عام الحصاد

في الاجتماع المشترك للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض واللجنة التنفيذية العليا للمشاريع والتخطيط لمدينة الرياض والذي رأسه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض مساء الأربعاء الماضي، كان أكثر ما يلفت النظر فيما استعرضه الاجتماع من مشروعات، إضافة إلى حجم المشروعات التي تنفذ، والتي بلغ عددها 59 مشروعا تنموياً كبيراً في 15 قطاعا، أن هذا الاجتماع لم يتناول مشروعات يخطط لإنشائها أو تحت الدراسة أو ضمن خطط قادمة، بل تناول مشروعات قطع تنفيذها مراحل متقدمة، وقارب بعضها على الانتهاء، وحدد موعد انتهاء جزء كبير منها في هذا العام 1432هـ، وبعضها في العام المقبل 1433هـ، بل وسيفتتح بعضها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مما يعني أن هذا العام يستحق أن نطلق عليه عام الحصاد.
من بين هذه المشروعات التي قاربت على الانتهاء، مشروعات طرق رئيسة ستسهم في التخفيف من الأزمة المرورية التي تشهدها مدينة الرياض، بحيث تخفف الضغط على الطرق التي تشهد كثافة عالية في حركة السير.
وحينما نتحدث عن هذه المشروعات التي تقام في مدينة الرياض وأهميتها، فإننا نتحدث عن مشروعات تخدم سكان مدينة هي عاصمة الوطن، وسكانها يشكلون ربع عدد سكان المملكة، وهم سكان يمثلون مزيجاً متجانساً من أبناء الوطن كافة، وينتمون إلى مدن وقرى من مختلف مناطق المملكة، فهؤلاء أصبحوا من أهل الرياض الذين يسعدون بأي إنجاز يتحقق فيها، مثل سعادتهم بما يتحقق من إنجازات في مدنهم وقراهم.
في مقال سابق حمل عنوان ''لا تظلموا المشروعات الناجحة'' أشرت إلى أهمية عدم التعميم حين التطرق إلى مشروع متعثر، وأن يتم عزل المشروع المتعثر والإعلان عن أسباب تعثره حتى لا يعمم الفشل على المشروعات الأخرى، وأوردت نماذج مما أشاهده في مدينة الرياض من مشروعات لا تنقطع حركة العمل فيها ليلا ونهارا، وهي نماذج لها أمثلة كثيرة في مختلف مدن المملكة، يشاهدها ويعيشها سكان تلك المدن، ولكن عبر وسائل الإعلام نجد أن الأنظار وحديث الناس يتجه إلى مشروع متعثر، فتعلو الأصوات التي تنتقد وضعه، ويكثر الحديث عن تعثر المشروعات، إلى حد لا نسمع فيه حديثاً عن مشروع ناجح مهما كبر.
إن تحديد تاريخ الانتهاء من المشروعات أمر مهم، ويمنح المواطنين الثقة والاطمئنان على أن هذه المشروعات تسير حسب البرنامج المحدد لها، ولم تتعثر بسبب سوء إدارة أو قلة تأهيل مقاول، وإعلان الاجتماع المشترك عن موعد انتهاء تنفيذ المشروعات، يأتي إدراكا لأهمية إشراك المواطن في معرفة ما يجري في مدينته، وما ينفذ فيها من مشروعات حيوية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي