المرض العضال!

مرض خبيث .. يزحف .. وينتشر ويتوغل في جسد فريسته .. يحاربه .. ينازله .. والبقاء للأقوى .. إنها معركة حقيقية .. حرب قاسية يخوضها الطرفان .. التجارب تقول إن الكثيرين نجحوا وتخطوا هذه المحنة .. ينجح المريض عندما يقبل التحديات لمحاربته ومواجهته والتكيف معه .. ينجح عندما يتسلح بالإيمان بالله .. وقوة الإرادة الإنسانية .. والإقبال على الحياة .. والرغبة في العيش والتمسك بالأمل .. بعد ذلك يأتي دور الأطباء والعقاقير وكورسات العلاج وإن طالت قليلا ولكن نتائجها تهب حياة جديدة للمريض الذي يواجه صدمة الخبر بالتوتر والخوف والقلق .. وصدمة التعامل مع هذا المرض العنيد .. ما يجعله في حالة من الضعف والانكسار، بحيث تنهار حالته ويضعف في مواجهته .. لذلك ينصح أساتذة علم النفس بتحضير المريض وتجهيزه نفسيا لمعرفة نوع إصابته .. ونسبة الشفاء مهمة جدا .. وتعتبر تحديا كبيرا للطبيب المعالج ولأفراد الأسرة .. ودور العلاج النفسي في هذه المرحلة يعمل على تقليل حجم الصدمة على المريض والعمل على تقبل المرض وضرورة مقاومته من خلال الاعتراف به وطلب العلاج وليس الاستسلام، كما يوضح للمريض وأفراد أسرته الجانب الإيجابي في نجاح العديد من الحالات التي أصيبت به وشفيت ـ بإذن الله ـ ولا بأس من مقابلتها وسماع تجربتها لأن هذا سيرفع كثيرا من معنويات المريض وأسرته.
وإن من الأمور المساعدة في الشفاء حسن التشخيص والخضوع لمرحلة العلاج بشكل منتظم ومعرفة الآثار الجانبية المصاحبة للعلاج وضرورة تعلم كيفية التعامل الجيد مع تلك الآثار الجانبية التي تكون مزعجة للمريض وأفراد أسرته كتساقط الشعر كاملا وتغير شكل المريض.
الكثير من الأسر تشارك المريض بحلق شعورهم حتى لا يشعر بالحزن بل إنه نوع من المؤازرة تضفي حالة من المرح لدى أسرة المريض والمريض معا .. وتشعره بدعم قوي وإيجابي من قبلهم وعدم إحباطه وإظهار الشفقة عليه لأنها إن زادت تدمره.
يجب تطوير وتعزيز مقاومة المريض للمرض لأن المقاومة الداخلية للمريض مهمة جدا في زيادة فاعلية العلاج ومقاومة المرض .. ولا بد من ممارسة الحياة بشكل طبيعي قدر الإمكان .. وضرورة توعية المجتمع بهذا المرض .. والتركيز على حالات النجاح .. وعدم التأخر في طلب العلاج .. وعدم الانصياع لمدعي الطب الذين يستغلون لهفة المريض للشفاء .. والبعد عن الدجل والشعوذة والطب البديل والأعشاب .. لأنه مرض يحتاج إلى دقة التشخيص وسرعة العلاج .. والله هو الشافي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي