الجريمة النسائية .. العدد يتزايد!

"المرأة والجريمة"، كتاب جديد للباحثة الأمريكية "فرانسيس هيدنسون" تضمن العديد من الأفكار والأسرار التي قد تشجع علماء الجريمة على إجراء المزيد من الأبحاث، خاصة أنه على الرغم من تطور دراسات المرأة والجريمة بصورة كبيرة في الـ 20 عاماً الماضية، إلا أن هذه الدراسات ما زالت محدودة وما زال هناك العديد من المناطق التي لم يبحث فيها حتى الآن.
تستهل الكاتبة كتابها الذي يزيد على 200 صفحة بقولها: لم يكتب أحد كتاباً بعنوان "الرجل والجريمة" على حد علمي، على الرغم من أنني وجدت بالفعل أن معظم كتب الجريمة والانحراف تهتم فقط بالرجل وبالتالي فهي تتضمن وجهة نظر الرجل، ولذلك حاولت في كتابي كشف النقاب عن عالم النساء اللواتي ورطن أنفسهن في الجريمة دون أن أكون ضدهن.
من بين الأسئلة العديدة التي طرحتها الكاتبة في كتابها وحاولت الإجابة عنها: ما جرائم النساء وما شعورهن نحوها؟.. هل تعامل الشرطة والمحاكم النساء المتهمات بشهامة؟ .. هل تُعامل المرأة داخل السجن بصورة أقل قسوة وأكثر لينا من زملائها من الرجال؟ .. لماذا تجاهل علماء الجريمة النساء المجرمات في دراستهم؟
من بين أهم الإجابات التي وضعتها الكاتبة على تساؤلاتها، قولها إن قلة ارتكاب المرأة للجريمة ترجع إلى قلة الاهتمام الذي يوليه لهن علماء الجريمة، اعتقاداً منهم أنهن لا يشكلن مشكلة، لكن في السنوات الأخيرة اتضح جلياً أن ارتكاب المرأة للجريمة أخذ يتزايد بصورة أسرع مما كان عليه بالنسبة للرجال، خاصة في الجرائم غير النسائية والتي لا تتناسب مع طبيعة المرأة أو في الجنح غير المألوفة بالنسبة للمرأة مثل السرقة وأعمال العنف.
ومن الملاحظات والنتائج المهمة التي توصلت إليها الكاتبة في بحثها أن النساء قد يرتكبن جرائم خطيرة .. لكن احتمال عودتهن لتلك الجرائم ضئيل، وأن عدداً قليلاً من النساء اللاتي يحصلن على أحكام لا تسيطر عليهن طبيعة منحرفة.
لكن الكتاب يشير إلى معاملة المحاكم للنساء بصورة سيئة ولكن ليس بشكل علني، وشعور النساء المتهمات بأن فرصتهن في البراءة تكون ضعيفة لأن المحاكم تتحيز للشرطة.
وفي دراسة أجريت أخيراً في أحد سجون "اسكتلندا" أبدى العديدات من السجينات بعض القلق لأن القضاة والمحامين بدوا أنهم لا يقدّرون وجود أطفال لديهن، ولم يضعوا في اعتبارهم من سيقوم برعاية هؤلاء الأطفال حالة الحكم بسجن الأم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي