غلاء المقلقل!
اجتماع القافين والفصل بينهما بلام.. لا يمكن أن يحتمل دلالة أبلغ من نشوة اللوك، وتحريك اللسان قبل التلذذ بإقرار اللقمة في المعدة!
إنه حميس اللحم! سيّد موائد عيد الأضحى.. ولكن! لاحظوا الفرق بين المفردتين! الفصحى هي حميس.. بينما الشعبية الدارجة هي «مقلقل»! وأخشى أن أستنفد المساحة التي رسمها مخرج الصفحة قبل أن أدخل في الموضوع.. وسأترك لذائقتكم تحليل الفرق!
أنتقل من كل هذه المتعة، إلى حرقة أسعار الأضاحي! ولا أجد هنا حرجاً من الاستناد إلى التسعيرة الرسمية التي أعلن عنها في الصحف لتحجيم الغش والتلاعب في الأسعار، وكأن الأجهزة الحكومية تفترض أننا إذا ذهبنا إلى تاجر الأغنام وقلنا:
نحن: بكم «الضحيّة» يا ولد؟
التاجر: بألفين وخمس!
نحن: لكن الجريدة تقول بـ «ألف وميتين»!
التاجر: أووووه! أنا فعلاً آسف.. ما انتبهت!.. أجل خذها بألف وميه.. عشانك نبهتني!
هذا لا يحدث في الواقع طبعاً!
وقد «لن» يحدث في أي صفقة شرائية في سوق تجارية كتلك التي في السعودية!
المهم، بعض المواطنين استشعروا الخطر القادم، ومنهم صديقي أبو وليد! وتفتق ذهن الرجل عن احتمال حدوث كارثة في القريب العاجل، إذا استمرت أسعار الأغنام عند هذه الحدود (بين 1200 و3500 ريال) للرأس الواحد! وتعالوا ندردش في الحسبة كما رآها الرجل!
إذا كانت قيمة الذبيحة 1500 ريال مثلاً، ووزنها (بالفروة والقرون) 30 كيلو جراما! فإن سعرها مقسوماً على وزنها يقول إن كيلو لحمها وشحمها سيكون بـ (50 ريالا) لا محالة، هذا دون أرباح الملحمة! وإذا كان ما جاءت به الصحف السعودية من أن سعر الخروف النجدي قد وصل إلى 3500 ريال صحيحاً، فإنه بالحسبة نفسها سيكون سعر الكيلو الواحد 100 ريال حتى لو كان وزن الأضحية يصل إلى 35 كيلوجراما «صافي»!
وبهذا، فإن سعر صحن المقلقل الذي يراوح الآن بين 7 و10 ريالات، سيقفز بعد العيد لا محالة إلى 25 و30 ريالا! ولا يخفي الرجل قلقلة من ارتفاع مهول في صنوف «المقلقلات» الأخرى كالكبدة والكلاوي لأن كل كلوة، بحسب مساهمتها في الوزن، قد تكلفت عشرة ريالات للواحدة، فيما كلفت «الكبدة» 50 ريالاً بسبب وزنها.. فبكم سيبيعهما تاجر اللحوم؟ وكم سيكسب؟؟
انتهت المساحة فعلاً!
ولا أملك سوى أن أرتقب مع المرتقبين! مؤكداً أنه لا بد عزيزي المواطن من زيارة عاجلة بعد الإجازة لتحسس الأسعار في «الشميسي» أو بجوار مبنى الجوازات.. للتأكد من حجم الارتفاع وأثره في وجبة الإفطار الأهم لكل مراجع سعودي لأي دائرة حكومية في الأيام العادية! ترى.. ما بديلنا عن الغلاء الفاحش المنتظر في وجبة «التنفيس» الوجهي الأشهر والتي نلجأ إليها عادة بعد طول جذب ومشادة مع موظف حكومي معيّن أساساً لتعزيز زحام الطرقات وتكديس المعاملات وتعقيد أبسط البسيطات!!