدءا من عام 2030 ففي الدول المتقدمة ستراوح بين 75 و85 سنة، وفي الدول النامية ستراوح الأعمار بين 45 و65 سنة.. ما يعني أن هذه الأخيرة ستواجه تحديات كبيرة إزاء توفير الموارد وتطوير التنمية وضمان الشيخوخة في آن معا.. وتلفت الإحصاءات الأممية إلى أن ارتفاع معدلات الأعمار ناجم عن تحسن مستويات الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية ووسائل التكنولوجيا الحديثة وتفاعل المسنين مع ظروف الحياة والتطور.. مما يجعلهم بخاصة في الدول المتقدمة أطول عمرا.
ونشرت جامعة "أكسفورد" البريطانية دراسة تحت عنوان (المسنون بركة المجتمع) جاء فيها أن المسنين يمنحون مجتمعاتهم مبالغ طائلة تصل إلى ملايين الدولارات فهم يقدمون للاقتصاد الوطني نحو 11 مليار دولار سنويا عن مستحقاتهم الضريبية، وأن انخراطهم في العمل التطوعي يوفر للخزانة ما قيمته 9 مليارات دولار.. وأن احتضانهم للأطفال ورعايتهم يغطي ما مجموعه 100 مليار دولار.
هذا يحدث في الدول المتقدمة فماذا يحدث في بلادنا العربية..؟! لدعم كبار السن أو المحالين على المعاش.. وما زالت لديهم القدرة على العمل والعطاء.. لماذا لا يتم تشجيعهم وتأهيلهم وتدريبهم على المهن والمعارف، التي تتوافق مع أوضاعهم الصحية والجسدية وتمكينهم من مزاولة أعمالهم ونشاطاتهم الثقافية والترفيهية.. بدلا من تمضية ما تبقى من سنوات أعمارهم على مقاهي المعاشات!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي