فقدان الوظيفة

إن فقدان الوظيفة والبحث عن وظيفة أخرى من الممكن أن يعطيا الإنسان خبرة صعبة وموحشة، وأساس هذه المشكلة هو انفصال الإنسان عن أمر ودور حيوي وأساسي في حياته. ويعتبر كثير من الخبراء الإداريين وعلماء النفس أن الوظيفة للبالغين بمثابة عنوان هويتهم الشخصية والمهنية. ولذلك فإن فقدان الوظيفة يعتبر في أغلب الأوقات بمثابة ضياع توجه المرء في الحياة وبمثابة تحدٍ لإعادة التعريف بالنفس.
والسؤال الذي يطرح نفسه, ما العمل القادم الذي سيعطي البهجة والاحترام والحيوية والنشاط لذلك الشخص؟ وبما أنه سيتعب حتى يجد أجوبة لهذا السؤال, فيجب عليه أيضا التأقلم مع إدارة حياته العائلية أثناء فترة البطالة. وهناك عديد من التحديات التي ستواجهه بما في ذلك الأمور اليومية, العوامل النفسية, علاقاته مع زوجته وأطفاله وأحيانا علاقته مع والديه ووضعه في المجتمع. ولتخفيف وتهدئة آلامه وآلام عائلته, يمكن مراجعة التوضيحات والتوصيات التالية:

الروتين اليومي
عندما يبحث المرء عن وظيفة أخرى من داخل بيته, فبالتأكيد سيتسبب هذا في بعض الإشكاليات داخل البيت حتى وإن كانت زوجته تعمل. ولا سيما والمعتاد أنه خارج البيت منذ الصباح ولا يعود إلا بعد العصر. ففي الغالب سيتسبب في تأخير نظافة البيت وتزداد طلباته من إعداد للقهوة والشاهي له وأحيانا لضيوفه وزملائه في العمل. وسيقوم بفتح التلفزيون لمتابعة الأخبار أو لمشاهدة مباراة معينة مما يتسبب في إيقاظ أولاده الصغار. والمزعج حقا للزوجة هو تعدد اتصالاته الهاتفية أو تسلمه مكالمات طيلة اليوم.
ويعتبر التحدث عن هذه المعوقات والمشكلات المتوقعة من جلوسه في البيت مع الزوجة شيئا أساسيا ويتطلب تعاونا بينهما وقيام كل طرف بالتنازل أو تعديل الروتين اليومي المتوقع.

القلق المالي
إن التأخر في الحصول على وظيفة سيؤثر في الوضع المالي لأسرته حتى وإن حصل على مستحقات نهاية الخدمة. إن التفكير في الأمور المالية مقلق جدا ويعطي الشعور بالخوف لجميع أفراد العائلة.
ويفضل أن يقوم بعد تركه الوظيفة بمراجعة وتحليل وضعه المالي (ما له وما عليه), وينصح بمحاولة التعجيل في تحصيل أي ديون له عند الزملاء والأقارب وسداد أو إعادة جدولة ديونه بما يتناسب والوضع الحالي. أيضا يجب عليه تحديد أولويات مصروفاته وعدم التردد في أن يشرك معه جميع أفراد العائلة في ذلك وأن يتفادى المظاهر والتبذير والبذخ وخاصة في العزائم والتركيز على إدارة ما لديه من مال بحكمة.

الرئيس التنفيذي لشركة توطين لتوظيف المديرين

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي