فيلم الموسم .. وكل موسم ..العنف الأسري!

يستمر نجاح فيلم "العنف الأسري" في ألوف البيوت السعودية .. وبما أننا نفتقد دور العرض السينمائي .. فالفيلم يعرض في البيوت، والأبطال هم ألوف الزوجات .. وألوف الأزواج أيضاً .. والفيلم من إنتاج المجتمع بكل فئاته تقريباً.
والسؤال الذي يطرح نفسه .. من المسؤول عن تأجيج حالة العنف بين النساء والرجال؟ .. وهل يتحمل الرجل وحده تبعات تفشي ظاهرة العنف بين الزوجين؟ أم للمرأة أيضاً دور نتيجة عدم فهمها حقوق الزوج وواجباتها؟..
هل هو إرث ثقافي واجتماعي بالٍ يتوارثه الأبناء عن الآباء والأجداد نتيجة فكرة بأن الرجولة قوة وتحكم وسلطة وصوت عال .. ويد لا تفهم النقاش.
كل هذه التساؤلات دارت النقاشات حولها في الجلسة الختامية الملتقى العلمي الأول (نحو شراكة فعالة في مواجهة العنف الأسري) الذي نظمته مديرية الشؤون الصحية في "المدينة المنورة"، شارك فيه مختصون من كافة فئات المجتمع الأدبية والعلمية .. السيدات بالتأكيد وقفن إلى جانب المرأة وحملن الرجل مسؤولية العنف؛ لأنه يحمل هذه الصفة ودائما مرتكب الاعتداء هو الرجل.
إحدى المشاركات طالبت بخروج فقهاء لتوعية الأزواج الذين يستغلون الآية القرآنية "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا.." .. صدق الله العظيم .. واتهمت بعض الأزواج بتأويل الآية وفهم مضمونها خطأ .. مما أثار بعض الحاضرين للرد، مؤكداً أن الضرب الذي تشير إليه الآية القرآنية لا يعني الضرب المبرح ولا يعد الحل للتعامل مع المرأة مع كل خلاف .. ولكن مع الأسف بعض الرجال يتخذها ذريعة لتأديب وتعنيف المرأة.
فيما اتهم الدكتور "أحمد شاهين" أستاذ علم النفس وسائل الإعلام بالتركيز على العنف الذي يمارسه الرجل مطالباً الإعلام بإبراز عنف المرأة ضد الرجل.
النقاشات انتهت والمشكلة لم تنته بعد والملتقى خلص لمجموعة من التوصيات أبرزها وضع استراتيجية إعلامية واضحة للتصدي لظاهرة العنف الأسري .. وإنشاء دار للمعنفين في المنطقة بمواصفات تكفل حمايتهم وتأهيلهم .. وضرورة تلقي بلاغات المعنفين والتعامل معها بجدية .. ونشر الوعي المجتمعي حول مشكلة العنف الأسري وإدراجه ضمن الدراسات والأبحاث العلمية في الجامعات والمعاهد المتخصصة .. وضرورة عقد دراسات تهدف إلى تدريب العاملين على كيفية التعامل مع البلاغات وحماية الضحايا .. وشدد المشاركون على ضرورة إنشاء وتفعيل مكاتب للتوجيه الأسري وتعزيز دور الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في كافة قطاعات المجتمع لحل المشكلات الاجتماعية والنفسية التي تواجه المعنفين وأسرهم.
نتمنى لهذا الملتقى النجاح بتفعيل قراراته وتوصياته على أمل أن ينتهي فيلم العنف هذا نهاية سعيدة!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي