المملكة والموقف الحازم من أمن الحجيج

يوم غد الإثنين يجتمع حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفة في يوم الحج الأكبر، تظللهم السكينة والمحبة والوقار، كل منهم متجه إلى ربه بالدعاء، حامداً وشاكراً أن تفضل عليه بأن يسر له أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
هذه الملايين من المسلمين التي تقف في المشعر الحرام، لا يهمها، وهي تناجي ربها وتأمل منه القبول ما يجري من صراع سياسي، ومطامع تغلف بالدين، فهدفهم إتمام أداء مناسك الحج بأمن وأمان، وبعيداً عن ما يسعى إليه كل من يكيد للإسلام والمسلمين، سواء من بعض من يتسمون بالإسلام ويرفعونه شعاراً، أو مَن عداؤهم للإسلام واضح ومعلن.
هؤلاء المسلمون الذين سيجتمعون غداً على صعيد عرفة يلمسون ما يوفر لهم من خدمات تسهل عليهم أداء نسكهم، ويدركون مدى ما تبذله الجهات المعنية بالحج، خاصة الجهات الأمنية، من جهد كبير لأداء حج مبرور لا رفث ولا فسوق فيه.
إن المملكة تدرك عظم مسؤوليتها تجاه هؤلاء الحجاج، ولذلك فهي تستعد طوال العام لتوفير الأجواء المناسبة لأداء الفريضة، ولا تترك أي مجال لمن أراد أن يعبث، أو يسيء إلى هذه الشعيرة، ومن هذا المنطلق جاءت تأكيدات الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية من أن المملكة لن تسمح بتسييس الحج، وأنها على استعداد لمواجهة كل من يسعى للإساءة إلى هذه الشعيرة، أو تعكير صفو ضيوف الرحمن.
وموقف المملكة الحازم تجاه أية محاولة للإخلال بشعيرة الحج، سواء عن طريق تسييسها، أو محاولة بث الفتنة والفرقة بين حجاج بيت الله الحرام، نابع من إدراكها لخطورة التساهل بهذا الأمر، وما سينتج عنه من صرف هذه الشعيرة عن هدفها الأسمى إلى وجهة أخرى، تخدم أحزابا وجماعات، وقيادات دينية وسياسية، تتمنى أن يكون الحج مناسبة لحشد الأتباع، ترفع فيها رايات، وتبجل صور، بدلا من كلمة التوحيد التي عليها اجتمع المسلمون، وبها اتحدت كلمتهم.
إن جاهزية قوات الأمن السعودية لمواجهة أي طارئ أمر يدركه الجميع، ويضرب له الأعداء كل حساب، فالمملكة لديها من القدرات ما مكنها من الحفاظ على الأمن في الداخل، وأن تشارك في مواجهة أي عمل إرهابي يستهدف دولا أخرى، فتستبق حدوثه، وتحذر منه، وتكشف خططه، عبر معلومات دقيقة، هي محل تقدير كل من يهمه أمن الناس، وذهول من كان يسعى إلى الدمار والخراب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي