من التراب إلى الجيل الخامس

كنت دون سن العاشرة وأنا أحضر افتتاح دورة الخليج العربي الثانية في ملعب الملز في الرياض، كان ذلك لمشاهدة حفل الافتتاح الذي يشارك فيه أخي الأكبر محمد مع مجموعة من طلبة المدارس المتوسطة والثانوية في عرض اللوحات الخلفية، كان الحفل بسيطا جدا وبدائيا، وأتذكر أن أخي كان يلبس فانيلة بلونين متظاهرين بحيث تعطي هذه الألوان تموجات معينة أثناء التحرك داخل أرضية الملعب.
لا أتذكر أشياء كثيرة، ولكنني حتما لا أنسى كمية الغبار المتطاير من أرضية الملعب، لم يكن وقتها التلفزيون قد دخل منزلنا وكانت الإذاعة وأصوات محمد رمضان، سليمان العيسى، علي داوود، وزاهد قدسي- يرحمه الله- تنقل عبر الأثير أحداث الدورة، أتذكر أسماء لاعبي منتخبنا غراب، النور، الصاروخ، أبو داوود، وأحمد عيد وغيرهم، كان النقل التلفزيوني بسيطا جدا بكاميرتين أو ثلاث "ثابتة ومتحركة"، حتى مستوى الأداء "اللعب" كان يغلب عليه الطابع الفردي والمهارات الشخصية و"التطويش"، وكان جاسم يعقوب بعبع الخليج موجودا وحمد بوحمد كذلك.
اليوم بعد مرور 38 عاما على ذلك الحفل البسيط "الكبير في وقته"، أتذكر شريطا كاملا من الدورات الخليجية التي كانت سببا رئيسيا في نقل الكرة لدينا إلى مصاف الدول المتقدمة على مستوى القارة، كانت سببا رئيسيا في أن يكون لدينا ملاعب وتجهيزات جعلت قطر الشقيقة تفكر فعليا، بل وتدخل السباق لتنظيم نهائيات كأس العالم 2022م، وقبلها كانت الكويت، الإمارات، العراق، والسعودية تلعب في كأس العالم، بل إن السعودية تصل إلى الدور الثاني، وتشارك أربع مرات متتالية، دورة الخليج كانت سببا في ارتقاء الجانب الفني، المهاري، التكتيكي، الإعلامي، والإداري في مجال اللعبة كانت سببا في فوز السعودية، العراق، والكويت بكأس الأمم الآسيوية.
مرت الدورة بهزات وعقبات ومطبات، ولكنها ظلت ثابتة راسخة بفضل رجال تمسكوا بفكرتها، وحرصوا على استمرارها، وأبرزهم الأمير فيصل بن فهد نعم في كل بطولة أتذكره، وأتذكر حضوره ولولا الله ثم فيصل بن فهد لكانت هذه الدورة قد توقفت أو ذبلت وانتهت.
اليوم.. نحن في 2010م والدول المشاركة فيها لديها التزامات محلية وقارية ودولية لذلك مهم جدا إعادة النظر في موعد إقامة البطولة اعتقد التعديل مهم بحيث تقام كل أربعة أعوام أو كل عامين في السنة الفردية أي 2013 ثم 2015 في نفس توقيتها الآن وحسب اللائحة بين شهري أكتوبر وديسمبر وان توضع روزنامة لعشرة أعوام مقبلة وترفع للاتحاد الأسيوي والدولي.
اليوم.. دورة الخليج في اليمن تلعب على الجيل الخامس من العشب الصناعي المعتمد من "فيفا"، هي لا شك نقلة نوعية في التطور، حدث سيظل في ذاكرة الشباب اليمني سنوات طويلة تماما، كما حدث معي، نجاح اليمن في حفل الافتتاح، وفي تجهيز المنشآت في فترة زمنية قياسية حتى إن حدث بعض الهفوات البسيطة نتيجة لقلة الخبرة أو بعض الزلات لقلة التجربة، فهذا لا يعني أبدا عدم قدرة اليمن على تقديم دورة خليجية من نوع خاص دورة بنكهة البن اليماني، ولذة العسل الصنعاني، وعبق تاريخ الحضارة اليمنية، ودائما قالوا الحكمة يمانية.
أطروحات
ـــــ لن يعترف "فيفا" بأي بطولة أو دورة هو لا يشرف عليها أو تشرف عليها الاتحادات القارية، ولكن "فيفا" يؤيد وبقوة إقامة مثل دورة الخليج وتحتسب مبارياتها ودية دولية في سجل اللاعبين والمنتخبات المشاركة، ويحرص رئيس الاتحاد الدولي ومنذ عام 1974م في دورة الكويت على حضور جانب من فعاليات الدورة وهذا أكبر اعتراف وأهم دليل على أهميتها في خريطة الكرة في العالم، المهم أن طرح السؤال المتكرر مع كل دورة حول اعتراف "فيفا" أو عدم اعترافه لم يعد له مبرر فالأمر واضح.
ــــ خطوة موفقة تلك التي أقدم عليها الاتحاد السعودي لكرة القدم بالمشاركة في دورة الخليج بالمنتخب B وهو ما طالبت به في برنامج فوانيس الرمضاني، المهم أن يتم تسجيل ذلك في الاسكورشيت الخاص بالمباراة، وأن يتأكد فهد المصيبيح مدير المنتخب السعودي، من ذلك لكيلا تحسب على منتخبنا ضمن الفئة A، وهذا قد يؤثر في ترتيب منتخبنا في التصنيف العام.
ـــــ الأخضر يلعب مباراة افتتاحية مهمة في دورة الخليج والأندية تلعب في بطولة فيصل بن فهد تحت 21 سنة في نفس التوقيت، أي جدولة وأي تنظيم ننتظر من لجنة المسابقات!! ألم يكن من الأجدر أن يتابع هؤلاء اللاعبون منتخبهم الوطني؟
ـــــ عمل اللجان الجديدة أقل كفاءة وبكثير عن سابقاتها أعان الله الأمير سلطان، والأمير نواف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي