جهود مصرفية للارتقاء بالإعلام الاقتصادي في السعودية
نظمت البنوك السعودية برعاية الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الحميدي, نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، خلال الفترة من 16 إلى 20 تشرين الأول (أكتوبر) من العام الجاري، بالتعاون مع المعهد المصرفي التابع للمؤسسة، دورة متخصصة في المجال المصرفي، بعنوان: ''مفهوم الصناعة المصرفية ودورها في التنمية الاقتصادية''، للإعلاميين والصحافيين العاملين في كل الأقسام الاقتصادية التابعة لوسائل الإعلام المحلية.
من بين أبرز أهداف الدورة، تمكين الصحافيين والإعلاميين العاملين في كل وسائل الإعلام المحلية (المقروءة، المسموعة، والمرئية)، من الإلمام بمفهوم الصناعة المصرفية والمالية، وطريقة عمل المؤسسات المكونة لها، بما في ذلك إكساب المشاركين بالدورة القدرة على فهم وتحليل نتائج ومؤشرات المؤسسات المصرفية والمالية، لتكوين رأي اقتصادي مستنير بخصوص الأداء المالي لتلك المؤسسات، يستند إلى المفهوم الصحيح والدقيق لأداء المؤشرات، يمكن الصحافي أو الإعلامي من صياغة الخبر الصحافي والإعلامي ونقله للمتلقى بأسلوب علمي وفني محترف، يتيح للمتلقي الاستفادة من مضمون ومحتوى الخبر، في تكوين رأي مالي واستثماري مستنير، يمكن المتلقي من اتخاذ القرار المالي والاستثماري المناسب.
من بين أهداف الدورة أيضاً، العمل على تقوية قنوات الاتصال والعلاقة، التي تربط بين القطاع المصرفي وقطاع الإعلام في السعودية، باعتبار أن القطاع المصرفي ينظر إلى قطاع الإعلام ويعتبره بالنسبة له شريكا استراتيجيا، يسهم بفاعلية في نقل المعلومة المصرفية الصحيحة والدقيقة، سواء المتعلقة بالأداء المالي للقطاع، أو التي ترتبط بالتطورات والمستجدات، التي تحدث على الساحة المصرفية المحلية أو العالمية على حد سواء، وبالذات أن القطاع المصرفي السعودي يشكل ثقلا ووزنا وأهمية كبرى بالنسبة للاقتصاد المحلي، نظراً لإسهاماته الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، التي تعيشها البلاد، إضافة إلى كونه أصبح اليوم يحظى بشهرة وبمكانة عالمية مرموقة، بسبب قدرته على تجاوز تبعات الأزمة المالية العالمية بأقل التأثيرات السلبية الممكنة.
الدورة اشتملت على ثلاثة محاور رئيسة، الأول ركز على الأدوار والوظائف الرئيسة لمؤسسة النقد العربي السعودي، بالذات المرتبطة باستخدام أدوات السياسة النقدية المختلفة، للسيطرة على عرض النقود والتضخم، وعلى الأدوار التي لها علاقة بالرقابة على أعمال البنوك التجارية وشركات التأمين. المحور الثاني ركز على تطور القطاع المصرفي السعودي، وعلى شرح الوظائف الرئيسة للمصارف التجارية، في حين ركز المحور الثالث على عمل المؤسسات المالية المحلية والدولية، وأيضاً على عمل مجموعة البنك الدولي وشركات التقييم المالي والائتماني.
برنامج الدورة اشتمل أيضاً على جانب عملي وميداني، تمثل في قيام المشاركين في الدورة بعدد من الزيارات الميدانية لعدد من مواقع المؤسسات التابعة للأجهزة النقدية والمصرفية والصحافية، بهدف الاطلاع على واقع عمل تلك المؤسسات، والإجابة عن استفسارات المشاركين في الدورة وأسئلتهم المتعلقة بعمل تلك المؤسسات، حيث على سبيل المثال، شمل البرنامج العملي والتطبيقي، زيارة لفرع مؤسسة النقد العربي السعودي الرئيس في الرياض، وللإدارة الإقليمية التابعة للبنك الأهلي التجاري، وأخيراً شمل زيارة لمقر وكالة الأنباء السعودية (واس).
