في فقه السعودة

الفقه في اللغة هو ما يعني الأصل.. أو الجذر.. أو المعنى النهائي.. فالفقيه هو رجل يعرف الأصول والجذور والمعاني الكلية أو النهائية.. وتفقه في الشيء أي عرف أصوله وفروعه وأصبح قادرا على الفتيا فيه.
ولست أزعم أنني فقيه في السعودة.. أو أنني درست قوانينها وأصولها وهو تقصير أعترف به..
وليس هناك أفضل من البديهيات للعودة إليها.. والبديهية الأولى في السعودة هي إحلال السعودي محل الأجنبي.. أي أن السعي كله والجهد كله هو إحلال السعوديين في الوظائف التي يشغلها أجانب أو مستوردون.. وهو هدف قومي نبيل وأصيل واجتماعي واقتصادي. والبديهية الثانية، أن هذا العمل القومي الجبار يجب أن يمنح الوقت الكافي حتى يثمر.. وألا نستعجل ونعلن أننا سعودنا كل شيء، كما قال أحدهم إنه قد تمت سعودة الوظائف كلها في قطاعات الحج والعمرة والسياحة.. والحقيقة التي تفقأ العين أن 80 في المائة من العاملين في هذه القطاعات هم من الأجانب. والبديهية الثالثة هي أن هناك وظائف ستظل مقصورة على الأجانب أو المستوردين مهما طال الزمن.. وبعض هذه الوظائف تنتسب إلى الفئة العليا من الفنيين وتنتسب إلى الفئة الدنيا في سلك الوظائف. البديهية الرابعة هي أن الدراسات التي تمت في مجال السعودة تمت بالجملة وليس بالقطاعي.. أي أننا حسبنا عدد العاطلين في المملكة وقلنا إنهم يجب أن يلتحقوا بوظائف يشغلها أجانب.. فإذا قلنا إن عدد العاطلين في المملكة نحو ثلاثة ملايين مثلا - ربما أقل وربما أكثر - فإن عندنا ثلاثة ملايين وظيفة يمكن شغلها، وهذا صحيح. والبديهة الخامسة أن السعودة يجب أن تخصص ولا تعمم.. أي أن تكون هناك قطاعات قابلة للسعودة وقطاعات تصعب أو تستحيل سعودتها.. وقد أثبتت التجارب أن سعودة وظائف الخدم والسائقين والكوافيرات وغيرها من الوظائف الدنيا مستحيلة.. ومنع تأشيرات إحضارها خطأ تنبهت إليه وزارة العمل بعد أن ارتفعت الاحتجاجات والصرخات.
ثم إنني أرفع هذه الاجتهادات إلى وزير العمل وصاحب الحق الأول في الحديث عن فقه السعودة، لعله يتكرم ويقول رأيه ويبدي فتواه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي