رسالة إلى أمل الرياضة
صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب لك وأنا أشعر بحزن كبير على حال رياضتنا وبخيبة أمل كبيرة لتراجع منتخبنا وحالة إحباط شديدة عند استماعي لكل من أعطى نفسه حرية النقد والتنظير بعين الميول واللعب على وتر الاستعطاف الجماهيري من غير أن يكون على علم بردة الفعل ومدى تأثيرها في وسطنا الرياضي المليء بالعاطفة أكثر من المنطق ولغة العقل. حتي أني أضعت مفهوم كلمة (مثالية) واعتقدت أنها كلمة سيئة عند مقارنتها بغيرها من المفاهيم الدارجة في وسطنا والمتغلغلة داخل عقول كثير من الذين لديهم مساحة إعلامية كبيرة تزيد على المساحات المتوافرة لغيرهم ومن خلالها تسببوا لنا في هذا الإحباط، ففي كل مشاركة للمنتخب يخرجون علينا بآراء ليست كالآراء وبكلمات ليست كالكلمات وسمحوا لأنفسهم بتقييم ونقد كل شيء إلا تقييم ونقد أنفسهم. يتحدثون بكل شيء ولم أسمع لواحد منهم يوما من الأيام كلمة قد تكون جديدة على مسامعهم وهي (لا أعلم) اعتقدوا أنها نقص لهيبتهم المصطنعة ولفكرهم المليء بكره الآخر والبحث عن نشر أسمائهم حتى وإن كان على حساب تطورنا يتحدثون في كثير من الأوقات من أجل الحديث فقط ويخرجون بعدها للبحث عن أسمائهم هنا وهناك من أجل إشباع رغباتهم الداخلية الباحثة عن نشر أسمائهم من غير أن يكون من وراء هذا الانتشار فائدة، يريدون الوصول من أجل الوصول حتى وإن كان لا يعلم أن إمبراطورية "فيفا" لكرة القدم فقط وهو يحاول إقناعنا بأن لعبة كرة السلة تندرج تحت صلاحية السيد جوزيف بلاتر ومنظومته ويكابرون من أجل أن تكون معلومتهم هي الصحيحة حتى وإن كان ما يتحدث عنه لا يمت للحقيقة بصلة فقط من أجل أن يقول (أنا هنا).
سمو الأمير نريد حالة تغيير كاملة نريد الاستمتاع بكرة القدم بحق نريد أن نكون كما غيرنا وصل بهم الحال من التطور نريد تغيير صورتنا التي وبكل أسف صارت تنتشر بصورة سيئة لدى الآخرين بأننا إعلام أندية نريد أن نرى أعمالا وليس أقوالا نريد الذهاب إلى الملعب من أجل الاستمتاع نريد عمل هيئة دوري المحترفين كما هو اسمها نريد أن نشاهد الحكام وهم في أرض الملعب يبتسمون نريد إبقاء رؤساء الأندية في منصاتهم فلقد أتعبنا تقلب أمزجتهم واللعب بنا تارة يمينا وتارة يسارا وأحيانا يقذفوننا إلى حيث لا يعلمون نريد أن يفهم الجميع أن كرة القدم ليست لعبة فقط فمن غيرها لم يكن ليعرف العالم البرازيل وسحرها ومن غيرها لم يكن ليعرفنا الآخرين، فكرة القدم تعمل ما لا تعمله السياسة في كثير من الأمور وأنت أكثر من يعلم ذلك.
أعانك الله على إصلاح رياضتنا وتنظيفها من كل الشوائب التي تسببت في جعل أخضر الدوحة آخر ترتيب منتخبات آسيا حتى وإن كان من بين هذه المنتخبات منتخب الهند وتسببت للكل في حالة إحباط أعتقد أنها ليست مشابهة لحالات ماضية وجعلت من كانوا خلفنا يذهبون عنا بعيدا وجعلت من كانوا يتغنون بنا يتغنون علينا وعلى حالنا.
فهل بعد ذلك ما زال الخلل مفقودا؟
خاتمة
يقول إبراهام لنكولن: أنا أمشي ببطء، ولكن لم يحدث أبدا أنني مشيت خطوة واحدة للوراء.