جدير بالذكر أن عددا من الخبراء الاقتصاديين والمصرفيين المحليين، إضافة إلى خبراء في مجال الصحافة الاقتصادية، شاركوا في اختيار موضوعات الدورة، وفي إقرار منهجيتها، وذلك بهدف ضمان توافق المضمون والمحتوى مع احتياجات ومتطلبات الصحافيين الاقتصاديين، فعلى سبيل المثال من جانب الصحافة، شارك الأستاذان عبد الوهاب الفايز رئيس التحرير والأستاذ فهد العجلان، نائب رئيس تحرير صحيفة ''الجزيرة''، في وضع التصورات الأولية لمواضيع الدورة، كما أسهم عدد من المصرفيين العاملين في إدارات البنوك السعودية المختلفة، بما في ذلك العاملين بالوحدات الاقتصادية التابعة للبنوك، في التأكد من سلامة ترابط وتسلسل الموضوعات مصرفيا واقتصاديا، وبطبيعة الحال كان للمعهد المصرفي الدور الفاعل في الإخراج النهائي للدورة واعتمادها وفقاً للمعايير الفنية والتدريبية الخاصة بالمعهد.
الدكتور عبد الرحمن الحميدي، نائب محافظ مؤسسة النقد، أوضح خلال كلمة ألقاها بمناسبة تدشين الدورة، أهمية الإعلام بصفة عامة والإعلام الاقتصادي بصفة خاصة، لكونهما يمثل جسر تواصل وشريانا للبيانات والمعلومات المالية والمصرفية لكل شرائح المجتمع، التي تعد حجر الزاوية في تهيئة الأجواء اللازمة والضرورية لحركة التنمية الاقتصادية الشاملة في المجتمع، ومن هذا المنطلق أكد أن من بين أهم وظائف الإعلام الاقتصادي، نشر الوعي والثقافة الاقتصادية في المجتمع، كالتعريف بالأنظمة والإجراءات التنظيمية، حتى يستطيع الفرد أن يعرف حقوقه وواجباته، ومن هنا يأتي الدور الاستراتيجي للإعلام الاقتصادي في التنمية الشاملة وفي ربط رجال الأعمال والاقتصاد والمؤسسات بعضها ببعض وبالمستهلكين والمتفاعلين مع حركة التنمية في المجتمع.
لعله من المهم التنويه بأن هذه الدورة تندرج ضمن استراتيجية وخطة توعوية مصرفية طويلة الأمد، تضطلع البنوك السعودية بمسؤولية القيام بتنفيذها من خلال لجنة الإعلام والتوعية المصرفية التابعة للبنوك السعودية، بهدف النهوض بمستوى الوعي المصرفي لدى كل شرائح المجتمع (عملاء البنوك ومن غير عملاء البنوك)، بما في ذلك العاملون في كل وسائل الإعلام المحلية، بالشكل والأسلوب الذي يحاكي احتياجات كل شريحة على حدة، ويرقى إلى تطلعاتها وطموحاتها المصرفية، كما أن هذه الدورة تعد الأولى ضمن سلسلة من الدورات، التي ستقوم البنوك السعودية بتنفيذها بالتعاون مع المعهد المصرفي للصحافيين وللصحافيات السعوديين والسعوديات خلال الأشهر القليلة المقبلة على مستوى مناطق المملكة المختلفة، بهدف تعميق وترسيخ الوعي المصرفي لدى جميع العاملين في الأقسام الاقتصادية في وسائل الإعلام المحلية في جميع أنحاء المملكة.