عذرا كرة القدم

لم أراهن بثقة كما راهنت على آسيا الدوحة، وكنت أملك دليل براءة على صحة توجهي لمنح لاعبي المنتخب كل هذه الثقة، ولكن بعد تتابع الخسائر المخيبة كان واجبا عليَّ إخراج دليل البراءة الذي خدعني قبل أن أخدعكم به.
نتغنى بتاريخ أصبحنا وأمسينا عليه حتى إن هذا التاريخ كثير ممن يتنفس حب كرة القدم حاليا لم يكونوا شهود عصر على كتابته، بل يستمعون إليه كما نسمع نحن، لم ولن نعلم متى تكون نتائجه على أرض الواقع.
ونتغنى على وهم دورينا وأنه الأفضل حتى أصبحنا نشاهد منتخبات لا تملك حتى القليل من إمكانيات نملك منها الكثير ومع ذلك أصبحوا أبعد من موقفنا بكثير.
ونتغنى بأن تاريخنا قد يشفع لنا كما شفع لنا الآخرون بهبوط الكثير من مستوياتهم، وبعد لعبهم بمستوياتهم المعهودة أصبحنا نبحث عن الخلل.
ونتغنى بتأهل أتى بهدية من البحرين من أجل أن يحسب إحصائيا، ولا يهم بعد ذلك ما يحصل حتى إن تتكرر ما حصل أمام ألمانيا 2002.
ونتغنى بمديح عملنا، وأننا وحدنا في الساحة حتى خُيل للآخرين بأننا كذلك، وأصبحنا من هذا الوهم عندما رأينا ناصر الجوهر كما هي عادته السنوية يتفقد الأخضر والاطمئنان على عدم تغيير ما كان مخططا له.
ونتغنى بوجود نقاد ومحللين كُثُر انتشروا على قنوات الآخرين (كلٌّ يغني على ليلاه) حتى أصبحنا نشاهدهم يضحكون علينا ونصدقهم.
ونتغنى حتى وقت قريب بأننا عائدون، ولقمة آسيا ما زلنا قادرين، ولكن السوريين ومن بعدهم نشامى الأردن قدموا لنا خطة جديدة من أجل العودة وبالمجان، أهم ما تحمله هذه الخطة هو اللعب بروح.
ونتغنى بأننا الأفضل حتى إن كانت ملاعبهم أحسن من ملاعبنا، وعملهم أفضل من عملنا، وتخطيطهم أنجح من تخطيطنا.
بعد كل ذلك لا نريد إلا الاستمتاع بكرة القدم، فهي لعبة كل العالم الشعبية، فلذلك نرجوكم لا تقسو علينا، فنحن نريد أن نكون حتى إن كنتم لا تريدون.

باختصار
ـــــ قبل فترة قصيرة كنا نعتقد أن منتخبات الشرق من آسيا هي التي تتطور فقط حتى أتت من خلفنا منتخبات العرب.
ـــــ كنت أتمنى أن نشاهد دموع اللاعبين كاعتذار بسيط لكل من وقف خلفهم وقطع المسافات الطويلة من أجلهم ولكن حتى بالدموع خذلونا.
ـــــ كلما شاهدت صراخ المنظرين والواضعين أنفسهم بمراتب محللين ونقاد على شاشات قنواتنا تأكدت بأننا ما زلنا هنا، ولن نستطيع الذهاب بعيدا حتى يكون لهؤلاء مكان آخر.

خاتمة
الوعد سحاب والإنجاز مطرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي