فوضى عارمة..!

- ما يحدث في دوري زين السعودي من عنف داخل الملاعب من الكثير من اللاعبين ومحاولة إيذاء زملائهم اللاعبين أثناء المباريات، وما يحدث بعد المباريات من صخب وضوضاء من مسئولي ورؤساء الأندية، بات شيئا لا يحتمل في ظل صمت وسلبية من لجان اتحاد كرة القدم الموقر، ونادرا ما تنتهي مباراة من دون استخدام مفرط للعنف بين اللاعبين ومحاولة احتجاج أو تهجم على الحكام من اللاعبين عند أي قرار يتخذه، وبعد كل مباراة يتنافس مراسلو القنوات الرياضية الكثيرة لالتقاط التصاريح النارية لرؤساء الأندية الذين يتبارون، ليس فقط في نقد وانتقاد، بل تقريع حكام المباريات، وتوجيه الإسقاطات اللغوية ضد زملائهم رؤساء الأندية الأخرى، ناهيك عما يحدث من بعض محللي المباريات أو ما يسمى بالمحللين الفنيين، وهم بعيدون كل البعد عن هذا المسمى من اختراعات ونظريات جديدة في التحليل الفني، فعلا فوضى عارمة تعم ملاعبنا دون حسيب ولا قريب إلا في بعض المحاولات الخجولة من لجنة الانضباط!
- كان الله في عون حكامنا السعوديين الذين يتعرضون للوم من الفائز والخاسر على حد سواء بعد أي مباراة في دوري زين، فهم الحائط القصير الذي يتجرأ عليه كل من هب ودب، وتمتهن كرامتهم الشخصية، وهم يقفون وحيدا بعيدا عن حماية لجنتهم والمسؤولين بشكل عام، ولا أعتقد أن الكثير منهم سيستمر في هذه المهنة المتعبة، خصوصا أن مكافآتهم المادية ضئيلة، ولا تتجاوز الخانات الثلاث عن كل مباراة، وأنا أحمد الله كثيرا أنه لا يوجد أي من أقاربي يعمل في هذه المهنة الحساسة والمهمة حتى لا ينالني أنا وأسرتي أي إساءة!
- سيتوقف الدوري بعد الجولة الـ16، ويبدأ منتخبنا الوطني في مهمة إعادة الهيبة للكرة السعودية والتي غابت عن الإنجازات في السنوات الأخيرة على مستوى المنتخبات والأندية، ما جعل ترتيبنا الدولي يتقهقر في كل مرة إلى أن تجاوز الـ80 في آخر تصنيف على مستوى العالم والسادس عربيا، نتمنى أن يكون الاستعداد الفني والبدني والنفسي على أعلى مستوى حتى نسعد بعودة الكرة السعودية إلى منصات التتويج والحصول على الكأس الغالية التي اشتقنا كثيرا لها.
- ستشهد فترة التسجيل الشتوية، التي ستبدأ بعد أسبوعين من الآن تغييرات كثيرة في قوائم أندية زين للمحترفين، حيث تعاني الأندية جميعها، فيما عدا نادي الهلال من ضعف واضح في مستوى اللاعبين الأجانب، وغياب كبير للاعب الأجنبي صاحب المستوى المميز، الذي يصنع الفارق في أداء ونتائج تلك الأندية، فهل ستكون التغييرات مدروسة؟ أو مجرد تغيير لمجرد التغيير؟ واستمرار الإهدار في موارد الأندية المالية؟
- انقضى ما يقارب من ثلثي دوري زين للمحترفين، ولم نشاهد أي موهبة جديدة أو نجما جديدا قدمت من أي من الأندية المشاركة في هذا الدوري، خصوصا من الأندية التي لديها فريق متقدم في معدل أعمار لاعبيه، وحتى على مستوى الفرق الأولمبية، وفي مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد لم نشهد وجود أي موهبة جديدة، بل إن بعض اللاعبين في الأندية لعب لأكثر من فريق في نفس الدوري، والبعض الآخر عاد لاستقطاب بعض منسقيه، هل السبب هو اختفاء للمواهب أو اختفاء الكشافين أو عدم اهتمام من قبل الأندية، أم جميع ما ذكر؟، يجب دراسة هذه الظاهرة والعمل على حلها، إن كانت هناك حلول!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي