بئر العنصرية
بعيدا عن وصف إعلامي خليجي لأفراد المنتخب السعودي بتوصيف عنصري. من المهم فعلا أن يكون لدينا مجتمعيا وعي متكامل بالتعبيرات العنصرية.
العنصرية تتسلل أحيانا عبر خطابات نبيلة دون انتباه. الإشارات إلى اللون أو العرق أو حتى الدين في معرض الانتقاص هو فعل متفش في الخطابين المحلي والعربي بشكل عام.
والخلاص من العنصرية، هو سلوك فردي وجماعي في نفس الوقت. من الصعب أن أطالب الآخر بأمور أنا أفتقد إليها ولا أمارسها في سلوكي الإنساني. بعض الخطاب الذي تقدمه المسلسلات فيه انتقاص - غير مقصود بالتأكيد - للهجات مناطق أو دول أو طريقة لبس ... إلخ. وغياب القصد العنصري المتعمد، لا يعني بأي حال من الأحوال أن المرء حصل على صك براءة من ممارسة العنصرية.
العولمة نقلت لنا كثيرا من القيم التي تتباين مواقفنا منها، لكننا ونحن نمارس سلوكنا مع العالم لا بد أن نستحضر أن بعض خطاباتنا يمكنها أن تكون جسرا لإدانتنا بالفعل العنصري. رغم أن السلوك في عرفنا الخاص لا يتم تعريفه باعتباره فعلا عنصريا.
هذه مسألة لامسها الدكتور غازي القصيبي - يرحمه الله - أكثر من مرة، وقتها ربما لم يستوعب البعض سر رفض القصيبي لتمرير بعض القرارات، ... كان القصيبي - يرحمه الله - ينظر للأمور من خلال أفق العولمة.
اليوم نحن في أشد الحاجة إلى التنبه كأفراد للمفردات والألفاظ التي نستخدمها؛ لأن ما لا نرضاه لأنفسنا، ينبغي ألا نمارسه ضد سوانا. ولعل أمثولة الإعلامي الكويتي، خير شاهد على أن الأمر لم يعد مجرد كلمة تقال وتمضي، فقد ألصق العبارة من خلال تغريدته على تويتر، فتدحرجت كرة الثلج وجعلته يكرر الاعتذار ويتمنى لو أنه عد إلى العشرة قبل أن يكتب ما كتب.